هل تندلع المعركة شمال سورية؟!

هل تندلع المعركة شمال سورية؟!

أخبار سورية

السبت، ٣ نوفمبر ٢٠١٨

علي مخلوف
يجلس مَلَك الموت على كرسيٍّ خشبيٍّ منتظراً بوقاً إسرافيليّاً على هيئة مدفع لإعلان ساعة النهاية في إدلب، الكلُّ متربّصٌ بالكل، النصرة بمعتدلي تركيا، وتركيا بتلك الحركات الراديكاليّة التي لم تنتظم للاتّفاق مع أنقرة بشأن سحب السِّلاح الثقيل، السوريّ لم يسحب تجمّعاته العسكريّة، فيما الروسيّ يحاول استنفاذ الفرص الدبلوماسيّة قبل المعركة، أمّا راعي البقر الأمريكيّ فيقفُ بقبعته التكساسيّة عند تخوم الشمال، يسحبُ من سيجارة المارلبورو خاصّته منتظراً نهايتها لإلقائها على المنطقة وبدء الإشعال.
التركيّ والأمريكيّ أطلقا اليوم أُولى دورياتِهما العسكريّة المشتركة في مدينة منبج بريف محافظة حلب شمال سورية، أمّا الروسيّ فقد أعلن منذ يومين أنَّ هناك حركةَ خروقاتٍ لاتّفاق وقف التصعيد في إدلب، ما فهمه التركيّ على أنّه رسالةٌ تُنذر بنهاية اتّفاقٍ مناطقيّ، فهل كان تسيير الدوريّة المشتركة مع أمريكا في منبج أُولى محطّات عودة التقارب الأمريكيّ ـ التركيّ بشأن الشمال السوريّ ككلّ بما فيه إدلب؟ وهل تستطيع واشنطن أنْ تضمن انخراطها بكلّ ثقلها في إدلب، أمْ إنّها ستركّز فقط على شرق الفرات؟.
تقول المعلومات الآتية من دمشق إنَّ واشنطن باركت ما يحدث في إدلب، وساهمت بشكلٍ كبير في قيادة حملةٍ سياسيّة ودبلوماسيّة وإعلاميّة ضدّ دمشق وحلفائها عندما أعلنت الأخيرةُ عن حشدها للقوّات وتسييرها نحو إدلب، الهدفُ كان جعل إدلب خطّ دفاعٍ متقدّم لشرق الفرات، بمعنى آخر وقف تقدّم القوّات السوريّة عند إدلب كي لا يكون شرق الفرات المحطّة التالية، وتصبح واشنطن في موقفٍ أصعب.
عودة الحديث عن خروقاتٍ لهدنة إدلب، وقيام النصرة بخرق الاتّفاق وعدم قدرة التركيّ السيطرة على جميع الجماعات؛ بل عدم قدرتها حتّى في حماية الجماعات “المعتدلة” المحسوبة عليها جعل فكرة معاودة قرع طبول الحرب تعودُ إلى وسائل الإعلام.
الروسيُّ وبأعصابٍ أتى بها من القطب المتجمّد، سيعمد إلى لعبة النَفَس الأخير مع التركيّ، إذ سيقول إنّه جرّب كلّ التفاهمات قبل العمل العسكريّ، وتوصّل إلى اتّفاقٍ مع التركيّ بضمان إشراف أنقرة على تنفيذ وقف التصعيد، لكن بما أنَّ هذا الاتّفاق مهدّدٌ بالفشل فلا مناصّ من عملٍ عسكريٍّ تباركهُ روسيا، وتُعبّدُ الطريقَ أمام دمشق لتحقيقه.
فهل ستعيد إدلب التقاربَ بين تركيا وأمريكا؟ ماذا لو أقدمت سوريّة وحلفاؤها على عملٍ عسكريٍّ مُفاجِئ؟ كيف ستتصرّف واشنطن؟ وهل المتغيّرات السياسيّة حاليّاً تسمح بعدوانٍ ثلاثيٍّ جديد على دمشق بذريعة كيماوي جديد؟ أمْ إنَّ غواية دمشق بما تمتلكه من معلوماتٍ عن المقاتلين الأجانب ستجعل الفرنسيّ والألمانيّ يفكرانِ جيّداً بالاعتزال عن لعبة ترامب؟.
آسيا