الفلتان الأمني و«مقاومة النفوذ الإيراني» حجة أميركا لإبقاء قواتها … «قسد» تستقوي بالاحتلال للهيمنة على المنطقة والتضييق على الأهالي

الفلتان الأمني و«مقاومة النفوذ الإيراني» حجة أميركا لإبقاء قواتها … «قسد» تستقوي بالاحتلال للهيمنة على المنطقة والتضييق على الأهالي

أخبار سورية

الخميس، ١١ أبريل ٢٠١٩

بينما واصلت أميركا تبرير بقاء احتلالها لمناطق في شمال وشمال شرق البلاد بحجة الفلتان الأمني، و«مقاومة النفوذ الإيراني»، استقوت «الإدارة الذاتية» الكردية بالاحتلال للهيمنة على المنطقة ومنتجاتها وأرزاق الأهالي.
ورغم مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على إعلان «قوات سورية الديمقراطية- قسد» وأميركا عن «هزيمة» تنظيم داعش في شرق الفرات، تصاعدت حالة الفلتان الأمني والفوضى في شمال شرق البلاد، إذ هاجم مسلحون حاجز لـ«قسد» في أطراف بلدة الشحيل بريف دير الزور الشرقي للمرة الثانية على التوالي في غضون يومين، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى في صفوف «قسد»، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض.
وبحسب «المرصد»، ارتفع عدد من قتلوا، جراء عمليات التصفية والاستهدافات والتفجيرات إلى 275 شخصاً من المسلحين والمدنيين والعاملين في المجال النفطي والمسؤولين في جهات خدمية تابعة لـ«قسد»، ممن قتلوا في مناطق سيطرتها في محافظات حلب ودير الزور والرقة والحسكة.
وأوضح المصادر أن من سمها «الخلايا النائمة» قتلت 77 مدنياً، إضافة إلى تصفية 194 مسلحاً من «قسد» بينهم قادة محليون في المناطق ذاتها. على خط مواز، أعلن تنظيم داعش عبر أدواته الإعلامية مسؤوليته عن استهداف مسلحين يتبعان لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية التي تعتبر العمود الفقري لـ«قسد»، ضمن عملية ما أسماها «غزوة الثأر لولاية الشام» التي يتم الترويج لها حالياً لإظهار أن خطر التنظيم لم يزل، في حين جرح ثلاثة مسلحين من «الوحدات» بهجوم مسلحين مجهولين على حاجز لهم شرق مدينة الرقة، بحسب مواقع إلكترونية معارضة. وتتزايد منذ الإعلان عن «هزيمة» تنظيم داعش في شرق الفرات المزاعم عن مسؤولية خلايا نائمة من تنظيم داعش عن الفلتان الأمني والتفجيرات المتزايدة في شمال وشمال شرق البلاد، الأمر الذي يرى مراقبون أنه يهدف إلى تبرير بقاء قوات الاحتلال الأميركية والغربية في المنطقة.
وفي سياق النوايا الأميركية للإبقاء على احتلالها، أعلن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، وفق موقع «روسيا اليوم» الإلكتروني، أن الولايات المتحدة تسعى إلى أن يشكل الأوروبيون الجزء الأكبر في القوات الغربية التي ستبقى في سورية.
وخلال مشاركته في جلسة استماع بلجنة مجلس الشيوخ الأميركي لميزانية العام 2020، في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، تلقى بومبيو سؤالاً من السيناتور الجمهوري، ليندسي غراهام، حول ما إذا كان من المخطط له أن تكون الأغلبية في القوات الغربية المتبقية للعسكريين الأوروبيين، ليرد وزير الخارجية بالقول: «أكيد، هذا هو بالضبط ما نناقشه في الوقت الراهن».
وشدد بومبيو على أن الولايات المتحدة لم تغير موقفها، وزعم أن بقاء قوات مسلحة في شمال شرق سورية أمر ضروري لمنع انتشار ما سماه «نفوذ إيران» في المنطقة، وقال: «هذا يمثل جزءاً مهماً من إستراتيجيتنا في الشرق الأوسط والتي تشمل إجراءات خاصة بالتصدي لإيران».
من جهة أخرى، ذكرت مواقع إلكترونية معارضة، أن ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية بدأت بتطبيق «النظام الضريبي» المتمثل في استحصال الضرائب من الشركات، التجار، المعامل، وسيارات الشحن، وذلك وفقاً لدخل كلٍّ منها، في مناطق سيطرة «قسد»، في مؤشر على وقوع «الإدارة الذاتية» بحالة عجز مالي.
وتهيمن «قسد» التي تعتبر الذراع المسلحة لـ«الإدارة الذاتية» الكردية على المناطق الخاضعة لسيطرتها في شمال وشرق البلاد، وتمارس بشكل مستمر عمليات التضييق على المدنيين وأرزاقهم ومنتجاتهم، وتتخذ وسائل عدة لجمع الضرائب بحجة إقامة المشاريع، في وقت تصاعدت حدة النبرة الشعبية الرافضة لها ولتصرفاتها مؤخراً وباتت في موقع مواجهة مه المدنيين رغم الاعتقالات المستمرة التي تطالهم.