هل يدشّن الرئيس الأسد حملته الانتخابية من حمص؟

هل يدشّن الرئيس الأسد حملته الانتخابية من حمص؟

أخبار سورية

السبت، ١٩ أبريل ٢٠١٤

اندفعت الصحف الغربية في تغطية ما يجري في حمص. ملفّ تقدّم على ما سواه من ملفات تتعلق بالأزمة السورية، بما فيها ملف الاستخدام المزعوم للسلاح الكيماوي في كفر زيتا في حماة، على رغم الباع الطويل لهذا الملف في الضغط على الدولة السورية وحلفائها، ودفع واشنطن للتورط الأكثر مباشرة في الملف السوري، لكنها حمص «عاصمة الثورة» بحسب القاموس الإعلامي الغربي للمصطلحات الخاصة بما يجري في سورية، الذي امتد لثلاث سنوات، وازدادت معه صفحات قاموس المصطلحات.
قبل أيام، بدأ الجيش العربي السوري هجوماً على حمص القديمة لاستعادتها وتحرير ما تبقى من المدينة، وبحسب التلفزيون الرسمي السوري، فقد حققت القوات المسلحة السورية «نجاحات هامة من خلال التقدم في أحياء جورة الشياح، الحميدية، باب هود، وادي السايح»، جملة اقتبستها الصحف الغربية مجتمعة من دون تصرّف وحتى من دون محاولة للتكذيب، ما عدا صرخات من هنا وهناك حاولت الصحافة الفرنسية نقلها على لسان أعضاء في «الائتلاف السوري المعارض». فقد نقلت «لوموند» عن برهان غليون قوله «هل يعني هذا أن النظام في طريقه إلى الانتصار؟ لا إنه لا ينتصر». عدا عن ذلك يمكن لحظ الآتي في ملف حمص في الصحافة الغربية:
ـ التغطية الإعلامية والاهتمام في ما يجري في حمص يكتسب أهميته من أهمية التواجد المسلح للميليشيات المتحالفة مع الغرب في قلب المدينة القديمة، فعاصمة الثورة لا تزال في بعض أجزائها تحت سيطرة «الثوار» الذين قتلوا الأسبوع الماضي الكاهن اليسوعي الأب فرانس لرغبته بالمصالحة.
ـ تتكشف أهمية حمص من إصدار قرار مجلس الأمن 2139 والذي حثّ أطراف الأزمة السورية على تسهيل مرور المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، مناطق كان على رأسها حيّا بستان الديوان والحميدية المحاصرَيْن في حمص القديمة، التي دخلتها مئات من السلل الغذائية لدعم استمرار التواجد المسلح فيها ومنع الجيش السوري من استردادها، وفي هذا الإطار نقلت قناة «الميادين» في برنامج من الأرض أن «السلة الغذائية يبلغ وزنها بحسب معايير الأمم المتحدة حوالى 22 كيلوغراماً، لكن تلك التي أدخلت إلى حمص يبلغ وزن الواحدة منها 60 كيلوغراماً أي أنّها تعادل ثلاث سلل غذائية».
ـ التسليم بقرب سيطرة الجيش العربي السوري على حمص القديمة منذ بدء الهجوم عليها، ومحاولة إيصال هذه الرسالة إلى الرأي العام وإلى من يهمه الأمر من جمهور «المعارضة السورية» في محاولة للتخفيف من أثر هذا الانتصار على معنويات هؤلاء المناصرين المنهارة أصلاً، فقد جاء في تقرير لـ«إندبندنت» البريطانية أن «القوات الحكومية السورية على وشك استعادة السيطرة على مدينة حمص التي تعرف بعاصمة الثورة. «المتمردون» في هذه المناطق ليس أمامهم سوى الاستسلام للحكومة أو القتال حتى الموت»، وتنقل الصحيفة عن أحد المسلحين قوله «إن المقاتلين جميعاً سيصبحون شهداء».
في آذار 2012 استعاد الجيش السوري السيطرة على حي بابا عمرو في حمص، حيّ نسجت حوله أساطير انكسرت مع دخول القوات المسلحة السورية إليه، يومها فاجأ الرئيس السوري بشار الأسد العالم أجمع بظهوره بين جنود الجيش العربي السوري وتجواله في الحي ما اعتبر حينه علامة تحدٍ من الرئيس السوري باتجاه الغرب وبيادقه المحلية والإقليمية. واليوم وبعد سنتين، ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية السورية وتحدّي تنظيم الانتخابات التعددية الأولى في ظل الدستور الجديد للجمهورية العربية السورية، يتقدم الجيش السوري في حمص وعلى كافة المحاور، بدءاً من حي الوعر وليس انتهاءً بأحياء المدينة القديمة الأربعة، ليعلن «نهاية الثورة الربيع الأميركي في سورية» من عاصمتها، فهل يدشن الرئيس الأسد حملته الانتخابية من قلب حمص ومركزها؟ سؤال لا أمنية، بانتظار تحرير حمص نهائياً.