بين شكاوي الأهالي وجهود ورشات الصيانة.. تداعيات الأمطار الغزيرة بحاجة لحلول جذرية لا إسعافية

بين شكاوي الأهالي وجهود ورشات الصيانة.. تداعيات الأمطار الغزيرة بحاجة لحلول جذرية لا إسعافية

أخبار سورية

الأحد، ٢١ أكتوبر ٢٠١٨

اختناقات مرورية.. طوفان أنفاق وسيول جارفة.. انهدام بعض البيوت وتضرر سيارات.. تجمعات مياه تعيق الحركة.. ومواطنون منتشرون للإصلاح والتنظيف أمام بيوتهم.. هذا حال العديد من مناطق دمشق مع أول هطل للأمطار الغزيرة يوم أمس.
 
الحالة ليست جديدة فقد شهدت بعض أحياء دمشق حالة مشابهة خلال الصيف الفائت عندما هطلت أمطار إعصارية تسببت بإرباك شديد وأضرار بالغة بالمنازل والممتلكات العامة والخاصة كما أن بداية موسم المطر في المواسم السابقة شهدت حالات مشابهة.
 
المشهد يبدأ بالمطر ثم شكاوى المواطنين من تداعيات الهطلات الغزيرة على ممتلكاتهم وحياتهم اليومية وينتهي بحلول إسعافية ينتهي مفعولها مع انتهاء المشكلة وتعود للظهور في العام التالي وفق رأي الكثير من المواطنين الذين التقتهم كاميرا سانا والذين أكدوا أنهم اشتكوا مراراً للبلديات دون فائدة.
 
منطقتا وادي السفيرة والسد في ركن الدين من أكثر المناطق شهرة على وسائل التواصل الاجتماعي وكاميرات الموبايلات الفردية التي تصور معاناة سكانهما كل مرة مع السيول الجارفة بسبب الطبيعة المنحدرة بشكل عام ولدى حدوث السيول تنجرف التربة والصخور الكبيرة لتتجمع في ساحات المنطقة قاطعة الطرقات المتفرعة عنها ما يعني أضرارا ضخمة وتغيبا للأهالي والأطفال عن أعمالهم ومدارسهم لعدة أيام وفق رأي العم سامر زهرة من أهالي المنطقة.
 
ولا ينكر زهرة أن ورشات الصيانة تعمل على مدار الساعة لكنه يشدد على أن هذا العمل غير كاف مقارنة بحجم الضرر وتكرره لذلك الوضع بحاجة لحل جذري وبحسب رأيه يتحمل الأهالي جزءاً من المسؤولية نتيجة إهمالهم لنظافة الحي وتراكم القمامة على مجارير الصرف الصحي ما يؤدي إلى إغلاقها وبطئها في التسليك أو تعطلها عن العمل.
 
الزفت الحديث في بعض شوارع المنطقتين تعرض للتكسير والاقتلاع من مكانه نتيجة السيول وانهارت الأدراج الصغيرة الموجودة بين المنازل حسب سليمان ديوب من أهالي الحي والذي أوضح أن “أصحاب البيوت حاولوا مساعدة مالكي السيارات بإنزال وسائل النقل إلى الساحات وقمنا بصنع حائط استنادي لتخفيف الضرر عن المنازل عندما سمعنا بالمنخفض” معرباً عن عدم قناعته بالحلول الإسعافية المؤقتة التي يقدمها المعنيون الذين لا يعودون للمنطقة سوى عندما تتكرر المشكلة.
 
ومنذ 6 أشهر أي في نيسان الماضي شهدت منطقة وادي السفيرة سيولا جارفة أيضاً أدت إلى جرف العديد من السيارات وإصابة شخصين وجرف امرأة في الطريق والذين تلقوا العلاج فيما بعد بمشفى ابن النفيس حسب تصريح مصدر في قيادة الشرطة آنذاك.
 
من جهة أخرى تسببت الأمطار الغزيرة بإغلاق بعض الأنفاق المرورية ووجود عدد من السيارات بداخلها منها نفق الأمويين وشارع الثورة والمواساة وجزء من نفق الفحامة وانتشرت مساء أمس صور لفوج إطفاء دمشق يقوم بإخراج بعض الأشخاص العالقين في سياراتهم ضمن نفق المواساة.
 
الكثير من الشوارع الفرعية في المناطق السكنية مثل ركن الدين والمزة والجسر الابيض والبرامكة وغيرها امتلأت ببرك المياه المعيقة للحركة بشكل كبير وعن ذلك أكد العديد من المواطنين أنهم يتعاونون فيما بينهم لحماية ممتلكاتهم من الضرر وإيجاد طرق لعبورهم الطرقات معربين عن قلقهم بالقول: “إذا أول مطرة هيك صار شو رح تعمل المحافظة إذا كانت كل الشتوية هيك”.
 
وفي المقلب الآخر يتوزع عمال وورشات الصيانة ضمن الأنفاق منذ الصباح لتصريف المياه وعمال التنظيف في الشوارع لإزالة مخلفات السيول الجارفة وعمال تصليح الصرف الصحي لتسليك المجارير.
 
في شارع بيروت أشار العامل نضال أحمد من ورشة النظافة التابعة للمحافظة في حديثه لـ سانا إلى أن قسم الشطف يقوم منذ الصباح الباكر بتنظيف الشوارع من بقايا الأتربة والحصيات الصغيرة لتسهيل حركة عبور المواطنين والسيارات مؤكداً أنهم لن يتوقفوا عن العمل حتى يتم تنظيف المدينة بالكامل.
 
وتبذل ورشات الصرف الصحي جهدها في نفق الثورة لفتح “الريكارات” وضخ المياه فيها بقوة لتدفع الأوساخ والأتربة المتراكمة داخلها والتي سببت انسدادها حسب العامل خالد محمود الذي أوضح أن العمال يتناوبون منذ مساء أمس وحتى اليوم لإعادة تسليك الريكارات في كل الأماكن المتوقفة فيها.
 
وأشار عمال الصرف الصحي الذين يواصلون العمل في وادي السفيرة في ركن الدين وآخرون على طريق مساكن برزة وشارع صلاح الدين إلى أنهم باشروا بتجميع الردميات منذ إبلاغهم بأن طرقات المنطقة مغلقة وهم بانتظار سيارات الترحيل لنقلها وأن العمل مستمر على مدار الوقت حتى يتمكن الأهالي والطلاب من العودة لحركتهم الطبيعية إضافة للتركسات الصغيرة التي تعمل في المناطق الضيقة أو الجبلية.
 
وتبقى المشكلة برسم المعنيين في المحافظة والإدارة المحلية لأن مرور المنخفض الجوي الأول في هذا العام بنسبة أضرار ضمن حدود السيطرة لن يبرر لهم تجاهل شكاوى المواطنين وتراجعهم عن مطالبهم بوضع مصدات استنادية وصب مجرى المياه بالاسمنت المسلح في المناطق الجبلية وتهيئة الريكارات وتوسعتها لتستوعب كميات المياه الغزيرة وزيادة عدد عمال البلديات والجرافات التي تساهم بشكل او باخر في حل هذه المشكلة.
 
سكينة محمد وندى عجيب