عمليات تهريب عائلات الدواعش إلى تركيا تتواصل لقاء مبالغ ضخمة … تفاقم سوء الأوضاع الإنسانية في «مخيم الهول»

عمليات تهريب عائلات الدواعش إلى تركيا تتواصل لقاء مبالغ ضخمة … تفاقم سوء الأوضاع الإنسانية في «مخيم الهول»

أخبار سورية

الخميس، ٢٨ مارس ٢٠١٩

أكدت مصادر إعلامية معارضة أن «مخيم الهول» في ريف الحسكة الجنوبي الشرقي والخاضع لسيطرة «قوات سورية الديمقراطية- قسد» يشهد تصاعداً في سوء الأوضاع الإنسانية والصعوبات والمشكلات بفعل موجة النزوح الكبيرة نحوه.
وأكد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، أن سوء الأوضاع الإنسانية تصاعد داخل «الهول»، «فالمخيم بات يضم أكثر من 71 ألف شخص من مدنيين وعوائل مسلحي داعش، من ضمنهم ما يزيد عن 12100 عائلة عراقية مؤلفة من نحو 31200 من الأطفال والمواطنات وبعض الذكور، إضافة إلى آلاف العوائل من جنسيات مختلفة غربية وأوروبية وآسيوية وشمال إفريقيا ومن جنسيات أخرى، على حين البقية من الجنسية السورية».
وقال: إن الأوضاع الإنسانية تشهد تراجعاً كبيراً نتيجة تزايد الاحتياجات وعدم وجود الدعم الكافي، إذ على الرغم من التحسن الذي طرأ على عملية توزيع المساعدات إلا أن قلتها باتت معرقلة لسير تحسن الأحوال في هذا المخيم الذي يعد من أكبر مخيمات النازحين في سورية.
وأضاف: كما أن نقص المساعدات المقدمة وعمليات سرقة المعونات وتحويلها من بعض عناصر الفرق «المسؤولة عن توزيع المساعدات» إلى أشخاص دفعوا رشاوى لهم، جعل من هذه المواد لا تصل إلى متناول الجميع، ما انعكس سلباً على الحالة الصحية لكثير من المواطنين وبخاصة الأطفال الذي خرج معظمهم حاملين معهم الأمراض والحالات الصحية المتردية، مشيراً إلى تزامن ذلك مع نقص الأدوية والأغذية ولوازم الأطفال من فوط وحليب وأدوية خاصة بهم. ولفت «المرصد» إلى مفارقة 27 طفلاً على الأقل للحياة، خلال الأسبوع الأخير، جراء سوء الأحوال الصحية والمعيشية ونقص الأدوية والأغذية والنقص الحاد في الرعاية الطبية، بفعل تقاعس المنظمات الدولية التي تكتفي منذ أسابيع بالبيانات والتصريحات الإعلامية، دون أن تكون على حجم المأساة والكارثة التي يشهدها المخيم، موضحاً أن عدد الأطفال الذين فارقوا الحياة منذ مطلع كانون الأول من العام 2018 وحتى يوم أمس ارتفع إلى 186 على الأقل. ورأى «المرصد»، أن «الهول» تحول إلى «دويلة صغيرة» تضم في أغلبيتها أطفال ونساء مسلحي داعش، لافتاً إلى أن الموجودين في المخيم يعانون بشكل رئيسي نقص المواد الطبية والرعاية الصحية، إضافة إلى تناقص المواد الغذائية وقلة الحراك من المنظمات الدولية وانعدامه لدى البعض بخصوص ما يجري في المخيم الذي بدأت تتفاقم المشكلات اليومية فيه.
وأشار إلى أن صعوبات الأوضاع الإنسانية هذه بالإضافة لعوامل أخرى متعلقة بتوافر الأموال وغيرها من العوامل، دفعت العديد من العائلات التابعة للدواعش للفرار من المخيم، عبر مهربين متعاملين مع فاسدين من عناصر «قوات الأمن الداخلي- آسايش» التابعة لـ«قسد» ممن يحمون المخيم. وأكد أن عمليات التهريب تجري بشكل دوري، نحو الأراضي التركية أو مناطق سيطرة ميليشيات مسلحة في ريف حلب الشمالي الشرقي، عبر دفع مبالغ مالية لمهربين تقرب من 650 دولاراً أميركياً للشخص الواحد.