طلبة الجامعات والمعاهد «يبقّون البحصة» في مؤتمراتهم الطلابية..إلى متى ستبقى مشكلاتنا وهمومنا تقبع تحت رحمة الوعود والانتظار؟

طلبة الجامعات والمعاهد «يبقّون البحصة» في مؤتمراتهم الطلابية..إلى متى ستبقى مشكلاتنا وهمومنا تقبع تحت رحمة الوعود والانتظار؟

أخبار سورية

الثلاثاء، ١٨ ديسمبر ٢٠١٨

في جلسات المؤتمرات الطلابية التي لطالما كانت العيون ترنو إلى انعقادها بفارغ الصبر، «بقّ الطلبة البحصة» كما يقول المثل، واضعين همومهم تحت مجهر المعنيين والمسؤولين المختصين، فهذه المؤتمرات، وعلى الرغم من قصر ساعاتها، فإنها كانت ولا تزال، كما عبر العديد من الطلبة، متنفساً لهم للتعبير عمّا يجول في خاطرهم من تساؤلات ومناقشات وفرصة لطرح مشكلاتهم ومعاناتهم التي يأملون إيجاد حلول مناسبة لها تخرجها من تحت رحمة الوعود والانتظار. «تشرين»، وحرصاً منها على نقل صوت الطلبة، حاولت متابعة جلسات المؤتمرات الطلابية في العديد من الجامعات الحكومية والخاصة التي عقدت تحت شعار «طلبة سورية في الجامعات والمعاهد كما في الجبهات صامدون منتصرون»، وحملت في جعبتها ومحاضر جلساتها، إلى جانب الهموم والمشكلات، الكثير من أحلام وتطلعات الشباب لبناء مستقبل وطنهم والمشاركة في مرحلة إعادة إعماره.
مقر للمعهد التقاني في دمشق
معاناة الطلبة تشابهت في الشكل ولكنها اختلفت في التفاصيل، ففي معهد التربية الفنية والتطبيقية والتشكيلية في دمشق، طالب المؤتمرون بتأمين مستلزمات المعارض والورشات من أدوات وألوان لغلاء أسعارها وسوء الأوضاع المادية للبعض الذي لا يستطيع اقتناءها كما طالبوا بتوفير مكتبة ومقصف ومظلات للاستراحة في مبنى المعهد، إضافة إلى رفع نسب القبول في كلية الفنون الجميلة إلى أكثر من 3 في المئة، ولحظ خريجي المعهد في مسابقات تعيين مدرسين في وزارة التربية. أما في معهد الآثار والمتاحف تركزت المطالب على إقامة جولات على المعالم الأثرية داخل محافظة دمشق وخارجها والاهتمام بالخريجين وتوظيفهم وإيجاد حل للسكن الطلابي، وفي المعهد التقاني الإحصائي أشار الطلبة إلى ضرورة إيجاد مقر بديل، لأن البناء الحالي غير صالح فهو يقع ضمن بناء سكني ومحال تجارية ويتعرض الطلاب فيه إلى مضايقات من الجوار، كما طالبوا بضرورة مراعاة طلاب مفاضلة الموازي.
تأمين تدفئة للمدرسة وزيادة قيمة المكافأة المالية السنوية وتسهيل شروط متابعة الطلبة الثلاثة الأوائل في كلية التمريض، هواجس شغلت بال طلبة مدرسة التمريض.
في السويداء وسائل النقل أهم المشكلات!
مطالب تلاقت مع مطالب طلبة كلية التربية في كلية الآداب الثانية في السويداء الذين ركزوا على صعوبة وكثافة بعض حلقات البحث، ومع طلبة معهد الاقتصاد المنزلي الذين اقترحوا افتتاح معارض لأعمالهم وتسويقها وزيادة عدد الآلات الموجودة في المعهد لأن الآلات الموجودة حالياً قديمة الصنع، وإلى جانبهم وقف طلاب المعهد الموسيقي حيث اشتكوا من قلة الآلات الموسيقية الموجودة وعدم قدرتهم على اقتنائها بسبب ارتفاع أسعارها، مطالبين بتأمين آلات للتدرب عليها، بينما اشتكى طلبة كلية الزراعة الثانية من قلة عدد المخابر مطالبين بضرورة تأهيلها بالشكل اللازم لتأمين الجلسات العملية المخبرية التي هم في أشد الحاجة إليها، ومن النقص في مياه الشرب والسقاية رغم الحاجة لها في العمل المخبري، وفي الختام، تشارك الحضور ومن جميع الأقسام الحديث عن موضوع وسائل النقل الذي يعانيه الطلبة ولاسيما عند إيابهم من الكلية، فعدم وجود أي وسيلة نقل بعد الساعة الـ12 والنصف ظهراً يؤدي إلى استغلالهم مادياً من سائقي الحافلات، كما طالبوا بتأمين فرص عملٍ بعد التخرج.
