مواطنون ضائعون بين الريف والمدينة.. والسبب: بلديات تستوفي ضرائب ورسوماً ولا تقدم خدمات.. «يلدا» مثالاً!

مواطنون ضائعون بين الريف والمدينة.. والسبب: بلديات تستوفي ضرائب ورسوماً ولا تقدم خدمات.. «يلدا» مثالاً!

أخبار سورية

الاثنين، ٨ أبريل ٢٠١٩

نور قاسم:
إلى متى ستبقى الحدود الإدارية في العديد من المناطق بين محافظتي ريف دمشق ودمشق تؤرق المواطنين ولا يستطيعون الحصول والمطالبة بالخدمات لأنها حدودية بين محافظتين!، أمثلة كثيرة لهذه المعضلة ومن بينها مناطق في دف الشوك غير معروفة لدى الأهالي هل هي تابعة للمدينة أم للريف؟ ومنها حي الأصدقاء الذي يعاني سكانه سوء الخدمات في المنطقة وعدم تلبية مطالبهم الخدمية لأن حدودهم الإدارية غير معروفة لمن تتبع!، وذنبهم الوحيد أنهم فقط يعيشون في هذا المكان المنبوذ خدمياً من الجهتين!.
ولسان حال مواطني المنطقة يقول: نحن ضائعون بين الريف والمدينة, فعمال التنظيفات لا يعترفون بنا، فكلما مرت سيارة قمامة تابعة للريف يقول عمال النظافة إن هذه المنطقة من مسؤولية عمال نظافة المدينة ويذهبون من دون تنظيف المنطقة وكذلك الحال مع عمال نظافة المدينة!، ويمتعض الأهالي من عدم التزفيت بعد الحفر ما يؤدي لسوء الطرقات بسبب الحفريات الكثيرة.
ومن الأمور المثيرة أيضاً الأبنية السكنية التي «يطوف» داخلها الصرف الصحي ليصل إلى ارتفاع 30سم! ما يؤدي إلى خطورة على هذه الأبنية التي من الممكن أن تهبط مستقبلاً على رؤوس سكانها بسبب تتداخل مياه الصرف الصحي تحتها مباشرةً ومن ضمنها بناء عكاشة ولبابيدي يقول أحد سكان البناء: نعاني كثيراً من هذه الحالة منذ حوالي أربع سنوات، ودائماً ما يطوف البناء ويمكن مستقبلاً أن يؤثر على البناء ويؤدي إلى هبوطه!،
معللاً بأن سبب هذه الإشكالية في هذه الأبنية يعود إلى أن أحد المتعهدين سابقاً قام بقسم الحي إلى نصفين وكان التخطيط فاشلاً ما أدى لسوء حال مياه الصرف الصحي إذ أصبحت هناك أبنية في مستوى منخفض، وأنهم كلما طالبوا بالصاروخ من رئيس بلدية يلدا لا يكون هنالك تجاوب، والإجابة, ليست هناك إمكانية أو إن هذه المنطقة تابعة للمدينة، موضحاً أن أهالي البناء دائماً يتكلفون لإحضار صاروخ بشكل دائم على حسابهم الشخصي، وأضاف سكان المنطقة: إن هذه مسؤولية المعنيين لإيجاد حلول جذرية لنا وليست مسؤولية الناس. ومنذ أكثر من عشرة أيام تقدمنا بطلب لإصلاح البوري المكسور أمام صيدلية موسى على اعتبار أنه السبب لطوفان البناء، ولكن من دون جدوى ولا أحد يعترف بنا ريفاً أو مدينة.
تابعة لدمشق..!!
«تشرين» تواصلت مع رئيس بلدية يلدا محمد حامد الذي تجاوب مع المشكلة عند التواصل معه وأحضر الصاروخ كحل إسعافي، مع العلم أن الأهالي سابقاً كانوا كثيراً مايتقدمون بشكاوى إليه ولكن من دون تجاوب!
وفي بداية حديث حامد عن الخدمات السيئة التي يعانيها أهالي جادة الأصدقاء في دف الشوك، مباشرةً كان الرد إن هذه المنطقة تابعة لمحافظة دمشق ولا علاقة لريف دمشق بها!، ليستهل قوله إنه ذهب هو ومدير المكتب الفني إلى هذا الحي سابقاً والنتيجة التي وصلوا إليها أنها تابعة لمدينة دمشق وإن المدينة يعرفون تماماً أن هذه المنطقة تابعة لهم!، مدعماً كلامه بالمخططات التي في حوزته وتُثبت ذلك!
وبالنسبة للصرف الصحي عدّ أن هذه المشكلة في البناء، وإنّ سكان البناء يجب أن يحلُّوا مشاكلهم على حسابهم الشخصي لأن الإشكالية ليست من الصرف الصحي الرئيسي للبلدية!.
ورداً على سؤال تشرين لإيجاد حلول جذرية قال: إن حل مشكلة الخدمات في هذا الحي هو بالعودة للاجتماع مع لجنة المدينة لوضع حدود للمنطقة وكتابة لائحة بالمناطق التابعة للمدينة والريف لكي يصبح المواطن على علم بالجهة التي يجب أن يتوجه إليها للمطالبة بالخدمات.
تابعة للريف..!!
ومن جانبه مدير النظافة في محافظة دمشق عماد العلي، استهل حديثه بمديح الخدمات في محافظة المدينة وأنه لا يوجد شيء سيئ لديهم! ، معتبراً أن هناك فارقاً كبيراً بين الريف والمدينة خدمياً، وعندما أخبرناه بأنه في دف الشوك المناطق التابعة للمدينة أيضاً يوجد فيها سوء خدمات،كانت إجابته بأن ثلاثة أرباع منطقة دف الشوك تابعة للريف!.
وبدأ يستعرض المخطط الذي في حوزته ليثبت أن هذه المنطقة تابعة للريف!، وعند سؤاله عن حل هذه الإشكالية لأن كلا الطرفين يقول إن لديه مخططات تُثبت أن هذا الحي لا يتبع له كانت إجابته إنه لا توجد أي حلول! متهماً محافظة ريف دمشق بأن آخر همومهم الخدمات سواء نظافة أو صيانة أو أي شيء كان!، متذرعاً بأن سبب أكوام النفايات في دف الشوك التابعة للمدينة يعود إلى السكان التابعين لريف دمشق في دف الشوك نظراً لقلة الحاويات لديهم!.
ولفت العلي إلى أن الخلاف مع رئيس بلدية يلدا بشأن هذه المنطقة منذ فترة كبيرة، وأنهم في مدينة دمشق غير مجبورين للذهاب والتخديم لمناطق الريف، منوهاً أن بلدية يلدا تأخذ الضرائب والرسوم من هذه المنطقة لذلك يجب عليها أن تُخدِّمها، مبيناً بأن مدينة دمشق طوال سبع سنوات خلال الأزمة تكفَّلت بتخديم كامل دف الشوك على اعتبار أنه لم تكن هناك بلدية ليلدا آنذاك بسبب الحرب، وأن الوضع الآن أصبح مختلفاً بعد عودة بلدية يلدا لتقوم بأعمالها تجاه المنطقة.
تشرين