صباغ خلال أعمال مؤتمر برلمانات دول جوار العراق: الشعب السوري مصمم على الانتصار الناجز على الإرهاب مهما كانت التضحيات

صباغ خلال أعمال مؤتمر برلمانات دول جوار العراق: الشعب السوري مصمم على الانتصار الناجز على الإرهاب مهما كانت التضحيات

أخبار سورية

السبت، ٢٠ أبريل ٢٠١٩

 
أكد رئيس مجلس الشعب حموده صباغ أن الجولان عربي سوري وأن الشعب السوري لن يهنأ له بال قبل أن يحرر آخر شبر من هذا الجزء الغالي من أرض الوطن مشددا على أن قوى الهيمنة امتحنت سورية وشعبها وجيشها طوال السنوات الثماني الأخيرة وهي لا شك تعلم أنها تتعامل مع شعب أبي لا يفرط بذرة تراب واحدة من أرضه.
 
وقال صباغ في كلمة بمؤتمر برلمانات دول جوار العراق المنعقد في العاصمة العراقية بغداد اليوم: الأهم في هذا اللقاء أننا نمثل شعوبا تحمل وعياً واحداً ومفاهيم مشتركة وتنظر إلى مستقبل أفضل لهذه المنطقة مستقبل السلام والتعاون واحترام إرادات بعضنا وسيادات شعوبنا ودولنا ونبذ العنف والإرهاب والتدخل.. هذه المبادئ الكبرى يشملها القانون الدولي وتتطلع إليها الشعوب كافة ويرنو إليها الإنسان حيثما كان لأنها مبادئ تحقق بيئة لا غنى عنها تمكنه من الوصول إلى ما خلق الله البشر من أجله وأرسل أنبياءه لتحقيقه.. إنه المجتمع الإنساني الخير والعادل.
 
وأضاف صباغ: لا شك في أن الأغلبية العظمى من البشر تتطلع إلى هذا المجتمع الإنساني المنشود على الرغم من أفعال قوى الهيمنة والاستعمار الجديد والصهيونية والإرهاب.. القوى التي تصر على عرقلة مسار التاريخ وتستمر في غيها.. القوى التي تضطهد الشعوب وتغذي الإرهاب في محاولة لإطفاء نور الله على المعمورة ونشر الظلم والظلام في أركانها.. إنها مبادئ تهم البشرية بأكملها لكن لمنطقتنا حساسية وخاصة في هذا الموضوع فمنذ فجر التاريخ كانت الإمبراطوريات تولد وتموت على أرض هذه المنطقة ومنذ فجر التاريخ كان أهل هذه المنطقة يعملون على نشر ثقافة السلام والتعاون في جميع الاتجاهات فلقد حبا الخالق هذه المنطقة وكرمها بموقع استراتيجي متوسط يمثل العقد الأساسي في العالم ناهيك عن ثرواته المادية والثقافية.
 
وأوضح صباغ أن شعوب هذه المنطقة كانت في كل مراحل التاريخ موضع استئثار الامبراطوريات اللاهثة وراء الهيمنة لكنها في الوقت نفسه كانت طليعة القوى التي تدعو إلى الوئام والعدالة والسلام.. لأن السلام الذي لا يبنى على العدالة يكون مجرد خضوع واستسلام وهو أمر يتنافى مع جوهر هذه المنطقة وكيانها وثقافتها الإنسانية.
 
وقال صباغ إن ما يحدث اليوم في منطقتنا التي تضم أمماً كبيرة وعريقة ليس جديداً ونضال شعوبنا في مواجهة الهيمنة والصهيونية وكل أنواع الظلم والظلام ليس جديداً كذلك فهنا نشأت العصور وانتهت وهنا ولدت الامبراطوريات وماتت.. وبقيت شعوبنا سيدة الأرض والمصير مبينا أن نظام القطب الأوحد المهيمن إلى زوال وبات من الضروري ولادة نظام دولي أكثر توازناً وعقلانية فهذا هو نهج التاريخ وهو القاعدة التي يبدو أنه لا خروج عنها أبدا.
 
وأضاف رئيس مجلس الشعب إن لقاء شعوبنا اليوم أصبح ضرورة ملحة لنا جميعا لمواجهة التحديات المشتركة التي نواجهها في مرحلة من أصعب مراحل التاريخ.. والشعب السوري يعي هذه الحقائق بحكم كيانه التاريخي وعروبته الراسخة وفهمه لجوهر الأحداث وهو الذي كان دائماً يتعامل مع كل استعمار وكل تدخل تعامل الأنفة والكرامة.
 
وتابع صباغ: لقد حاول أعداء الإنسان والإنسانية أن يجعلوا من أرض سورية مرتعا لأسوأ مرتزقة العالم وقتلته المتوحشين.. واستخدموا في مواجهة الشعب السوري كل أنواع السلاح المصنوعة في التاريخ من سكين الذبح إلى السيف إلى صاروخ التاو والطائرات المسيرة والسلاح الكيميائي المحرم دوليا وقتلوا الأطفال والنساء والعجزة وهدموا محطات المياه والكهرباء والمستشفيات والطرق والمدارس.. أعادوا إلى الأذهان أبشع صور الغزو الهمجي في التاريخ لكن الشعب والجيش العربي السوري الباسل صمدوا وتصدوا وقدموا قوافل الشهداء على مذبح الوطن فهذا هو قدرهم وهذا هو خيارهم مؤكدا أن الإرهاب آخر ابتكارات أمريكا والناتو والصهيونية العالمية سيدفن في أرض سورية الطاهرة وفي أرض العراق.
 
