الجيش يضيّق الخناق على مسلحي حمص..الطلاق النهائي بين "داعش" و"القاعدة"

الجيش يضيّق الخناق على مسلحي حمص..الطلاق النهائي بين "داعش" و"القاعدة"

أخبار سورية

السبت، ١٩ أبريل ٢٠١٤

ضيّق الجيش السوري، أمس، الخناق على المسلحين في حمص القديمة، عبر تقدّمه داخل الأحياء المحاصرة، فيما قتل 14 شخصاً بانفجار سيارة أمام جامع في مساكن ضاحية الوليد الخاضعة لسيطرة السلطات السورية، فيما كانت حلب تضمد، أمس، جراح "مجزرة" قصف المسلحين لمناطق مدنية، بعد فشلهم في اقتحام ثكنة هنانو.
في هذا الوقت، يبدو أن معارك "الجهاديين" تتجه الى الاشتعال أكثر، بعد وصول العلاقة بين تنظيم "القاعدة" وتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) إلى نقطة اللاعودة، عندما أعلن المتحدث باسم "داعش" أبو محمد العدناني انحراف "القاعدة" عن النهج، وأنها لم تعد "قاعدة الجهاد".
وشنّ العدناني، في شريط صوتي بُث أمس، هجوماً عنيفاً على "القاعدة" وزعيمه أيمن الظواهري من دون تسمية الأخير. وكان العدناني واضحاً في توصيفه لحقيقة الصراع مع "القاعدة" كما يراه، ناقلاً إياه من خلاف على السلوك إلى خلاف حول المنهج والعقيدة، في نقلة نوعية للصراع من مستوى إلى مستوى أكثر تعقيداً وخطورة.
واعتبر أن "القاعدة لم يكتف بترك طريق الجهاد وتبديل منهجه، بل باتت قيادته معولاً لهدم مشروع الدولة الإسلامية والخلافة المقبلة"، وهي إشارة صارخة إلى أن "الدولة الإسلامية" أصبح يعتبر "القاعدة" خطراً وجودياً عليه، لأنه يستهدف هدم دولته.
وأعلن في مدينة الباب بريف حلب تشكيل سرايا أبو خالد السوري لاغتيال قيادات في "داعش"، وذلك بعد ساعات من تفجير سيارة القيادي في "الدولة الإسلامية" أبو هريرة العراقي في المدينة، وأنباء عن مقتله مع ثلاثة أشخاص.
وأعلن مصدر أمني سوري أن القوات السورية تتقدم في الأحياء المحاصرة لمدينة حمص، وتضيّق الخناق على المسلحين الذين يسيطرون عليها، وذلك بعد 3 أيام من إطلاقها عملية عسكرية واسعة في المدينة. وقال "ثمة تقدم في المدينة القديمة. كل يوم يتم استعادة كتل من الأبنية، ويضيق الحصار على المجموعات الإرهابية في الداخل"، مشيرا إلى أن "الطوق يضيق عليهم بالتدرج".
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إن "وحدات من الجيش والقوات المسلحة قضت على أعداد من الإرهابيين وسط حمص، وسيطرت على مبان في حيي باب هود ووادي السايح".
وأوضح مدير "المرصد السوري لحقوق الإنسان" رامي عبد الرحمن ان القوات السورية سيطرت على "مبان وكتل بنائية" في حيي باب هود ووادي السايح، لكنه اعتبر أن "هذا التقدم لا يغير أي شيء في موازين القوى، إذ إنها لم تتمكن من السيطرة على شوارع بكاملها". إن "المعارك هي على شكل حرب شوارع"، مشيرا إلى وجود "مئات المقاتلين الذين يعرفون المنطقة جيداً، وهم رفضوا الخروج في إطار التسوية ويريدون القتال حتى النهاية".
وذكر "المرصد" أن الأحياء المحاصرة تعرضت لغارات جوية، مع تواصل الاشتباكات الضارية بين القوات السورية والمسلحين الذين رفضوا مغادرة باب هود ووادي السايح، وجورة الشياح، والحميدية، والورشة، والصفصافة.
وانفجرت سيارة أمام جامع بلال الحبشي في مساكن ضاحية الوليد في حمص، لحظة خروج المصلين من صلاة الجمعة، ما أدى إلى مقتل 14 مدنياً، وإصابة نحو 75، حسب ما أكدت مصادر طبية لـ"السفير".
وفي واشنطن، نددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بيساكي بما وصفته بأنه "انتهاك للهدنة" من جانب الحكومة السورية وشن "عدوان وحشي على سكان" الحي القديم في حمص. وقالت إن "ما يقوم به النظام من قصف وحصار للمدينة هو نموذج بغيض على انتهاجه سياسة حرب التجويع والاستسلام. نطالب النظام بوقف هجماته على الحي القديم والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية".
وفي حلب، كشف مصدر عسكري لـ"السفير"، أن المسلحين لم يفشلوا في هجومهم على ثكنة هنانو أمس الأول فحسب، بل تحول الهجوم إلى كمين وقعوا فيه، موضحاً أن معلومات وصلت إلى القائمين على حماية الثكنة حول قيام المسلحين بحفر أنفاق وتفخيخها، فتم الاستعداد لساعة التفجير والاقتحام.
ولم يكد غبار معركة الثكنة ينقشع عن ضربة موجعة في صفوف الفصائل التي شنت الهجوم، حتى أمطر المسلحون المدينة بعشرات القذائف المتفجرة وقذائف الهاون والصواريخ، لتشهد المدينة خلال ساعات قليلة، ما وصفه مصدر طبي بـ"مجزرة في صفوف المدنيين"، حيث استقبلت المستشفيات أكثر من 270 ضحية، بينهم نحو 50 قتيلاً.
وعن أوضاع بقية الجبهات في حلب، أكد المصدر أن خريطة السيطرة لم تتغير أبداً، نافياً ما أشيع عن تقدم للفصائل الإسلامية في منطقة الليرمون نحو مبنى الاستخبارات الجوية، أو أي تقدم للجيش في منطقة الراموسة، لكنه تمكن من تأمين طريق فرعي فيها لإعادة فتح طريق حلب - حماه.
إلى ذلك، شهدت بلدة مورك في ريف حماه اشتباكات عنيفة، فيما أعلنت مجموعات مسلحة أنها "تصدت لتقدم القوات السورية في البلدة".