بعد عقوبات واشنطن ومع استمرار وصول سفنها إلى طرطوس … موسكو: سنواصل تزويد سورية بالنفط.. وأميركا ترغب بمنع «الإعمار»

بعد عقوبات واشنطن ومع استمرار وصول سفنها إلى طرطوس … موسكو: سنواصل تزويد سورية بالنفط.. وأميركا ترغب بمنع «الإعمار»

أخبار سورية

الخميس، ٢٢ نوفمبر ٢٠١٨

أكد برلماني روسي عزم بلاده مواصلة تنفيذ التزاماتها في مجال تصدير النفط إلى سورية «بغض النظر عن الضغوطات الأميركية» التي وصفها بأنها «معرقلة لعملية إعادة الإعمار في سورية»، في وقت نفت فيه موسكو مزاعم حول اقتراحها سحب القوات الإيرانية من سورية مقابل رفع العقوبات الأميركية جزئياً عن إيران.
في الأثناء، واصلت روسيا إرسال المزيد من السفن الكبيرة إلى سورية غير آبهة بمراقبة الطائرات الأميركية لتلك السفن، خصوصاً أنها لا تجرؤ على دخول الأجواء السورية خوفاً من منظومات «إس 300».
واتخذت الولايات المتحدة أول من أمس إجراءات ضد ما سمته «شبكة إيرانية» روسية لتوريد النفط إلى سورية، وفق وكالة «رويترز».
وبينما وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي العقوبات بأنها «غير مجدية وغير منطقية وغير فعالة»، بحسب وكالة «إرنا» الرسمية، نقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن عضو لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، أوليغ موروزوف، تأكيده أن بلاده «ستواصل تصدير النفط إلى سورية رغم العقوبات الأميركية».
وشدد موروزوف على أن بلاده لديها «اتفاق مع سورية، وبالتالي، فإننا من يقرر ما الذي يجب أن نورده وإلى من»، وأضاف: «هذا سيكون ردنا، وسيكون أكثر فاعلية من العقوبات المضادة».
من جهتها، اعتبرت الخارجية الروسية في بيان لها نقلته وكالة «سانا»: أن «الاتهامات الأميركية وكأنها بيان دعم للإرهابيين وتظهر أيضاً رغبة في منع إعادة إعمار هذا البلد الذي مزقته الحرب حيث كثير من الناس يعانون نتيجة الحرب الإرهابية والعقوبات فهل هذا ما تريده الولايات المتحدة حقاً».
ونقلت وكالة «رويترز» بياناً لوزارة الخزينة الأميركية أوضح أن من بين المستهدفين في الإجراءات المواطن السوري محمد عامر الشويكي وشركته «جلوبال فيجن جروب» ومقرها روسيا، وزعمت الوزارة أن شويكي وشركته «لعبا دوراً محورياً في نقل شحنات النفط الإيراني إلى سورية وتحويل الأموال إلى «وكلاء» لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني».
وقالت الوزارة: إن من بين المشمولين بإجراءاتها العقابية أيضاً السوري حاج عبد الناصر واللبناني محمد قاسم البزال والروسي أندريه دوجاييف وإيرانيين هما رسول سجاد وحسين يعقوبي مياب.
وأضافت: إن سجاد ويعقوبي، وهما مسؤولان في البنك المركزي الإيراني، كانا يسهلان التحويلات التي يجريها الشويكي.
وشملت العقوبات أيضاً، شركة «بروم سيريو إمبورت» وهي شركة تابعة لوزارة الطاقة الروسية قالت وزارة الخزانة الأميركية إنها سهلت شحنات النفط الإيراني إلى سورية، وكذلك مصرف «مير بيزنس» وشركة «تدبير كيش» الطبية والدوائية ومقرها إيران، بحسب «رويترز».
من جانبه، ذكر وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين في بيان للإعلان عن فرض عقوبات على من تصفهم وزارته بأنهم مرتبطون أن بلاده تتحرك اليوم ضد ما سماه «مخطط معقد» تستخدمه إيران وروسيا لدعم سورية ولتوفير الأموال للنشاط الإيراني.
في شأن منفصل، قال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، للصحفيين: إن موسكو لم تقترح على «إسرائيل» والولايات المتحدة رفع جزء من العقوبات المفروضة على طهران، مقابل سحب الأخيرة قواتها من الأراضي السورية.
وكان موقع «أكسيوس» الأميركي زعم في تقرير له أن موسكو طرحت على تل أبيب وواشنطن اقتراحاً بانسحاب إيران من سورية مقابل رفع العقوبات عنها.
ووفقاً لموقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني، أضاف ريابكوف: «فيما يتعلق بهذا الجانب تحديداً من معادلة «رفع العقوبات مقابل شيء ما»، فلا يمكنني تأكيد ذلك الأمر، وأوضح: «كانت هناك أفكار تشبه هذه الفكرة، من دون أن تكون مطابقة لها وهذه الأفكار لم تحصل على متابعة».
في الأثناء ذكرت وكالة «سبوتنيك»، أن سفينة الإنزال الروسية الكبيرة «نيكولاي فيلتشينكوف» عبرت مضايق البحر الأسود، يوم الثلاثاء، ودخلت البحر الأبيض المتوسط، متجهة إلى ميناء طرطوس، مؤكدة أنها المرة الثامنة في هذا العام التي تذهب فيها هذه السفينة إلى سورية.
كما اتجهت، في الأسبوع الجاري، سفينة الحاويات العملاقة «سبارتا 2» الروسية إلى ميناء طرطوس، بعد أن غادرت ميناء «نوفوروسيسك»، وهي تحمل بضائع، إضافة إلى مغادرة سفينة الإنزال الكبيرة «أورسك» البحر الأسود، يوم 8 الشهر الجاري واتجاهها إلى طرطوس أيضاً، بحسب الوكالة الروسية التي أكدت أن هذه هي المرة التاسعة في هذا العام التي تذهب فيها «أورسك» إلى سورية.
كما نقلت الوكالة عن صحيفة «دايلي ستار» أن الخبير البحري، يوروك إيشيك، الذي يراقب مضيق البوسفور، رأى اقتراباً خطيراً للسفينة الروسية الكبيرة «أورسك» من ثلاث فرقاطات تابعة لحلف شمال الأطلسي، لكنه رجح أن الأمر «مجرد مصادفة».
بموازاة ذلك كشفت هيئة الأركان العامة الروسية أنها رصدت طائرة استطلاع أميركية من طراز «بوسيدون بي 8 أ» كانت تراقب فرقاطات أسطول البحر الأسود الروسي «أدميرال ماكاروف» و«أدميرال إيسين» التي كانت تجري بدورها مناورات في المتوسط قرب السواحل السورية من دون أن تعترضها، لأنها بحسب مصدر رفيع المستوى في الهيئة الروسية كانت تحلق في المناطق خارج السيادة السورية».