تردّي الوضع الاقتصادي فيها.. و«جيش الإسلام» وجد الفرصة للظهور … اشتباكات بين ميليشيات أردوغان و«وحدات» واشنطن في عفرين

تردّي الوضع الاقتصادي فيها.. و«جيش الإسلام» وجد الفرصة للظهور … اشتباكات بين ميليشيات أردوغان و«وحدات» واشنطن في عفرين

أخبار سورية

الاثنين، ٣ ديسمبر ٢٠١٨

اندلعت اشتباكات جديدة بين الميليشيات المدعومة من نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان و«وحدات حماية الشعب» الكردية المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي.
ووجدت ميليشيا «جيش الإسلام» في تلك الاشتباكات فرصة للظهور في شمال البلاد بعد أن خرجت مذلولة من غوطة دمشق الشرقية تحت ضربات الجيش العربي السوري.
وفي التفاصيل، فقد اندلعت اشتباكات بعد منتصف ليلة الأحد في منطقة دير مشمش بمحيط مدينة عفرين بين ميليشيات عاملة في المنطقة من جانب، وبين مسلحين مجهولين، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض الذي رجح أنهم من خلايا «وحدات الحماية» دون معلومات عن خسائر بشرية.
وسبق لمجموعة من «وحدات الحماية» أن هاجمت الجمعة أحد مواقع ميليشيا «الجيش الوطني» المدعومة من تركيا في قرية عبلة بالقرب من مدينة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي، بالتزامن مع عملية أخرى لمجموعة من «وحدات الحماية» في ناحية بلبلة بريف عفرين الخاضعة لسيطرة الاحتلال التركي وميليشياته.
في غضون ذلك، وبحسب مواقع إلكترونية معارضة أعلن المتحدث باسم ما يسمى «هيئة أركان» ميليشيا «جيش الإسلام» حمزة بيرقدار في حسابه على «تلغرام»، أن ميليشياه تصدت لمحاولة تسلل فاشلة نفذها «حزب العمال الكردستاني-بي كا كا» في جبهة دير مشمش في محيط عفرين بريف حلب الشمالي.
وبدا استخدام بيرقدار مصطلح «العمال الكردستاني» انسجاماً مع الخطاب التركي الذي يعتبر «وحدات الحماية» ذراعاً لـ«بي كا كا» في سورية والمصنف كتنظيم إرهابي لدى تركيا.
وقال بيرقدار: إن عملية التصدي التي قام بها مسلحو ميليشياه «أحبطت» المحاولة و«أفشلتها»، وأوقعت عدداً من الجرحى في صفوف المهاجمين، على حين لم تصرح «قوات سورية الديمقراطية -قسد» التي تنضوي فيها «وحدات حماية الشعب» عن هجوم لها على منطقة عفرين أو أي مناطق فيها.
وذكرت مواقع الكترونية معارضة، أن هذه هي المرة الأولى التي يصرح فيها «جيش الإسلام» عن مشاركته في الاشتباكات ضد «وحدات الحماية» في الشمال، منذ خروج رافضي التسوية منه في نيسان الماضي من الغوطة الشرقية، وبعدما كشفت الميليشيا في آب الماضي عن خمسة معسكرات أنشأتها في ريف حلب الشمالي.
ونقلت المواقع عن مصادر مطلعة على عمل «جيش الإسلام»: أن الأخير يعمل حالياً تحت غطاء زميله «لواء المعتصم» المنضوي في «الجيش الوطني».
واعتبر مراقبون أن «جيش الإسلام» يسعى لإعادة الظهور لتقديم صك ولاء لنظام أردوغان كي يقدم له دعماً كبيراً، بعدما انتكست الميليشيا بخروجها مهزومة من الغوطة.
مواقع إلكترونية معارضة أخرى تحدثت عن تراجع الحالة الاقتصادية في عفرين إلى الأسوأ، ونقل تقرير نشره أحد المواقع عن تاجر بطاريات وأجهزة طاقة منزلية هناك يدعى نورس العلي: أن «ما يلاحظ الآن في عفرين هو ضعف القوة الشرائية للسكان الموجودين في المدينة»، لافتاً إلى أن المعامل والورشات أغلقت بعد دخول ميليشيات أردوغان، وارتفعت نسب البطالة.
أما أحمد المحمد، وهو صاحب محل ألبسة، فرأى أن المشكلة الرئيسية، التي عطلت الأسواق في عفرين، هي غياب الأمن، لافتاً إلى «وقوع حالات سرقة كثيرة وحالات خطف أكثر لمن يظهر عليه أنه يملك مبالغ مالية مهمة»، ووافقه في موقفه تاجر زيت الزيتون خالد خ، الذين اعتبر أن «عصب الاقتصاد في عفرين هو الزيتون ومنتجاته وتعتمد المنطقة بشكل رئيسي على موسم الزيتون فتتحرك الأسواق والمعامل، لكن الوضع هذا العام مختلف، فالكثير من الأراضي تمت سرقة إنتاجها وكثير من المعاصر ومعامل البيرين والصابون أغلقت أو تمت سرقتها».
وبحسب التاجر، «ما يحدث على الطريق من دفع الإتاوات أو تشليح، أسهم في كون هذا العام من أقل الأعوام إنتاجية في هذا القطاع»، مشيراً إلى مشكلة في تصريف زيت الزيتون وثمنه.
أما المعبر التجاري بين عفرين وتركيا الذي افتتحه النظام التركي في قرية «حمّام» بناحية جنديرس، «فحتى الآن لم يفتح أمام الحركة التجارية ويقتصر نشاطه على النقل العسكري بين عفرين وتركيا»، بحسب نائب رئيس «المجلس المحلي لناحية جنديرس» فوزي حسن.