بعد أشهر ومجازر بحق المدنيين.. «قسد» تقترب من إنهاء داعش شرق الفرات

بعد أشهر ومجازر بحق المدنيين.. «قسد» تقترب من إنهاء داعش شرق الفرات

أخبار سورية

الخميس، ٢٤ يناير ٢٠١٩

بعد أشهر طويلة من العمليات العسكرية المدعومة من التحالف الدولي والعديد من المجازر التي ارتكبت بحق المدنيين، اقتربت «قوات سورية الديمقراطية – قسد» من إنهاء وجود تنظيم داعش الإرهابي شرق الفرات بعد سيطرتها على بلدتي الباغوز والباغوز فوقاني.
من جهة ثانية، دارت اشتباكات بين «قسد» وأحد عشائر الرقة في كل من ريفي المحافظة الشمالي والغربي، على خلفية قتل «قسد» لأحد شباب العشيرة.
وفي التفاصيل، ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، أن «قسد» المدعومة بـ«التحالف الدولي»، واصلت عملية تقدمها في ما تبقى لتنظيم داعش عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، حيث تمكنت من استكمال سيطرتها على كامل بلدة الباغوز فوقاني، ليفقد تنظيم «داعش» آخر بلدة يوجد فيها في سورية، على حين تعمد «قسد» لتمشيط البلدة بحثاً عن متوارين فيها، كما تواصل هجومها باتجاه المزارع والتجمعات السكنية المتبقية شرق الفرات.
وبحسب «المرصد»، فقد حصل انهيار كبير في صفوف التنظيم، بعد خروج آلاف المدنيين من جيب داعش، وفي حال تمكن «قسد» من السيطرة على المزارع المتبقية، فإنها تكون قد أنهت وجود التنظيم بشكل كامل في شرق الفرات.
وفي السياق، أكد نشطاء أن عشرات مسلحي التنظيم سلموا أنفسهم لـ«قسد» شرق الفرات، وسط تقدم الأخيرة وتحرير المزيد من الأراضي من التنظيم المحشور في 15 كم في منطقة دير الزور شرقي الفرات. من جهتها ذكرت وكالة «هاوار» الكردية، أنه بالتزامن مع التقدم الذي تحرزه «قسد» في محاور قرى بلدة هجين في ريف دير الزور الشرقي ضد داعش، تم تحرير نحو ألفي مدني بعد فتح ممرات آمنة لهم وبينهم العديد ممن يعانون حالات مرضية وإصابات نتيجة ألغام التنظيم التي زرعها لمنع خروج المدنيين.
وأشارت الوكالة إلى أنهم من جنسيات مختلفة فرنسية وباكستانية وعراقية وتركية.
وقبل ذلك، نقلت وكالة «أ ف ب» للأنباء، عن مدير «المرصد»، رامي عبد الرحمن، أن «قسد» سيطرت على بلدة الباغوز، وذلك غداة سيطرتها على نحو نصف بلدة الباغوز فوقاني.
وبينت «أ ف ب»، أن التنظيم لا يزال يسيطر على قريتين صغيرتين وأراض زراعية في محيط البلدة.
ومنذ بدء الهجوم في أيلول الماضي، قتل أكثر من 900 داعشي و600 من «قسد»، وفق «المرصد» الذي وثق أيضاً مقتل أكثر من 380 مدنياً، بينهم نحو 140 طفلاً.
إلى ذلك، ذكرت مصادر أهلية، وفق وكالة «سانا»، أن طائرات «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن، اعتدت قبل منتصف الليلة على سيارات تقل مدنيين فارين من مناطق انتشار تنظيم داعش في بلدة الباغوز بريف دير الزور الشرقي ما أدى إلى استشهاد عدد منهم وإصابة آخرين.
ولفتت المصادر إلى أن العدوان تسبب بتدمير أغلبية السيارات، موضحة أن عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب الحالة الحرجة للعديد من الجرحى الذين أصيبوا جراء العدوان.
في الأثناء، ذكرت مواقع الكترونية معارضة، أن حاجزاً لـ«قسد» قام بقتل أحد شباب عشيرة «البوخميس» أثناء محاولة هروبه من الحاجز الواقع على سد المنصورة بريف الرقة الغربي، ما دفع أبناء العشيرة إلى الهجوم على حواجز «قسد» في ناحية المنصورة، حيث اندلعت اشتباكات بين الطرفين، كما هاجموا مركز «قسد» قرب سد المنصورة وقاموا بإحراق المركز.
في الغضون، قامت «قسد» باستقدام تعزايزات عسكرية ضخمة من مدينة الرقة ومدينة الطبقة إلى ناحية المنصورة، وحاولت فرض حظر التجول في المنطقة بعد قيام مسلحين ملثّمين بإحراق سيارة تابعة لقوى الأمن الداخلي «الأسايش» في «قسد».
الجدير بالذكر أنها المرة الثانية التي تقع فيها اشتباكات بين «قسد» وعشائر الرقة، حيث أن المرة الأولى كانت مع عشيرة «الهويدي» في مدينة الرقة، على خلفية اتهام العشيرة لـ«قسد» بقتل أحد مشايخها.
إلى ذلك، ضبطت الجهات المختصة بدير الزور، وفق وكالة «سانا» للأنباء، لوحة أثرية كانت معدة للتهريب عند الحدود السورية العراقية تعود للحقبة الرومانية تم استخراجها من الموقع الأثري في بلدة الصالحية بريف البوكمال الغربي.
من جهته، أحبط «الحشد الشعبي» العراقي على الحدود السورية العراقية محاولة تسلل دواعش، وقال قائد عمليات الأنبار في «الحشد»، قاسم مصلح: إنه «بعملية استباقية تم استهداف مضافة تحتوي تجمعاً لعناصر داعش في منطقة الباغوز السوري عبر ضربات مدفعية دقيقة ما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 43 إرهابياً فضلاً عن تدمير آليات ومخازن للوقود تابعة للإرهابيين».
وأضاف مصلح: إن «القصف جاء بعد ورود معلومات استخبارية دقيقة تفيد بتحضر داعش للهجوم على القطعات الأمنية في منطقة الباغوز العراقي على الشريط الحدودي». ولفت إلى أنه «بعملية استباقية تمت إبادة التجمع بالكامل ومنع الاقتراب من القطعات العسكرية».
في الغضون، أكد قائم مقام مدينة القائم بمحافظة الأنبار العراقية، أحمد المحلاوي، وفق موقع «العهد» الإخباري، أن «الوضع الأمني في عموم مناطق قضاء القائم الحدودية مع سورية غربي الأنبار، آمنة ولم تسجل أي خرق أمني بفضل الانتشار الكبير للقوات الأمنية، التي تتابع عن كثب ما يجري من تحركات لمسلحي داعش داخل العمق السوري».