وفي جامعة درعا الإسراع في ترميم مبنى الكلية
المشكلات التي تعانيها الكلية منذ إحداثها من دون أن يتغير فيها أي شيء تصدرت قائمة مطالب طلبة جامعة درعا الذين شددوا على ضرورة الإسراع في ترميم مبنى الكلية الموجود في مزيريب، وإلغاء قرار تعليق قسم اللغة الفرنسية، والنظر في وضع الطلاب المنقطعين والعائدين بموجب مرسوم، ومما رآه طلبة كليتي العلوم والطب البيطري ضرورة تجهيز وتطوير مخبر الحاسب وإحداث قسمي الفيزياء والكيمياء في كلية العلوم، وتفعيل الرحلات العلمية للاطلاع على واقع المهن التي سيعملون بها مستقبلاً وإلغاء قرار تحويل الطالب المستنفد والمعاقب من قبول عام إلى موازٍ.
بدورهم طلبة المعهد التقاني للعلوم المالية المصرفية أشاروا في مداخلاتهم إلى مشكلة النقص في الكادر التدريسى والإداري وإلى أهمية تطوير وتحديث المناهج ومخبر الحاسوب الذي لا يلبي احتياجات الطلبة، ولم تغب عن أذهانهم مسألة زيادة نسبة قبول الخريجين الأوائل من المعهد في كلية الاقتصاد إلى 5% بدلاً من 3% واستثناء شرط عدد الخريجين في الدفعة.
في طرطوس مطالبة بمنح الدراسات العليا قرض «اللابتوب»
في كلية العمارة في جامعة طرطوس ركزت المداخلات على حاجة الكلية لبنى تحتية ومراسم، وعلى تأمين سكن جامعي للطلاب، وأتمتة المواد النظرية مثل (ثقافة- إنكليزي) وتأمين هنكارات بالسرعة القصوى نظرا لضيق الأماكن، إضافة إلى تأمين مكان لقاعة الحواسيب، وفي كلية الاقتصاد ذهب المؤتمرون إلى طرح قضية زيادة الدعم المادي للبحث العلمي، وضرورة تعديل نظام الدراسات العليا السنوي ليشمل دورة تكميلية على مادتين توفيراً لوقت الطالب، وإقامة دورات تدريبية على برامج المحاسبة، ومنح طلاب دراسات العليا قرض اللابتوب.
أما في كلية الطب البشري، فقد حاز موضوع نشر سلالم التصحيح لكل المواد، وتأمين مركز تصوير تابع للكلية وبإشرافها، وتشكيل لجنة لمراقبة ولضبط أسعار الكافيتيريات التي «تكوي» الطلبة بنيرانها اهتمام الطلبة.
في جامعة تشرين لماذا التغاضي عن تدني نسب النجاح؟
مهما تنوعت المطالب فهي تصب في مصلحة تطوير سير العملية التعليمية، ولذلك فقد اقترح الطلبة في كلية الصيدلة في جامعة تشرين إنشاء صيدلية افتراضية، ومكتبة الكترونية يعود إليها الطلاب من أجل الحصول على المراجع المختلفة وافتتاح الدكتوراه في قسم الصيدلة الصناعية، وزيادة تمويل الأبحاث التي يقوم بها طلاب الدراسات العليا لكون التمويل الحالي قليلاً جداً، وفي كلية العلوم كشفت المداخلات عن عدم وجود ماجستير لاختصاص الكيمياء الحيوية، وضعف تجهيزات مخابر/الرياضيات- فيزياء- كيمياء- علوم/ والمقصود بها أجهزة «الداتا شو»، إضافة إلى الكشف عن عدم وجود كادر تدريس كامل في قسم الإحصاء الرياضي..
