بكسره عقدة «الوسط».. الجيش السوري يُنجز ثلث الحرب منتصراً

بكسره عقدة «الوسط».. الجيش السوري يُنجز ثلث الحرب منتصراً

أخبار سورية

الاثنين، ٢١ أبريل ٢٠١٤

إنتهت المرحلة الأخطر من العمليات العسكرية في القلمون مع إخراج جميع المدن الاساسية في دائرة القتال وإستعادتها من الجيش السوري على الرغم من بقاء منطقة “الزبداني” تحت سيطرة المسلحين، والتي باتت اليوم مطوّقة ومسلحيها يطمحون لحل وتسوية مـا إعيد تنشيطها على وقع سقوط المعاقل الابرز.
كان الهدف الأبرز للجيش السوري من خلال العمليات الاخيرة التي حصلت في “القصير، تلكلخ، والقلمون” والتي توّجت نصراً السيطرة على المنطقة الغربية المحاذية للحدود اللبنانية، وهذا يعني من الناحية العسكرية إخراج لبنان من حلقة دعم المسلحين عبر البيئة المحاذية للحدود، وهذا ما نجح به الجيش. طوال عام من القتال سار الجيش متساوي القدمين على طول الخط الغربي منجزاً سيطرته الكاملة التي أوصلت في النهاية إلى عزل مسلحي المنطقة الغربية عن ظهرهم اللبناني، وبالتالي تشتيتهم وإخراجهم من منطقة أساسية كانت تُهدّد العاصمة نحو الداخل، والعمق اللبناني نحو الخارج.
على وقع معركة الغرب، كان الجيش يعمل في وسط سوريا، هذا الوسط الذي يعني الكثير قسمّ وضم مناطق ممتدة من “ريف دمشق، صعوداً نحو حلب”.
وضع هدف “من يُسيطر على الوسط سيطر على سوريا، ومن يمسك هذه المنطقة مع توابعها غرباً وشرقاً ربح الحرب”. بدأت الحرب المفتوحة على هذا المبدأ، نشط الجيش لاستعادة السيطرة على المناطق التي خسرها في الوسط مع إتخاذه قرار الحسم العسكري، وإحكام السيطرة على المناطق التي بحوزته وتدعيمها، وبالتوازي ضمّ هذه السيطرة إلى جانب السيطرة على المنطقة الغربية “القصير، تلكلخ، القلمون”، ليتم بذلك تنظيف الجزء الغربي من البلاد. كانت النظرية العسكرية التي عملت عليها المعارضة، والتي صدها الجيش بعملية مضادة هي السيطرة على الوسط، أي عزل دمشق ونظامها والسيطرة على الجزء الحيوي من البلاد، وبالتالي تطويق العاصمة وبدء الزحف نحوها من المنطقة الغربية، ومن ثمّ المنطقة الشرقية أي عبر الغوطة، ومن الأطراف الحدودية الجنوبية عبر درعا وريفها المتصل بالغوطة، وفرض القتال على الدولة في عمقها ما سيتعرضها للاستنزاف الذي يمهد لسقوطها. إستدرك الجيش هذا الأمر وبدأ بعملية التنظيف التي إستنزفت المسلحين بشكل عكسي، ونقلتهم من مرحلة الهجوم إلى مرحلة الدفاع بعد أشهر على بدء القتال الذي وسّع فيه الجيش البيكار ليشمل سائر هذه المناطق، وهذا لاحقاً ما افقدهم زمام الامور وصولاً للتقهقر.
شكّلت “حمص” القلعة الاستراتيجية لوجودها على خط محوري هام يربطها بحلب وحماة حتى إدلب من الشمال، والساحل السوري من الغرب، كما منطقة القصير نحو تلكلخ والقلمون من الجنوب، ولذلك إعتبرت “حمص” عاصمة الصورة وقلعتها، وفقدانها من أيد المعارضة يعتبر نكسة كبيرة، كما إستعادتها من الجيش تعتبر تقدم نوعي يغير خارطة الصراع.
وصل شدّ الحبال بيد سوريا نظاماً وجيشاً وخلفاءها من جهة، ومن يدعم مسلحي ميليشيات المعارضة وفصائلها المتطرفة من جهة أخرى، إلى الذورة في منتصف العام الماضي بعد السيطرة على القصير وضرب الخطط المتضمنة تقدماً عسكرياً في الغوطة. سعى من يدعم المسلحين دوماً لإبقاء الجيش  خارج معادلة السيطرة على وسط سوريا وذلك عبر الهجوم الذي حصل على الغوطة في تشين الماضي، والذي كان الهدف منه بعد إستعادة زمام المبادرة، ترك هذه المنطقة غير هادئة ومستباحة تقلق النظام والدولة من الخاصرة. بدأ الجيش عمليات عسكرية على كامل هذه المنطقة، كما سائر الوسط وصولاً نحو الغرب وهنا نلاحظ انّ المعارك المحورية جرت في هذه المناطق تحديداً، والانجازات العسكرية الرئيسية حصلت فيها.
بعد عام ونيّف تقريباً، نرى سيطرة الجيش على كامل المنطقة الغربية تحقق بالاضافة إلى 80% من المنطقة الشرقية التي تضم الغوطة وريف دمشق، كما 80% من حمص التي بقي امامه فيها الاحياء القديمة، ونحو حلب، يتحقق يومياً تقدم وينشط الجيش في فتح المحاور وتضييق رقعت المعارضة. معركة حلب بحسب مختصين لها طابع خاص وهي تشهد حالياً حرب إستنزاف حقيقية يستطيع الجيش فيها التقدم وتحقيق إنجازات، يبقى الأهم من ذلك كله من أعلنته الدولة السورية على انها أنهت 60% من الحرب، وهذا القول انها تسيطر على 60% من الميدان السوري بما أشرنا إليه إنافاً، وهي تتقدم للسيطرة الكاملة على حمص وتوابعها، وعلى أرياف حلب في سيناريو مشابه لحمص مغ إكمال عمليات الغوطة الشرقية، وهذا ما يترتب عليه إنجاز ثلث الحرب وخروج الجيش منها منتصراً قبل حزيران القادم، وهذا ما سيترتب عليه أيضاً واقعاً عسكرياً – سياسياً – إقليمياً – دولياً على ساح القتال.