«حظر الكيميائي» ترضخ للضغوط الغربية: نسعى لفريق يحمل المسؤوليات عن الهجمات في سورية!

«حظر الكيميائي» ترضخ للضغوط الغربية: نسعى لفريق يحمل المسؤوليات عن الهجمات في سورية!

أخبار سورية

الخميس، ١٥ نوفمبر ٢٠١٨

رضخت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية للضغوط الغربية التي تحاول تسييس ملف استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، من أجل إدانة دمشق بزعم استخدام هذه الأسلحة، حيث كشف مديرها العام فرناندو أرياس عن محاولات لإنشاء فريق لـ«تحميل المسؤوليات عن الهجمات الكيميائية في سورية».
ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية مكلفة الإشراف على تطبيق اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية التي دخلت حيز التنفيذ في 1997 وتمنع إنتاج وتخزين أسلحة كيميائية.
وسبق للمنظمة، أن أشرفت على تفكيك الترسانة السورية للأسلحة الكيميائية، وأعلنت في 23 حزيران من العام 2014 أن «سورية قامت بشحن آخر دفعة من مخزونها من السلاح الكيميائي الذي أعلنت عنه في السابق للتخلص منه خارج البلاد حسب الاتفاق الذي وافقت عليه دمشق العام الماضي».
في المقابل، تصر قوى غربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية على اتهام الجيش العربي السوري بارتكاب هجمات «كيميائية» عند أي حديث عن استخدام «الكيميائي» في سورية ويتجاهلون كل التقارير التي تؤكد امتلاك تنظيمات إرهابية كداعش و«جبهة النصرة» لمخزونات كيميائية.
وأسفرت ضغوط هذه الدول الغربية عن تمرير قرار في «حظر الأسلحة الكيميائية» لتوسيع صلاحيات هذه الهيئة الأممية عبر جعلها قادرة على تسمية منفذي الهجمات التي استخدمت فيها مثل هذه الأسلحة في سورية، وذلك خلال مؤتمر طارئ في حزيران الماضي.
لكن دمشق كانت متيقظة لتلك المحاولات وأعربت حينها عن «قلقها العميق إزاء أساليب الابتزاز والتهديد التي اعتمدتها مجموعة الدول الغربية وخاصة دول العدوان الثلاثي على سورية (أميركا وبريطانيا وفرنسا، في نيسان الماضي)، لتمرير قرار في المؤتمر الطارئ لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية يتيح لها تسييس المنظمة لاستخدامها مطية للقيام باعتداءات على الدول المستقلة ذات السيادة بذرائع استخدام الأسلحة الكيميائية».
وكانت روسيا متنبهة أيضاً فشبهت المنظمة حينها أيضاً بسفينة تيتانيك «أثناء غرقها».
وقبيل الاجتماع المقبل للمنظمة في لاهاي الإثنين المقبل، نقلت وكالة «فرانس برس» عن أرياس قوله أمس: إن تزايد اللجوء إلى الأسلحة الكيميائية أمر «مقلق»، من الهجمات الكيميائية المتكررة في سورية منذ 2013 إلى تسميم عميل روسي بمادة نوفيتشوك في انكلترا واغتيال شقيق الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في ماليزيا بغاز الأعصاب «في اكس».
وقال الدبلوماسي الإسباني أرياس: «ما أريد قوله هو إن الشعور العام للدول الأعضاء هو أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ضرورية اليوم أكثر من أي وقت مضى»، معتبراً أن «ما نعيشه الآن مؤقت. النزاعات تبدأ وتنتهي لكن المنظمة تبقى».
وفي محاولة للهروب من الإقرار بالضغوط الغربية على المنظمة حول سورية، قال: إن «سورية موضوع مهم بالتأكيد وسالزبوري موضوع مهم بالتأكيد – لكنها (المنظمة) هي أكثر من ذلك».
وتابع: «بدلاً من أن نقول، لدينا الكثير من الصعوبات، نتكيف مع هذا العصر الجديد».
وقال أرياس: إن الاجتماع المقبل يهدف إلى وضع الأداة التي تسمح بتحميل المسؤوليات في أي هجوم كيميائي، معتبراً أن ذلك «مهمة صعبة».
وعاد في إقرار غير مباشر بالضغوط الغربية ليكشف أن المنظمة تقوم بإنشاء فريق لهذه المهمة في سورية و«فريق للرد السريع» لقضايا استخدام أسلحة كيميائية «في أي مكان آخر في العالم»، لكنه أشار إلى أن المنظمة تحتاج إلى «مزيد من الموارد والخبرات والمعدات».
وبعد التهديد الروسي بالانسحاب من المنظمة، قال المدير العام: إن روسيا «بلد مهم جداً ولعبت دائماً دوراً مهما في المنظمة».
وأضاف: إنه لا بد من محاولة إبقاء الجميع في المنظمة أياً كانت درجة التوترات السياسية، زاعماً أن دوره يشبه دور «وسيط».
وقال: إن «الموت في هجوم كيميائي أمر مروع، علينا استخلاص العبر»، معتبراً أن تزايد اللجوء إلى هذه الأسلحة مؤخراً «مقلق من دون أدنى شك»، لكن «في الوقت نفسه لدينا أدوات لخفض المخاطر».