«قسد» تواصل التحشيد لرد اعتبارها بعد هزيمتها أمام داعش

«قسد» تواصل التحشيد لرد اعتبارها بعد هزيمتها أمام داعش

أخبار سورية

الأربعاء، ٣١ أكتوبر ٢٠١٨

واصلت «قوات سورية الديمقراطية- قسد» المدعومة من «التحالف الدولي» بقيادة أميركا، عملية تحشيد قواتها وترتيب صفوفها في شرق الفرات، في محاولة منها لاستعادة المناطق التي استردها منها تنظيم داعش الإرهابي مؤخراً.
وذكرت مصادر إعلامية معارضة، أن «قسد» استقدمت خلال الـ48 ساعة الأخيرة، أكثر من 500 من القوات الخاصة لديها ذات الخبرة القتالية العالية المنضوين في «وحدات حماية الشعب» الكردية و«وحدات حماية المرأة»، إلى محيط الجيب الأخير لتنظيم داعش في شرق نهر الفرات، وذلك في إطار التحضيرات للمعركة جديدة ضد التنظيم، التي من المرتقب أن تبدأ خلال الساعات القادمة. كما ذكرت المصادر، أن آلاف المسلحين التابعين لـ«قسد» انتشروا في محيط الجيب الخاضع لسيطرة التنظيم، إضافة إلى تحضيرات كبيرة في منطقة حقل التنك النفطي، واستقدام آليات وذخيرة ومعدات عسكرية، لإطلاق معركة جديدة، وإنهاء وجود التنظيم في الجيب الأخير له بشرق الفرات، والممتد من بلدة هجين وصولاً إلى الحدود السورية العراقية، ويضم الباغوز فوقاني والباغوز تحتاني والشجلة والمراشدة والسوسة والشعفة والبوبدران والبوحسن وهجين.
تأتي تلك التحشيدات والتحضيرات وسط عمليات قصف من «قسد» و«التحالف الدولي» على مناطق في جيب التنظيم، في محاولة لخلخلة صفوفه وتشتيته، قبيل بدء الهجوم على المنطقة.
وبدأت «قسد» في العاشر من أيلول الماضي بدعم من «التحالف الدولي» عملية عسكرية ضد تنظيم داعش في منطقة هجين، وتمكنت تلك القوات من التقدم والسيطرة على بلدات وقرى عدة، إلا أن التنظيم بدأ قبل أكثر من أسبوعين هجمات مضادة واسعة مستفيداً من عاصفة رملية في تلك المنطقة الصحراوية إلى أن استعاد الأحد كل المناطق التي خسرها.
من جهة ثانية، وفي عملية تبادل للأسرى بين «قسد» وداعش، أكدت المصادر أن سيارة جرى نقل أربعة مسلحين للتنظيم فيها نحو الجيب الأخير الذي يسيطر عليه، عادت دون معرفة ما بداخلها.
ورجحت المصادر أن عملية الإفراج عن الأسرى الأربعة لدى «قسد»، بين عصر أمس ومغيب شمس اليوم ذاته، جرت مقابل الإفراج عن أسرى ومختطفين لدى تنظيم داعش.
وكانت المصادر المعارضة، ذكرت أمس الأول أن رتلاً لـ«قسد» مر من محاور التماس مع تنظيم داعش، وأن 4 أسرى من التنظيم ممن أسرتهم «قسد» بوقت سابق خلال العمليات العسكرية في المنطقة، وجدوا ضمن آليات الرتل وهم معصوبو العينين ومكبلو الأيدي، ومن المرجح أن تتم عملية مبادلة بين التنظيم و«قسد» في المنطقة.
وأسفر الهجوم الأخير للتنظيم الذي بدأ يوم الجمعة حتى الأحد عن مقتل 72 مسلحاً من «قسد»، على حين أوقعت المعارك منذ العاشر من أيلول الماضي، نحو 500 قتيل في صفوف داعش وأكثر من 300 مسلح من «قسد»، بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض.
ومُني التنظيم خلال العامين الماضيين بهزائم متلاحقة في سورية، ولم يعد يسيطر سوى على جيوب محدودة في أقصى محافظة دير الزور وفي البادية السورية شرق حمص.
وفي السياق، عزز العراق، قواته المنتشرة على الحدود مع سورية، بقوى عسكرية إضافية لتأمين الشريط الحدودي، وأكبر حقول الغاز الطبيعي في البلاد، غربي الأنبار، لإفشال أي محاولات لتسلل مسلحي تنظيم داعش من المواقع السورية التي وقعت تحت سطوتهم حديثاً.
وأكد قائم مقام قضاء القائم، أحمد جديان، وفق وكالة «سبوتنيك»، أنه «بعدما سيطر تنظيم داعش، على مواقع في الأراضي السورية، بالقرب من العراق، انتشرت قطاعات الحشد الشعبي الموجودة في القائم، غربي الأنبار، على الساتر الحدودي في ناحية الرمانة».
وألمح إلى أن قسماً من مقاتلي الحشد العشائري، تم تحريكهم إلى حقول عكاز أحد أضخم حقول الغاز الطبيعي العراقية، لتأمينها.
إلى ذلك، وفي سياق حالة الفلتان الأمني في مناطق سيطرة «قسد»، قتل مدني وجرح خمسة آخرين بإطلاق نار مسلح من «وحدات حماية المجتمع» التابعة لـ«مجلس الرقة المدني» في مدينة الرقة، بحسب وكالات معارضة.
وفي السياق ذاته، ذكرت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي أن مسلحي «قسد» داهموا منزل أحد أهالي مدينة الرقة، وسرقوا مبلغاً من المال وبعض المجوهرات بقيمة 8 ملايين ليرة سورية.
وأشارت تلك الصفحات إلى انتشال 3 جثث جديدة من تحت أنقاض مدينة الرقة تعود لمدنيين قضوا إثر قصف طائرات «التحالف الدولي» المدينة أثناء سيطرة داعش عليها سابقاً.