بيدرسون يواصل زيارته ولقاءاته في دمشق … مصدر دبلوماسي: نأمل أن يكون لديه «تفهم جديد» للوضع في سورية والحفاظ على حياديته

بيدرسون يواصل زيارته ولقاءاته في دمشق … مصدر دبلوماسي: نأمل أن يكون لديه «تفهم جديد» للوضع في سورية والحفاظ على حياديته

أخبار سورية

الخميس، ١٧ يناير ٢٠١٩

في وقت يواصل فيه المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون لقاءاته في دمشق، أعرب مصدر دبلوماسي قريب منه عن أمله في أن يكون لديه «تفهم جديد» للوضع في سورية وأن يكون «جدياً في إيجاد حل سياسي سلمي» للأزمة و«الحفاظ على حياديته كمبعوث». وفي تصريح لـ«الوطن»، قال المصدر الدبلوماسي: بيدرسون «ما زال موجوداً في دمشق، ويواصل إجراء لقاءات مع شخصيات لا نعرفها».
وبدأ المبعوث الجديد للأمم المتحدة أول من أمس زيارة إلى دمشق هي الأولى له منذ تسلمه لمهامه في السابع من الجاري، خلفاً لستيفان دي ميستورا الذي أقر الشهر الماضي بإخفاقه في آخر مساعيه الرامية لتشكيل لجنة مناقشة الدستور، بعد انصياعه لإملاءات الدول الغربية والإقليمية المعادية لسورية.
واستقبل نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم الأربعاء بيدرسون، وبدا لافتاً نشر وكالة «سانا» خبراً مطولاً عن اللقاء الذي رحب فيه المعلم بتولي بيدرسون لمنصبه الجديد، مؤكداً استعداد سورية للتعاون معه.
كما أعرب المعلم عن استعداد سورية للتعاون معه، من أجل «إنجاح مهمته لتيسير الحوار السوري السوري، بهدف التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية، والذي هو مصلحة سورية بما يؤدي إلى القضاء على الإرهاب وإنهاء الوجود الأجنبي غير المشروع على كامل الأراضي السورية، ويحافظ بشكل فعلي على وحدة وسيادة واستقلال سورية».
بدوره أعرب المبعوث الخاص عن سعادته بزيارة دمشق في بدء ممارسته لمهامه، مشيراً إلى أنه طلب زيارتها للاستماع باهتمام لوجهة نظر الحكومة السورية من أجل نجاح مهمته والتقدم للأمام في المسار السياسي، مشدداً على أن العملية السياسية «يجب أن تكون بقيادة وملكية سورية وإلا فلن يكتب لها النجاح».
وأكد أنه «سيبذل قصارى جهده للتوصل إلى حل سياسي وبما يراعي المبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بسورية»، مشدداً على التزام الأمم المتحدة بسيادة سورية واستقلالها وسلامتها الإقليمية ووحدتها أرضاً وشعباً.
وإن كان ما تضمنه الخبر الرسمي السوري عن لقاء المعلم بيدرسون، بمثابة مؤشر على أن هناك ارتياحاً من قبل الجانبين لبعضهم البعض، قال المصدر الدبلوماسي: «آمل أن يكون هناك صفحة جديدة، تفهم جديد للوضع في سورية من أجل إيجاد حل سياسي سلمي للبلاد يأخذ بالحسبان التغيرات التي حصلت على الأرض، وليس الرؤى المسبقة التي كان يأتي بها المبعوثون الآخرون والتي لم تجد نفعاً ولم تجلب حلاً»، وأضاف: «آمل أن يكون موضوعياً».
وتسلم بيدرسون مهامه بعد إخفاق ثلاثة مبعوثين سابقين في إحراز أي تقدم أو خرق بالعملية السياسية المرتبطة بحل الأزمة في سورية، وكان آخرهم دي ميستورا الذي استمرت مهمته 4 سنوات، ووجهت دمشق له الكثير من الانتقادات بسبب عدم موضوعيته في تنفيذ مهمته. وقال المصدر الدبلوماسي: «آمل أن يكون (بيدرسون) مختلفاً عن المبعوثين السابقين، ويكون (هناك) نوع من الجدية في إيجاد الحل السياسي السلمي والحفاظ على حياديته كمبعوث وهذا الأمر مهم كثيراً». وبيدرسون دبلوماسي مخضرم، شارك في 1993 ضمن الفريق النرويجي في المفاوضات السريّة التي أفضت إلى التوقيع على اتفاقيّات أوسلو بين «إسرائيل» والفلسطينيين.
وأمضى بيدرسون سنوات كثيرة ممثّلاً لبلاده لدى السلطة الفلسطينية، كما شغل منصب سفير النرويج لدى الصين، وسبق أن كان سفيراً لبلاده لدى الأمم المتحدة.
واستبقت دمشق وصول بيدرسون بتأكيدها استعدادها التعاون معه، وقال معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان خلال مؤتمر صحفي الأحد الماضي: «نأمل أن يحقق ما عجز الآخرون عن تحقيقه»، مشيراً إلى أنه «من المفيد أن يستفيد (…) من تجارب سابقيه وخاصة الالتزام بالمهام المنوطة به واحترام سيادة سورية ووحدتها أرضاً وشعباً والتحلي بالنزاهة والموضوعية».
وكان نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، قال في وقت سابق إن سورية ستتعاون مع بيدرسون «شرط (…) ألا يقف إلى جانب الإرهابيين كما وقف سلفه». وتولى بيدرسون مهامه في وقت تمكن الجيش العربي السوري من استعادة السيطرة على أغلب المناطق التي كان الإرهابيون يسيطرون عليها.
ويأتي تولي بيدرسون لمهامه مع بداية انفتاح عربي تجاه دمشق، تمثل الشهر الماضي بافتتاح كل من الإمارات والبحرين سفارتيهما في دمشق، بعد إقفالهما منذ عام 2012، وزيارة قام بها الرئيس السوداني عمر حسن البشير إلى سورية مؤخراً.