وفي كليات الهمك وطب الأسنان والاقتصاد والمعهد التقاني الهندسي ارتفع صوت الطلبة عالياً منتقداً تغاضي الجامعة عن تدني نسب النجاح في أكثر من كلية، متسائلين عن عدم تسليم سلالم التصحيح قبل موعد الامتحان.
جامعة حلب المطالبة بإحداث مسابقات توظيف للخريجين
عديدة هي القضايا التي أثارها طلبة جامعة حلب، ففي كلية الهندسة الميكانيكية، شكلت قلة عدد المراسم في الكلية وصعوبة تعويض العملي لطلاب التعليم الموازي، ومشكلة التأخير في تسليم البطاقات الجامعية للطلاب المستجدين، وارتفاع الأسعار غير المنطقي في مركز التصوير الخاص في الكلية، معاناة للطلبة تقاسموها مع طلاب كلية الفنون الجميلة والتطبيقية الذين تساءلوا عن أسباب النقص الحاد في الكادر التدريسي وعدم وجود دراسات عليا وعدم وجود معايير معتمدة وواضحة لتصحيح المشاريع المقدمة من الطلاب خلال العام، كما تساءل طلبة المعاهد التقنية عن مشكلة تأخر صدور مفاضلة التعليم الموازي وإجراءات التسجيل ما يؤدي إلى تأخر المقبولين عن المحاضرات وجلسات العملي وعدم قدرتهم على تسليم المشاريع في الوقت المحدد مع طلاب التعليم العام، مشيرين إلى المشكلة العامة التي تعانيها المعاهد التقانية في جامعة حلب وهي عدم وجود معتمدي الرسوم ما يؤدي إلى ذهاب الطلاب إلى فروع البنك لتسديد رسومهم والمشكلة الأخرى وهي نقص الموظفين في شعبة الامتحانات وشؤون الطلاب في المعاهد، ففي بعض المعاهد يوجد موظف واحد فقط وعدد الطلاب كبير جداً ما يؤدي إلى الانتظار لساعات للمراجعين وتأخير صدور النتائج الامتحانية، وطالبوا بإحداث مسابقات توظيف اختصاصية للخريجين وعدم دمجهم في المسابقات العامة للمعاهد التقانية وبضرورة تعديل اللائحة الداخلية كونها أصبحت قديمة وغير منصفة وغير منطقية.
في جامعة البعث.. مخابر الهندسة المعلوماتية لم يتم تحديثها منذ 2006
دعم طلاب المسابقة البرمجية الذين أحرزوا الميدالية الفضية على مستوى الوطن العربي، وإحداث مقر خاص بالكلية، مع مكتبة، وتأمين قاعات كافية خلال الامتحانات النظرية والعملية، وأتمتة مواد قسم الشبكات نظراً لكثافة مقرراته، إضافة إلى تأمين قاعات مطالعة وتجهيز المخابر التي لم يتم تحديثها منذ عام 2006، والعمل على تجهيز مخبر خاص بالدراسات العليا كانت من أبرز المطالب في كلية الهندسة المعلوماتية.
وفي الجامعات الخاصة.. مطالبات بالجملة
يخطئ من يعتقد أن الجامعات الخاصة خالية من المشكلات، ففي كلية طب الأسنان في جامعة الأندلس الخاصة اشتكى الطلبة من المواد المنتهية الصلاحية في مخابر العيادات، ومن عدم توافر المعلومات الجديدة في الكتب الجامعية ولجوء الزملاء إلى طباعة وشراء ملفات من المكتبات، وطالبت المداخلات بضرورة تأمين مرضى لكل الحالات السريرية في الكلية، والقيام بجولات ميدانية لمراكز زراعة الأسنان من أجل اكتساب الخبرة العملية.
وفي جامعة الجزيرة الخاصة تنوعت المطالبات بدءاً من الاهتمام بواقع الطلاب، والسكن الجامعي، والإسراع في وضع مناهج تواكب سوق العمل، والاهتمام بالبنية التحتية للجامعة، وضرورة تفعيل الرحلات العلمية للتعرف على واقع العمل خارج الجامعة وصولاً إلى إعادة صيانة شاملة للمقر المؤقت للجامعة.
تشرين