«السكن الجامعي» في دمشق.. شكاوى تتكرر ومعالجات قاصرة!!

«السكن الجامعي» في دمشق.. شكاوى تتكرر ومعالجات قاصرة!!

أخبار سورية

الاثنين، ٢٢ أكتوبر ٢٠١٨

معذى هناوي:
المدينة الجامعية بيت الطالب المقيم والبيئة التي يعيش فيها الطلاب القادمون من مختلف مناطق سورية، وتحديداً من حالفهم الحظ في الحصول على سكن جامعي منهم، وفق معايير القبول والسكن لكل الطلبة والمراحل التعليمية من السنة الأولى وحتى الدرجات العليا من الشهادات العلمية مع بعض الاستثناءات التي تراعي بعض الحالات التي ترى إدارة المدينة ضرورة في تسكينها.. ومع بدء العام الدراسي من كل عام واستقرار الطلبة في السكن لابد من أن تواجههم بعض المعاناة في السكن التي تكررت ولاسيما خلال الأزمة بدءاً من الازدحام وزيادة عدد المقيمين في الغرفة الواحدة الذي يتجاوز الحد المسموح بالنصف تقريباً، كأن يقيم في الغرفة الواحدة من 8-10 طلاب ما يجعل من الإقامة والسكن بيئة غير مساعدة على التحصيل العلمي وغياب الظرف الملائم للمتابعة رغم كل المسوغات التي يسوقها المعنيون في إدارة المدينة كمحاولة استيعاب أكبر قدر ممكن من الطلبة ذوي الحاجة الماسة للسكن ولاسيما القادمين منهم من محافظات أخرى وعدم مقدرتهم على تأمين سكن بديل وارتفاع أجور السكن والاستئجار، ومع ذلك يرى الكثيرون من الطلبة أن كحل المدينة الجامعية خير من عمى إيجار الشقق والبيوت.. ومن المعاناة والشكاوى التي تتكرر أيضاً تردي الحالة الفنية لبعض الوحدات السكنية وتكرار الأعطال فيها وتعذر الاستجابة السريعة لورشات الصيانة، حيث تكثر شكاوى الطلاب من تردي دورات المياه وأعطالها الدائمة لسوء حالتها الفنية، إضافة إلى الكهرباء ومشكلاتها وأعطالها والتأخر في عمليات التنظيف وترحيل القمامة، ما يؤدي لانتشار الحشرات الزاحفة، وفي هذه الحالة سنكون منصفين إذ إن النظافة لا تقع فقط على عاتق إدارة المدينة وحدها ذلك أن النظافة مسؤولية الجميع وعلى الطلبة في هذه الحالة مساعدة الإدارة والتعاون معها في الحفاظ على النظافة وكذلك الاهتمام بالحالة الفنية للخدمات الموجودة والمحافظة على دورات المياه والكهرباء بالاستخدام الأمثل لها وعدم الاستهتار من قبل بعض الطلبة في الحفاظ على هذه البيئة السكنية في حالة الجاهزية الدائمة والصيانة الذاتية وترشيد الاستخدام المفرط للمياه والعناية باستخدام المصاعد في ظل تعذر الصيانات السريعة للخدمات والحفاظ على المقاعد والمقاصف وقاعات المطالعة وبحيث يكون الطلبة متعاونين قدر الإمكان في ظل الموارد المحدودة لعمليات الصيانة وغيرها وبما يخلق بيئة سكنية مريحة لهم والتعامل مع كل الموجودات في المدينة الجامعية على أنها بيتهم الثاني. وفي المقابل على المعنيين المسارعة لإيجاد الحلول الدائمة للمشكلات والشكاوى وخاصة منها المتكررة كأعمال الصيانة ولاسيما أن العمر الزمني للمدينة الجامعية لعقود أربعة خلت أصابت بعض وحداتها السكنية بمشكلات القدم ما يتطلب إيجاد الحلول الجذرية التي من شأنها أن تخفف من فاتورة الصيانات المتكررة لخدماتها الفنية وتكلفها المرتفعة انطلاقاً من أن الكحل بات لا كما يقال أفضل من العمى، وبما يتطلب صيانات جذرية للوحدات السكنية والتوسع في بناء الوحدات السكنية لمواجهة الأعداد الكبيرة من الطلبة وسد حاجتها من السكن واللجوء إلى آخر حلول الاستشفاء بالكي للحد قدر الإمكان من شكاوى ومعاناة الطلبة القاطنين.. هذه المتابعة لمحرري دائرة الرقابة الشعبية تلقي الضوء على هذه الشكاوى والمعاناة وعلى الإمكانية في كيفية الوقاية والمعالجة من خلال جولة في أرجاء المدينة ووحداتها السكنية والاستماع إلى شكاوى الطلاب، وإلى كيفية رد المعنيين في إدارة المدينة على هذه الشكاوى وخصوصاً فيما يتعلق بشكوى الطلاب القديمة والمتعلقة بالنهر المكشوف الذي يخترق المدينة والذي يشكل بيئة حاضنة لكل أنواع الملوثات من الجرذان والقوارض وليس انتهاء بالحشرات وما يمكن أن ينتج عنها من عوامل ممرضة تصيب الطلبة بمختلف الأمراض المعدية وخصوصاً في ظل انتشار حالات مرضية كثيرة وعودة بعض الأمراض الناجمة عن الحشرات كاللاشمانيا وغيرها من الأمراض.. تلك المشكلة التي استعصت بحلها على الإدارات المتعاقبة للمدينة وباتت مستحيلة الحل، علماً أن حلها يتمثل بسقف النهر بالحد الأدنى للحد من تلويثه للبيئة وللمدينة الجامعية بشكل خاص، وهو ما يأمله الطلاب المقيمون من الإدارة إلى جانب صيانة الأعطال الفنية لدورات المياه والكهرباء وغيرها من الخدمات.