«قسد» تدعم «الآمنة» وتتطلع للوصول لتفاهمات وحلول مع تركيا!

«قسد» تدعم «الآمنة» وتتطلع للوصول لتفاهمات وحلول مع تركيا!

أخبار سورية

الخميس، ١٧ يناير ٢٠١٩

على نحو مفاجئ وبعد الرفض المعلن الذي أبدته شخصيات وهيئات كردية وعلى نطاق واسع لأي تدخل تركي، أعلنت ميليشيا «قوات سورية الديمقراطية -قسد»، الذي يشكل الأكراد عمودها الفقري، عن سعيها للتوصل إلى «حلول وتفاهمات» مع تركيا وعزمها دعم إقامة المنطقة الآمنة شمال سورية!. وقالت قيادة «قسد»، في بيان أصدرته أمس، ونقله موقع قناة «روسيا اليوم» الالكتروني: «إن قواتنا، ومنذ تأسيسها وحتى تاريخه، بذلت كل الجهود في إطار مهمة محاربة الإرهاب المتمثل بتنظيم داعش، وغيره من التنظيمات الراديكالية الإرهابية، وحققنا نجاحات باهرة وكبيرة، في هذه الأثناء، وعلى الدوام كانت مهمة حماية جميع مكونات منطقة شمال وشمال شرق سورية تسير على أكمل وجه وتعتبر إحدى مهامنا الأساسية، ونكاد نؤكد أن منطقتنا هي المنطقة الوحيدة التي تتعايش فيها كل المكونات السورية، ولم نشكل عامل تهديد خارجي ضد أي من دول الجوار وخاصة تركيا، التي نتطلع ونأمل للوصول إلى تفاهمات وحلول معها تؤمن استمرار الاستقرار والأمن في المناطق الحدودية معها».
وختم «قسد» البيان بالقول: «إننا في قوات سورية الديمقراطية، سنقدم كل الدعم والمساعدة اللازمة لتشكيل المنطقة الآمنة التي يتم تداولها حول شمال وشمال شرق سورية، بما يضمن حماية كل الإثنيات والأعراق المتعايشة من مخاطر الإبادة، وذلك بضمانات دولية، تؤكد حماية مكونات المنطقة وترسخ عوامل الأمان والاستقرار فيها، وتضمن منع التدخل الخارجي بها».
وأصدرت قيادة «قسد» هذا البيان في الوقت الذي تستعد فيه تركيا لشن عدوان على مناطق في شمال سورية، تستهدف من تصفهم بالإرهابيين من «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تعد العمود الفقري في «قوات سورية الديمقراطية»، الحليف الأكبر للولايات المتحدة.
وكان عدد من القيادات الكردية أعلنوا أمس رفضهم أي دور تركي في إنشاء ما يسمى «المنطقة الآمنة»، وأكد ألدار خليل، الذي يُعد أحد أبرز القياديين الأكراد في سورية وأحد مهندسي ما يسمى «الإدارة الذاتية»، لوكالة «فرانس برس» رفض أي دور تركي في «المنطقة الآمنة» المزمع إقامتها، وقال «تركيا ليست مستقلة وليست حيادية وهذا يعني أنها طرف ضمن هذا الصراع».
جاء رفض خليل لأي دور تركي بعد دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاثنين إلى إقامة «منطقة آمنة» عرضها أكثر من 30 كم في سورية على طول الحدود التركية، وغداة إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن قواته ستتولى إقامة هذه المنطقة بين الحدود التركية ومواقع الوحدات الكردية، التي تدعمها واشنطن. وقال خليل: «يريد ترامب تحقيق هذه المناطق الآمنة عبر التعاون التركي»، لكن «أي دور لتركيا سيغيّر المعادلة ولن تكون المنطقة آمنة». واعتبر أنه «يمكن رسم خط فاصل بين تركيا وشمال سورية عبر استقدام قوات تابعة للأمم المتحدة لحفظ الأمن والسلام أو الضغط على تركيا »، مؤكداً أنه «لا يمكن القبول بالخيارات الأخرى لأنها تمسّ سيادة سورية وسيادة إدارتنا الذاتية».
إلى ذلك أظهر مسح أجرته وكالة الأناضول على الشمالي السوري، أن المنطقة الآمنة التي تعتزم تركيا إقامتها على طول الحدود مع سورية وبعمق 32 كيلومتراً، ستضم مدناً وبلدات من 3 محافظات سورية، هي حلب والرقة والحسكة.