السـيارات المهجورة في شــوارع دمشق.. عناوين مشوهة ومصدر إزعـاج

دينا عبد:

ما زال وقوف السيارات في بعض المناطق وعلى أطراف الشوارع فترات طويلة يثير الجدل بشأن غياب أصحابها وتركها عرضة لسرقة قطع منها وملجأً للقوارض ومخبأً لمن يريد القيام بتصرفات سلبية غير لائقة، ناهيك بأنها أصبحت تُشكّل مصدر إزعاج للمارة بل وتثير مخاوفهم، إذ أصبح من الضروري إيجاد حلول جذرية لهذه الظاهرة لردع كل من تسول له نفسه أن يستخدم تلك السيارات لممارسة سلوكيات منافية للأخلاق والآداب العامة.

ومن يتجول في العديد من أحياء وشوارع دمشق، يلاحظ وقوف سيارات قديمة ومتهالكة، وأخرى لم يبق منها سوى هيكلها، وأصحابها غير معروفين ومتوارون عن الأنظار، ومن المؤسف أن نقول إن شكلها أصبح مخيفاً، وهو ما أشار إليه المواطن «حاتم» الذي يقطن في منطقة الفحامة في دمشق، ويقول إن هذه السيارات ركنها أصحابها منذ وقت طويل يزيد على ثلاث سنوات وأصحابها إما مسافرون والبعض الآخر لا نعرفهم، فتحولت إلى مكبات للقمامة أو مأوى للكلاب الشاردة والقطط وغير ذلك، مع أن أهالي الحي الذي يقطن تقدموا أكثر من مرة بطلبات إلى محافظة دمشق لإزالتها ولكن من دون جدوى.

أما «سلمى» وهي من المنطقة المذكورة نفسها، فقالت: إن هذه السيارات أصبحت مكاناً يمارس فيه المراهقون سلوكيات سلبية كالتدخين وتناول المشروبات الكحولية بعيداً عن الأنظار، من دون حسيب أو رقيب، لذلك نريد حلاً جذرياً لهذه المشكلة التي تفاقمت بشكل كبير. ويرى «إبراهيم» وهو ميكانيكي أن السيارات التالفة باتت تنتشر في مواقع متعددة فيتركها أصحابها لأكثر من عام من دون اكتراث بها ويحمل وجود هذه السيارات التالفة في طياته الكثير من السلبيات كتضييق الطرقات ومضايقة القاطنين، حيث تُترك أمام منازلهم ولا يعرفون أصحابها، إضافة إلى عبث بعض الأطفال فيها، وقال: إن بعض المواطنين ممن يعرفهم ركنوا سياراتهم المعطلة على جنبات الشوارع منذ فترة زمنية طويلة، لأن تكاليف إصلاحها أكبر من قيمتها.

محافظة دمشق المعني الأول والأخير في معالجة هذه الظاهرة، وبالتحديد عضو المكتب التنفيذي لقطاع النقل- باسل ميهوب الذي أكد لنا أن المحافظة ومنذ فترة طويلة منحت مهلة عشرة أيام لأصحاب السيارات المركونة لإزالتها، وبعد هذه المهلة ستقوم المحافظة بنقلها إلى مرآب مخصص لها، وإذا تم السؤال عنها، بعد إزالتها، من قبل مالكها الحقيقي فعليه أن يثبت بأنها له عن طريق عقد ملكية وبراءة ذمة ويدفع إيجار حجزها ومبيتها، أما بعد مرور سنة وإذا لم يقم صاحب السيارة بفك حجزها، فإنها تُعرض للبيع بالمزاد العلني، ويتم حفظ المبلغ في صندوق الأمانات بعد حسم أجور الترحيل والمبيت.

تشرين