مبعوثها التقى الجربا في القاهرة.. و«جيش الإسلام» يواصل إحياء نفسه … أميركا تستنهض حلفاءها في الشمال

مبعوثها التقى الجربا في القاهرة.. و«جيش الإسلام» يواصل إحياء نفسه … أميركا تستنهض حلفاءها في الشمال

أخبار سورية

الخميس، ٢٥ أكتوبر ٢٠١٨

في إطار محاولات الولايات المتحدة لاستنهاض حلفائها في شمال البلاد، التقى المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية جويل ريبورن برئيس تيار «الغد» المعارض أحمد الجربا، في حين واصلت ميليشيا «جيش الإسلام» إعادة إحياء نفسها بشكل مسلح ومنظم في ريف حلب الشمالي، وأجرى متزعموها في إطار سياسة تبديل الولاءات زيارة إلى إحدى الولايات التركية.
ومنتصف نيسان الماضي، خرج مسلحو «جيش الإسلام» الرافضين للتسوية من مدينة دوما آخر معاقل المسلحين في غوطة دمشق الشرقية، بعد سنوات شكلت فيها الميليشيا تهديداً لحياة المدنيين في العاصمة لكثافة القذائف التي تعرضوا لها من قبل «جيش الإسلام»، وغيره من الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية.
وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، أمس، أنه حصل على معلومات من مصادر موثوقة أكدت أن «جيش الإسلام» عاود هيكلة صفوفه وإقامة مقار عسكرية له في شمال البلاد.
وأوضح، أن الميليشيا عمدت إلى شراء كميات جديدة من الأسلحة والذخائر، في منطقة الباب بالقطاع الشمالي الشرقي من ريف حلب، وذلك من ميليشيا أخرى ينحدر معظم مسلحيها من محافظة دير الزور، وتعمل ضمن الميليشيات المؤتمرة بأمر تركيا بريف حلب الشمالي.
واعتبر «المرصد» أن هذه التحركات الجديدة لـ«جيش الإسلام»، جاءت بعد المستجدات في وضع الميليشيا منذ بدأت بشراء الأسلحة والذخائر في أيلول الماضي عند وصولها إلى الشمال.
وسبق لـ«المرصد»، أن ذكر في 10 الشهر الفائت أن «جيش الإسلام» استلم نقاط تماس مع الجيش العربي السوري وحلفائه في القطاع الشمالي الشرقي من ريف حلب، وبلغ تعداد النقاط أكثر من 10 نقاط، في منطقة تادف ومحيطها، عقب اجتماع جرى بين متزعميه ومتزعمي ميليشيا «تجمع أحرار الشرقية».
وفي الثالث من أيلول أيضاً ذكر «المرصد» أن «جيش الإسلام» عمد إلى فتح مقر كبير له في مدينة عفرين، الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الموالية لتركيا، وحول المقر إلى جحور له وعمد لنشر مسلحيه وذلك بعد خسارته لوجوده بالكامل في الغوطة الشرقية قبل أشهر.
في الغضون، زعمت إحدى الصحف التركية أن متزعم «جيش الإسلام» عصام البويضاني ونائبه علي الحسيني، ومعاونه أنس شيخ بزينة، التقوا برئيس بلدية دوزيتشي، أوكيش ناملي التركية في ولاية العثمانية، ونقلت صورًا للزيارة في منطقة الحدود السورية التركية جنوب تركيا.
ووفق الصحيفة، فإن الزيارة تمت أول من أمس واستقبلهم أيضاً كل من رئيس بلدية منطقة أتلان، سليمان يلدرم، ورئيس بلدية منطقة بورسكيلي، مصطفى يارل.
وربط مراقبون بين الزيارة «السياحية» وإعادة تسليح «جيش الإسلام»، معتبرين أنها محاولة لشراء صفقات سلاح أكبر.
ومن المعروف أن ولاء «جيش الإسلام» أثناء تحصنه في غوطة دمشق الشرقية كان للنظام السعودي، إلا أنه وبعد خروجه من الغوطة إلى شمال البلاد بدأ أن هذا الولاء بات للنظام التركي، في مقابل سماح الأخير له بالدخول إلى المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الموالية لاردوغان.
وتشهد مناطق ريف حلب الشمالي سيطرة للميليشيات المدعومة من تركيا على حين يشهد ريف حلب الشمالي الغربي سيطرة لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي ويخضع مع إدلب إلى «اتفاق إدلب» الذي تم الإعلان عنه في 17 أيلول الماضي.
من جهة ثانية التقى رئيس «تيار الغد» المعارض أحمد الجربا، في القاهرة، مع المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية، لبحث تطورات الأوضاع في الساحة السورية، بحسب بيان للمكتب الإعلامي للتيار ذكر أن الطرفين «تباحثا بشكل معمق وبناء حول الشأن السوري حيث قدم جويل شرحاً مفصلا للرؤية الأميركية الجديدة حول الأوضاع في سورية، كاشفا عن وجود إستراتيجية جديدة لواشنطن في الساحة السورية».
وشدد الجربا بحسب البيان على «ضرورة تنفيذ الحل السياسي الدائم في سورية والعمل على تحسين الظروف المعيشية والإنسانية للسوريين ومكافحة الإرهاب»، مشيراً إلى أهمية تفعيل عمل لجنة مناقشة الدستور الحالي بما يحقق طموحات الشعب السوري.
وتناقش الطرفان وفق البيان حول «الوضع العام في منطقة شرق الفرات»، وأطلع الجربا المسؤول الأميركي على ما سماه «الجهود التي يبذلها تيار الغد لحقن دماء السوريين، ودعمه للحل السياسي للأزمة عبر المسار التفاوضي».
ويوجد مسلحون تابعون لتيار الجربا مع قوات «سورية الديمقراطية -قسد» في شمال شرق البلاد، يأتمرون بأوامر «التحالف الدولي» الذي تقوده أميركا بزعم مكافحة الإرهاب.