«التحالف» يُعِدّ لإعلان «النصر»: دفعة أخيرة من «نازحي الباغوز»؟

«التحالف» يُعِدّ لإعلان «النصر»: دفعة أخيرة من «نازحي الباغوز»؟

أخبار سورية

الأربعاء، ٢٠ فبراير ٢٠١٩

مع عودة قوافل النازحين إلى الخروج من جيب «داعش» الأخير في بلدة الباغوز، تشير الاستعدادات على الأرض إلى رهان «التحالف» على حسم قريب، غالبه عبر قنوات التفاوض
 
يصبّ «التحالف الدولي» كامل جهده، بدفع أميركي، على إنهاء وجود «داعش» في بلدة الباغوز، وإعلان «النصر» المؤجّل. ونجحت قنوات التفاوض بين «التحالف» والتنظيم في إخراج دفعة جديدة من المدنيين أمس، بعد غارات جوية محدودة استهدفت بعض المواقع في البلدة، وعقب انقطاع خروج المدنيين لأيام. سياق التفاوض الذي يتيح تنظيم خروج مدنيين ومقاتلين من داخل الجيب المحاصر بقي خارج نطاق التداول الإعلامي، كما جرت العادة. ولكن استعدادات «قوات سوريا الديموقراطية» و«التحالف» تشير إلى رهانهما على إخراج «الدفعة الأخيرة» من الباغوز في غضون اليوم أو الغد، واحتمال إعلان انتهاء العمليات العسكرية بعدها. إذ دعت «قسد» عدداً من وسائل الإعلام لتغطية وصول تلك الدفعة المنتظرة إلى نقاطها. ولم يخرج عن أي من الجهات التي تدير المعارك والتفاوض مع «داعش» ما يجيب عن أسئلة كثيرة معلّقة، ولا سيما مصير عناصر التنظيم الباقين داخل الجيب والرافضين الاستسلام، واحتمالات تأمين خروجهم نحو بقعة جغرافية جديدة أو مواصلتهم القتال، خاصة أن الدول الأوروبية المعنية مباشرة بهذا الملف لا تزال تائهة بين الخيارات المطروحة على الطاولة، والمحدّدة بجدول زمني ضيّق يراعي الانسحاب الأميركي من مناطق شرقيّ الفرات.
وعلى رغم ضبابية المعلومات حول أعداد المقاتلين والمدنيين الموجودين داخل جيب «داعش»، أعربت الأمم المتحدة عن خشيتها على مصير أفراد «نحو مئتي عائلة» محاصرة هناك تحت نفوذ التنظيم و«ضربات جوية مكثّفة». ودعت «لجنة حقوق الإنسان» الأممية إلى فتح «ممرات آمنة» لهم، مشيرة إلى أن احتجازهم «جريمة حرب من جانب داعش». وفي موازاة هذه الدعوات، نفت الأمم المتحدة مشاركتها في فتح معبرين للنازحين في مخيم الركبان نحو مناطق سيطرة الحكومة السورية، مشددة على ضرورة أن «تراعي أي عودة أو انتقال لقاطني الركبان المبادئ الأساسية، بما فيها العودة الطوعية». وبدأ العمل عبر المعبرين منذ صباح أمس، حيث انتشرت وحدات من الجيش السوري والشرطة العسكرية الروسية. وشهد معبر جليغيم على طريق بغداد ــ دمشق دخول أول عائلة من مناطق نفوذ القوات الأميركية في التنف، نحو مناطق سيطرة الجيش السوري. ولم تستجب أي من الوكالات الدولية لدعوة من دمشق وموسكو، للمشاركة في تسهيل عملية عبور النازحين من المخيم، ونقلهم إلى مناطق سكنهم الأصلية.
وحضر الوجود العسكري الأميركي المستمر في التنف في حديث مستشارة الرئيس السوري، بثينة شعبان، خلال مشاركتها في «منتدى فالداي» في موسكو، إذ رأت أن «قوات الاحتلال الأميركي تحمي الإرهابيين في منطقة التنف، وتستهدف وحدات الجيش العربي السوري لعرقلة تحريرها للمنطقة». وأضافت المستشارة أن «المحاولات الأميركية لإقامة دويلة» في شرقي الفرات محكومة بالفشل، مجددة تعهد دمشق بتحرير كامل الأراضي السورية. وانتقدت شعبان «الاحتلال التركي»، فيما ثمّنت الدور الروسي في الملف السوري. وبالتوازي، اعتبر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن «لا فرص لنجاح أي قرار تتخذه الولايات المتحدة الأميركية بمفردها، حول إنشاء منطقة آمنة» في شمال شرق سوريا، لافتاً إلى أن الأميركيين أخلّوا بأمن المنطقة حين «دفعت بالأكراد إلى مناطق ذات غالبية عربية... ما أدى إلى نشوب صراع بين الأكراد والعرب». وأشار إلى «إيجابية» التنسيق مع أنقرة بخصوص «تطبيق اتفاق أضنة»، على أن يكون «الاتفاق على تنفيذها على أرض الواقع... من خلال مشاورات بين عسكريين سوريين وروس وأتراك».