إدارة ترامب تواصل تدخلها في الشؤون السورية … سيناتور أميركي: دانفورد وضع خطة مع أنقرة لإبعاد «قسد» عن تركيا!

إدارة ترامب تواصل تدخلها في الشؤون السورية … سيناتور أميركي: دانفورد وضع خطة مع أنقرة لإبعاد «قسد» عن تركيا!

أخبار سورية

الأحد، ٢٠ يناير ٢٠١٩

في إطار التدخل الأميركي السافر في الشؤون الداخلية السورية، أعرب السيناتور الجمهوري لينزي غراهام عن اعتقاده بأن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة جوزيف دانفورد وضع خطة مع النظام التركي لنقل مسلحي «وحدات حماية الشعب» الكردية بعيداً عن تركيا، في حين أكد جنرال أميركي متقاعد أن علاقة بلاده مع «وحدات الحماية» هي علاقة «مؤقتة ووظيفية وتكتيكية». وأعلن ترامب في 19 الشهر الماضي عن قرار بسحب سريع لقواته من سورية، من ثم أعلن الأسبوع الماضي عن نيته إقامة ما سماه «منطقة آمنة» على الحدود في شمال سورية بين «وحدات الحماية» وتركيا الأمر الذي رحب به رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان.
ويوم أمس نقلت وكالة «رويترز» عن السيناتور غراهام أمله في أن يبطئ ترامب الانسحاب من سورية لحين تدمير تنظيم داعش الإرهابي.
وبحسب الوكالة أعرب غراهام عن اعتقاده أن دانفورد وضع خطة مع أنقرة لنقل مسلحي «وحدات حماية الشعب» الكردية في سورية بعيداً عن تركيا وفق زعمه، حيث تصنف انقرة «الوحدات» على أنها ذراع لـ«حزب العمال الكردستاني» المصنف إرهابيا لدى أنقرة.
وقال غراهام: إن الذراع السياسية لـ«وحدات الحماية» مرتبطة بـ«العمال الكردستاني»، وأضاف: «أي انسحاب لا يحدد النقاط التي ذكرتها لن ينهي الحرب ضد داعش، بل سيبدأ حرباً جديدة».
وتابع: «ستكون هذه الحرب ضرورة لتركيا لتدخل إلى سورية وتقضي على العناصر المسلحة التي تعتقد تركيا أنها تشكل تهديداً لسيادتها».
وجاءت تصريحات السيناتور الأميركي، بعدما أشار بيان لوزارة الدفاع التركية أنه أجرى مباحثات رسمية مع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، مساء الجمعة.
وقال البيان: إن أكار أبلغ غراهام بأن الولايات المتحدة لم تفِ بوعودها المتعلقة بمنطقة منبج السورية، مشدداً أن تنظيمي «العمال الكردستاني» و«وحدات الحماية» وجهان لعملة واحدة.
وفي وقت سابق الجمعة، التقى أردوغان، وفداً أميركياً برئاسة غراهام، في لقاء مغلق استغرق ساعتين ونصف.
في غضون ذلك أكد الجنرال الأميركي المتقاعد كيميت خلال ندوة عن الانسحاب الأميركي في واشنطن أن العلاقات بين «وحدات الحماية» والولايات المتحدة في سورية هي «علاقة مؤقتة ووظيفية وتكتيكية»، داعياً إلى «مراجعة المفهوم القائم على أن «وحدات الحماية» شريك شجاع وديمقراطي للولايات المتحدة».
ولفت إلى أن المواجهة بين تركيا و«وحدات الحماية» في سورية لا مفر منها، معتبراً أن اضطرار واشنطن إلى الاختيار بين حليف في «الناتو» وبين «وحدات الحماية»، يعد من الأسباب المشروعة للانسحاب من سورية.
وأول من أمس ألمح مؤسس شركة «بلاك ووتر» العسكرية الأميركية الخاصة إريك برينس إلى إمكانية استبدال القوات الأميركية في سورية بعناصر من شركته.
وأشار برينس في تصريح لقناة «فوكس بيزنس» الأميركية، إلى أنه كان في التاريخ الأميركي العديد من حالات إقامة الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص، حيث يمكن للأخير أن يملأ الفراغ عوضا عن الحضور العسكري الباهظ الثمن.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حامي أقصوي زعم الجمعة أن «المنطقة الآمنة» ستكون عنصراً يساهم في منع حدوث موجة هجرة جديدة، وتحقيق الاستقرار، وتشجيع السوريين المقيمين في تركيا على العودة إلى بلادهم.
وخلال مؤتمر صحفي عقده الجمعة أكد أقصوي أن «تركيا تتعاطى بإيجابية» حيال مقترح الولايات المتحدة إنشاء «منطقة آمنة» في سورية، وتابع: «نعتقد أن الخطوة ستكون تطورا مهما في السياق السوري، ونحن ندعمها، ومباحثاتنا تتواصل مع شركائنا الروس في هذا الموضوع».
وكشف أردوغان الاثنين الماضي أنه توصل مع ترامب إلى تفاهم حول تشكيل «منطقة آمنة» شمالي سورية.
ولفت أقصوي إلى أن أردوغان سيتناول موضوع «المنطقة الآمنة» خلال مباحثاته في روسيا في 23 كانون الثاني الجاري مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وكشف في السياق نفسه، أن «المباحثات التقنية متواصلة أيضاً (بين الجانبين) على مستوى المسؤولين العسكريين والدبلوماسيين، وسيتواصل بحث النماذج حول كيفية إنشاء هذه المنطقة».
في الأثناء، وبحسب مواقع إلكترونية معارضة اعتبرت صحيفة «الغارديان» البريطانية، في مقال لها أن الانسحاب الأميركي «المتهوّر» سوف يؤدي إلى نتائج سيئة، فيمكن أن يمهّد الطريق أمام عودة تنظيم داعش، حيث يعتقد أن التنظيم ما يزال لديه 30 ألف مسلح في سورية والعراق.
ورأت الصحيفة، أنه ما تزال هناك فرصة أمام الولايات المتحدة، وبالتنسيق مع حلفائها الأوروبيين، خاصة الفرنسيين، لدفع كل من تركيا و«وحدات حماية الشعب» لاتخاذ بعض القرارات الصعبة، وتجنب صراع دموي بين كلا الطرفين، وأن نهج أنقرة طويل الأمد تجاه المسألة الكردية في سورية، هو عودتها إلى عملية السلام عام 2014 والتي تهدف إلى إنهاء الصراع مع حزب العمال الكردستاني، مشددة على أن البدائل محدودة، حيث تفتقر تركيا للقدرة على قمع «وحدات الحماية» في شرق سورية، إذ حاولت من قبل قمع «العمال الكردستاني» داخل تركيا، وعبر حدودها لعقود ومع ذلك فشلت.