المنفذ الثالث اُغلق.. الجيش السوري وحزب الله يعلنان النصر في القلمون

المنفذ الثالث اُغلق.. الجيش السوري وحزب الله يعلنان النصر في القلمون

أخبار سورية

الخميس، ١٧ أبريل ٢٠١٤

سيطر الجيش السوري وحزب الله على منطقة القلمون الواقعة في الريف الشمالي الغربي لدمشق، المتاخمة على الحدود اللبنانية السورية بعد نحو شهرين تقريباً على بدء المعركة.
الجيش والحزب نجحا بإقفال بوابة المعارضة الثالثة، بعد ان اغلقا بوابة القصير الاولى، وبوابة “تلكلخ” الثانية، ليكون بذلك كامل الشريط الحدودي مع لبنان تحت سيطرتهما.
العملية هذه لم تكن صعبة إلى الحد الذي قابلته فيها التسريبات الاعلامية، التي تحدثت عن حرب الاشهر الطويلة ومعارك الجبال، التي تتميّز بالاسلحة النوعية. كانت المعركة وفق مراقبين من أسهل المعارك التي خاضها الجيش، بل ذهب البعض للقول بأن معركة “القصير” كانت اصعب منها بكثير.
زودت الميليشيات بوسائل حربية متطورة، منها الصواريخ الحرارية التي نذكر منها: “ميلان الفرنسي” “كورنيت الروسي” (حصلوا عليه بعد إقتحام مخازن الجيش”، “لاو الامريكي”، فضلاً عن صواريخ حرارية أخرى مضادة للدروع، وأجهزة إتصال.
معاقل المسلحين إنهارت تدريجياً، ام المدن الكبرى فإنهارت بساعات، ما كشف عن الامكانيات التي يمتلكها حزب الله والجيش السوري لانجاز مثل هكذا معارك.
المرحلة الاولى التي حصلت فيها السيطرة على “قارة” و “دير عطية” وتبعها بعد فترة قليلة تفعيل العملية مُجدّداً والسيطرة على “النبك” ومن ثمّ الانطلاق بالمرحلة الثانية نحو “الجراجير”، “القسطل” و “السحل”.. كانت المفتاح لاسقاط يبرود في 36 ساعة، حيث حصلت السيطرة هنا على كامل جبهة التلال المنتشرة والمطلة على القرى المذكورة، بالاضافة إلى المزارع التي خلت من المسلحين.
إستكمل تقدم الجيش بالسيطرة على “راس العين” ثم “قليطا”، و “راس المعرة” فـ “الجبة – الصرخة، بخعة، جبعدين، معلولا، حوش العرب، عسال الورد، فرنكوس” بالاضافة إلى سائر التلال الكاشفة والمطلة على هذه المناطق بالاضافة أيضاً إلى المزارع، حيث خاض عناصر الجيش أعنف المعارك في القلمون لجبهة مزارع “رنكوس” والتلال المشرفة عليها من جبهة “صيدنايا” إلى الجنوب.
ما جرى أعطى وصفاً دقيقاً لمعركة القمون وهو معركة التلال بامتياز فالعملية العسكرية التي أسقطت آخر محاور القلمون، وهي “عسال الورد و حوش عرب” حصلت من التلال الشرقية المحيطة بجبعدين ليتراجع المسلحون سريعاً باتجاه حوش عرب التي وفقاً للمعلومات بدأوا بالهروب منها أيضاً بعد انهيار كامل مجموعاتهم في كامل المناطق التي تمت السيطرة عليها مؤخرا.
العملية هذه مكنت الجيش من السيطرة على مساحة 120 كلم بعرض نحو 40 كلم في داخل الاراضي السورية، حيث تعتبر هذه المنطقة، إستراتيجية بكل معنى الكلمة. قبيل إنطلاق المعركة، روج العديد من المعلومات حولها، وعوّل على صعوبة تحقيق الجيش أي تقدم، نظراً لوعورتها وتميزها بهضاب وسلسلة جبال وعرة وصعبة، فضلاً عن التلال التي تميزها والتي إستغلها المعارضون لتأمين المدن. هذه التلال التي كانت علامة فارقة في المعركة فبدل أن تؤدي دور الحماية، كانت أول من سقط في المعارك، حيث إتبع الجيش أسلوب السيطرة عليها وضربها لاسقاط القرى المواجهة لها، وهذا ما اعطى معركة القلمون سمة “معركة التلال”.
لا عدد واضح لشهداء الجيش وحزب الله في المعركة، لكن مراقبون لا يتحدثون عن أكثر من مئة شهيد من الطرفين، في معركة خسر فيها المعارضون أعداداً ضخمة من الخسائر، فضلاً عن تقهقر الميليشيات وإنقراض كتائب أخرى.
بالنسبة لوسائل إعلام المعارضة، فقدرت أعداد المقاتلين في هذه المنطقة بنحو عشرين ألف مقاتل موزعين في ثلاث مناطق رئيسية: رنكوس وعسال الورد ويبرود، ويتبع المقاتلون لكثير من الفصائل، مثل لواء القادسية في رنكوس والجيش الحر والمجلس العسكري الثوري ولواء مغاوير القصير وجيش الإسلام وجبهة النصرة وغرباء الشام وعشرات الكتائب الصغيرة. كان الانكسار الاول بكسر حلقة “يبرود” التي تمّت السيطرة عليها واضعفت المثلث “رنكوس عسال الورد ويبرود” الذي خرج من عمله باكراً، ما سهل إسقاط المدن والقرى واحدة تلو الاخرى.
منذ العام 2013 بدأ الاهتمام يتجه إلى القلمون الفوقا الممتدة من رنكوس جنوبا على بعد 45 كلم من دمشق إلى البريج شمالا قبيل القصير بكيلومترات، وهي عبارة عن شريط إستراتيجي بطول نحو 70 كلم وعرض 10 كلم يتضمن مجموعة من المدن والبلدات: حوش عرب، عسال الورد، الجبة، المعرة بخعة- الصرخة، فليطة، يبرود، النبك، دير عطية، قارة، جراجير.
حالياً يسيطر المعارضون على جزء صغير جداً من منطقة القلمون، وهي بلدة “الزبداني” بعد إنسحابهم اليوم من تلال “تلفيتا” التي كان أخر نقطة يسيطرون عليها في القلمون، لكن إستراتيجياً، حررت القلمون وسقط المشروع الذي كان يعد فيها ليعمم على سائر المناطق وصولاً للداخل اللبناني.