طيران "اسرائيل" .. طيور لن تطير بعد اليوم .. نهاية ماساوية ومصير ميركافا

طيران "اسرائيل" .. طيور لن تطير بعد اليوم .. نهاية ماساوية ومصير ميركافا

أخبار سورية

الجمعة، ٢٨ سبتمبر ٢٠١٨

سمعت ان الطيور التي توقفت عن فعل الطيران عبر الزمن ضمرت أجنحتها وترهل جسمها وصارت دجاجا .. أما الطيور التي حافظت على عناق السماء .. فانها حافظت على رشاقة أجسامها وقوة أجنحتها ..
ويبدو ان الطيران الاسرائيلي سيتوقف عن الطيران بعد اليوم ولذلك فانه سيفقد رشاقته وتضمر اجنحته ويتحول في الشرق الى دجاج الشرق الأوسط؟؟ فالطيران الاسرائيلي لم يعد بحاجة الى التحليق لضرب المصريين وعبور سيناء بعد ان عبر الاسرائيليون على جسور الدفرسوار وكامب ديفيد وصاروا سياحا في بلاد جمال عبد الناصر .. ولم يعودوا طبعا بحاجة للتحليق لضرب الجيش الاردني في الشرق الذي دمره ملك السيفيليس لهم وحوله الى جيش لحفظ السلام في مناطق ضبط النزاعات التي تشرف عليها الامم المتحدة .. وطبعا فان الضفة الغربية التي يحكمها اوسلو ليس فيها الا بنادق لشرطة وهذه لاتحتاج طيرانا لضربها .. أما العراق فانه بعد نشر الحرية والديمقراطية صار جيشا من الطوائف وبلا طائرات ولادبابات .. لأن سلاحه الامريكي لم يسمح له حتى بقتال "داعش" مما اضطر العراقيين للجوء الى الحشد الشعبي..
وحدها جبهة الشمال لايمكن ان يأمن الاسرائيليون جانبها .. هناك السوريون وحزب الله الذين لايتعبون من لعبة الحرب مع الغزاة .. وهناك تدفن الاساطير الاسرائيلية ..فبعد نهاية أسطورة الجيش الذي لايقهر حاول الجيش الذي لايقهر ان يبني شئيا جديدا لايقهر سماه لواء غولاني .. رآه العالم مقطعا يبكي على أبواب بنت جبيل ومارون الراس .. وهناك التقطت الميركافا بالصاروخ الروسي الذي أنهى مسرة حياتها في بداية مشوارها .. فالميركافا لن تنسى طعم الموت في وادي الحجير الشهير .. حيث انتهت سمعة المدرعات الى الابد .. وصار مصيرها الأسود مضرب المثل فيقال (مثل محرقة الميركافا) على (وزن محرقة الهولوكوست) رغم ان الأولى حقيقية والثانية أسطورة .. ويتمنى الاسرائيليون لو ان الأولى اسطورة والثانية حقيقية !!..
لم يبق لدى سلالات عصابات الهاغاناة بعد سبعين سنة سوى الطيران الحربي الذي كان يتمرجل علينا لأننا كنا مشغولين في ألفي نقطة احنكاك مع ارهابيي العالم .. وكان طيران الهاغاناة يريد ان يقنعنا أنه الطيران الذي لايقهر .. للجيش الذي كان لايقهر .. وكان واضحا من ضرباته الخاطفة أنه يريد بناء سمعة واسطورة للطيران الذي لايقهر دون ان يتورط بحرب كبيرة بعد نهاية اسطورة الجيش الذي لايقهر والدبابة التي لاتقهر (الميركافا)..
اليوم هناك موعد بين طائرات "اسرائيل" وبين السيد اس 300 الذي يحب ان يقطف الطائرات وهي في حالة اقلاع فوق مطاراتها .. لأن بطارية واحدة عند دمشق ستجعل اذرع الشام الصاروخية تتمدد الى أجواء تل أبيب وحيفا ومابعد حيفا .. وتقطف الطائرات وهي لاتزال تقلع او تحبو ..
لم يعد لدى "اسرائيل" أسطورة تعيش عليها الا اسطورة التوراة واسطورة الربيع العربي التي انتهى اسلاميوها محاصرين في ادلب السورية .. وبعد ان دخلت الميركافا المتحف العسكري .. ويقال ان المصانع الاسرائيلية التي تصنعها تحاول بيعها كبلدوزرات لأنه في زمن الكورنيت الروسي ستختبئ كل الدبابات وتتنكر بلباس السيارات السياحية والشاحنات التي تنقل الخضار والبطاطا .. والا فانها كدبابات ستتحول الى وجبات على موائد حزب الله وتكون ألذ الأطباق هي وجبة (الميركافا بعظم الكورنيت الروسي في صلصة وادي الحجير) ..
الطائرات الاسرائيلية ستدخل محنة الى أجل غير مسمى لأن مشاويرها الى الشمال ستتوقف .. ولأن استعراضات عضلاتها ستنتهي .. لأن السيد اس 300 لايحب المزاح مع الطائرات ذات الدم الثقيل .. ولايحب ابدا ان يشم رائحة التوماهوك يحوم على بعد 250 كم .. فالسيد اس 300 لايطير الا ليصطاد طائرة أو صاروخا .. ولذلك فانه وفق منطق التطور ستضمر أجنحة الطيران الاسرائيلي لقلة الطيران والاستعمال لأن الطيران في المجال الجوي فوق فلسطين المحتلة ليس كافيا بعد أن كان الطيران الاسرائيلي يطير الى تونس والى العراق ليضرب أهدافه .. ولكن خلت المنطقة العربية من اي هدف يطير اليه طيران"اسرائيل" .. بعد (تحرير المعارضة العراقية لبغداد بالدبابات الامريكية .. وبعد تحرير فلسطين من الكفاح المسلح في اوسلو .. وبعد ضرب روح القتال غرب قناة السويس منذ ضربة كامب ديفيد .. ومنذ انهيار العالم العربي في ربيعه المشؤوم) .. والمجال الوحيد لطيران "اسرائيل" لبتمطط ويفرد اجنحته ربما اليمن لأن الطائرات التي تقصف اليمنيين ليست كلها سعودية بل هناك طائرات اسرائيلية تعمل في مطارات آل سعود وتمرن أججنحتها .. ولكن يبدو أن مستقبل الطيران الاسرائيلي اسود .. وستتحول طائراته الى دجاج المطارات الاسرائيلية المترهلة ..
طبعا لم نحدثكم بعد عما يمكن أن يفعله اس 400 واس 500 أو اس 600 اذا قرر نتنياهو ان يسخن رأسه ويطير شمالا بطائرة اف 35 .. أو عندها أظن أن التاريخ سيتحدث عن وجبة جديدة وعن طبق من اطباق الحروب في الشرق يسمى (اس 300 في ف35 مع صلصة الأسد) وسيقول المؤرخون بعدها: ان"اسرائيل" كانت تملك قوة جوية .. ولكنها صارت من الذكريات .. كما صارت الميركافا .. وكما ستصير "اسرائيل" ذاتها يوما ما .. ذكريات ..
الى رجال ال اس 300 .. واس 400 على الارض السورية .. أهلا بكم .. الأرض لنا والسماء صارت لكم .
نارام سرجون