تدني أجور ساعات المراقبة وتعويضات التصحيح.. مطالبات تحضـّـر كل عام على طاولـة الاحتفال بعيد المعلم!

تدني أجور ساعات المراقبة وتعويضات التصحيح.. مطالبات تحضـّـر كل عام على طاولـة الاحتفال بعيد المعلم!

أخبار سورية

السبت، ٢٣ مارس ٢٠١٩

إلهام العطار:
في لقاء «تشرين» مع عدد من المعلمين تشابهت المطالب والطموحات فامتزجت خطوطها لتشكل لوحة، البعض من تفاصيلها توجه فيه المعلمون نحو الحديث عن المناهج وضرورة توفير البنى التحتية في المدارس لتتناسب مع ما تحمله تلك المناهج الحديثة بين أوراقها وصفحاتها من مهارات وتقنيات تحث الجانب الإبداعي عند الطالب، كما لم يتناسوا التطرق إلى مسألة الدوام النصفي وما يتبعه من سلبيات تعود على الطالب والمدرس والعملية التعليمية، وغيرها من التطلعات التي تعمل على تطوير المنظومة التعليمية، أما البعض الآخر من تفاصيل تلك اللوحة فقد تركز الحديث فيه عن هموم ومعاناة المعلمين من الأحوال المعيشية، وبالطبع أهمها، وكما أجمعوا، تتعلق بقضية تتكرر مطالباتهم بها في كل عام وهي انخفاض أجور ساعات التكليف والمراقبة أولاً وتعويضات تصحيح الأوراق الامتحانية للشهادتين الإعدادية والثانوية التي لا تتناسب مع حجم العمل وتكاليفه وظروفه ثانياً، إذ تساءل عدد من المعلمين عن أسباب وجود فروقات في قيمة أجور وتعويضات التصحيح بين المدرسين أنفسهم من جهة برغم وجود البعض منهم في لجنة واحدة ويجلسون على الطاولة ذاتها ويصححون السؤال نفسه، وبين المواد من جهة ثانية، فأجور مواد اللغات العربية والإنكليزية والرياضيات مثلاً تعد منخفضة مقارنة بمواد كالقومية والجغرافيا، وقال المعلمون الذين يشعرون بالغبن: اذا كان تبرير تفاوت تلك التعويضات بين المواد، وكما تناهى إلينا، عندما طالبنا بتوضيح ذلك الأمر، يتعلق بعدد المصححين في كل مادة، فلماذا لا يتم تقسيم كتلة التعويضات بشكل عادل ومتناسب حسب المادة وعدد المصححين فيها أو تخيير من يرغب من المعلمين بالمشاركة في عملية التصحيح وعدم فرض عقوبة على المعلم الذي لا تسمح له الظروف بالالتزام في التصحيح؟
عوامل وأسباب
أما فيما يتعلق بموضوع الرواتب وانخفاضها مقارنة بالجهد الذي يبذله المعلم، فحدث ولا حرج فهي وفي رأي الكثيرين منهم التي دفعت المعلم للتوجه نحو العمل في المعاهد الخاصة أو إعطاء الدروس الخصوصية، لتأمين دخل إضافي يمكنه من التغلب على الظروف المعيشية وتلبية متطلبات أسرته، أما عن علاقة الطالب بالمعلم التي باتت تفتقد الكثير من القواعد فقد كثرت الأنات وتعددت العوامل والأسباب التي أدت إلى حدوث خلل أو اضطراب في تلك العلاقة، فأصبحت تميل من وجهة نظرهم إلى علاقة غير رسمية تفتقر إلى الحدود التي كانت موجودة سابقاً.
تقول نسرين- مدرسة لغة عربية في التعليم الثانوي، في يوم من الأيام قررت اعتماد فكرة كتابة الملاحظات على دفاتر طالبات الصف العاشر لتكون صلة وصل بيني وبين أولياء أمورهن، لكن إحدى الأمهات لم تستطع ضبط أعصابها لدى قراءتها الملاحظة على دفتر ابنتها بأنها لا تشارك في الدرس ومستواها دون الوسط، فحضرت إلى المدرسة وأغرقتني بالمحاضرات عن تأثير هذه الملاحظة في ابنتها التي يشرف على تدريسها مدرس خصوصي، فوقفت وأنا في حيرة من أمري من موقف الأم وردها الذي جعل من قول أمير الشعراء أحمد شوقي: قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا، مجرد كلمات تتغنى بها وسائل الإعلام في عيد المعلم، وتساءلت كما يتساءل معي زملائي المعلمون: مَنْ المسؤول عن حدوث هذا الموقف وغيره من المواقف التي يتعرض لها المعلم؟ هل هي قوانين وزارة التربية التي حدت من سلطته، أم هي تبعات ومخلفات الأزمة التي نمر فيها أم إن الأمر يتعلق بالعالم الافتراضي الذي جعل من وسائل التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي شريكاً أساسياً في تربية وتعليم أبنائنا؟
تشرين