وشدد صباغ على أن سورية تعاقب وتحاصر هذا الحصار الاقتصادي الجائر لأنها تتمسك بحقوق الشعب العربي الفلسطيني وتدعم مقاومته للصهيونية دعما كاملا وهي تعتبر أن انتصارها القادم على الإرهاب هو حتما نصر لقضية فلسطين قضيتنا المركزية جميعا ولأنها تتمتع بقرار مستقل تماما ولا تجد قوى الهيمنة سلاحا تستخدمه لإخضاعها فالتجأت إلى هذه الحرب الإرهابية الوحشية حيث ان سورية بلد ليس عليه ديون خارجية حتى يهددونا بقطعها ولا يقوم اقتصادها على معوناتهم حتى يهددونا بإيقافها ولا تتعامل مع مؤسساتهم المالية حتى يبتزونا عن طريقها ولأنها أكدت دائماً وقوفها ضد محاولات التدخل غير الشرعي في  شؤونها وضرورة التضامن الكامل بين شعوب المنطقة وقواها من أجل الوقوف في وجه أطماع الاستعمار الجديد والصهيونية.
 
وأوضح أن القوى المعادية لمصالح شعوب منطقتنا ولتطلعات الشعوب المحبة للعدل والسلام في العالم ضاقت ذرعا بمواقف سورية فأرادت من عقابها أن يكون وحشيا وإرهابيا بهذا الشكل الذي لم يشهد له التاريخ مثيلا.
 
وأكد صباغ أن الشعب العربي السوري مصمم على الانتصار الناجز على الإرهاب مهما كانت التضحيات وهو مستمر في محاربة الإرهاب من أجل خيره وخير المنطقة والعالم مطالبا باحترام استقلال وسيادة سورية وخروج جميع القوى التي دخلت إلى أراضيها دون إذن شرعي فلا مستقبل لأي نوع من أنواع الاحتلال في سورية وشعبها لن يتوانى عن تحرير آخر شبر من أرض الوطن منطلقا من قول السيد الرئيس بشار الأسد: “كل شبر في سورية سيحرر من الإرهابيين ومن كل المحتلين في الأرض السورية وسنتعامل مع كل محتل كعدو وهذه بديهة وطنية غير خاضعة للنقاش”.
 
وبين صباغ أن جميع قرارات مجلس الأمن وغيرها حول سورية تؤكد في مادتها الأولى على مبدأ احترام وحدة الأراضي العربية السورية ووحدتها أرضا وشعبا وسيادتها التامة وقال: أما فيما يتعلق بإعلان رئيس قوى الهيمنة والاستعمار الجديد في العالم حول الجولان فإننا نؤكد له ولحلفائه الصهاينة أن الجولان سوري أكثر مما هي واشنطن أمريكية وأن الشعب السوري لن يهنأ له بال قبل أن يحرر آخر شبر من هذا الجزء الغالي من أرض الوطن مشيرا إلى أن قوى الهيمنة امتحنت سورية وشعبها وجيشها طوال السنوات الثماني الأخيرة وهي لا شك تعلم أنها تتعامل مع شعب أبي لا يفرط بذرة تراب واحدة من أرضه وكما أكد الرئيس الأسد مرارا بقوله: “الأرض والسيادة هما قضية كرامة وطنية وقومية ولا يمكن وغير مسموح لأحد أن يفرط بهما أو يمسهما”.
 
وتابع صباغ: إننا نؤكد دعمنا المطلق لأشقائنا أبناء الشعب الفلسطيني في نضالهم من أجل حقوقهم ومواجهة الصهيونية المحتلة والمتوحشة وأن القدس هي العاصمة الأبدية لفلسطين العربية ولا يمكن أن تكون غير ذلك.
 
وأشار صباغ إلى أن هذا اللقاء يختلف عن لقاءات العالم الأخرى في أننا جميعا نعيش فترة مصيرية سيتوقف على نتائجها مستقبلنا.. بل ربما مستقبل العالم كله.. مضيفا.. إنه لما كان الصراع القائم صراع وجود فإن شعوبنا هي المعنية وهي المقصودة لأن الشعوب هي محور الوجود.. ونحن كممثلين لشعوبنا نؤكد على الاستمرار في تنسيق العلاقات البرلمانية بيننا وتوطيدها والبناء على هذه البداية الطيبة كي نسهم جميعاً في مواجهة مصيرنا المشترك.
 
وقال صباغ في ختام كلمته:.. أؤكد للأشقاء على أرض الرافدين أن الشام معكم كما كانت دائما وأن سلامتكم سلامتنا ونجاحكم نجاحنا فعروبتنا واحدة قوية مهما كانت التهديدات والتحديات وعدونا واحد وسلاحنا واحد وإرادتنا واحدة في مواجهة الإرهاب وحماية استقلالنا وأمننا.