في مراكز المفاضلة الجامعية..الأبناء مشـتتون بيــن رغبات الأهل وميولهم د. محمــد: يجب علــى الأهـل إعطـــاء هامــش الاختيار

في مراكز المفاضلة الجامعية..الأبناء مشـتتون بيــن رغبات الأهل وميولهم د. محمــد: يجب علــى الأهـل إعطـــاء هامــش الاختيار

أخبار سورية

الخميس، ٢٠ سبتمبر ٢٠١٨

سراب علي:
ما إن أعلن عن مفاضلة هذا العام حتى تأهب الأهل وكما كل عام للتوجه مع أبنائهم إلى مراكز المفاضلة لمساعدتهم -كما يقولون- في اختيار الفرع الذي سيدرسون، وفي مراكز المفاضلة الصراع بين الأهل والأبناء سيد الموقف، فميول الآباء في اختيار الكليات الهندسية والطبية لا تتقارب مع رغبات الأبناء، وحلم هذا الأب في أن يصبح ابنه مهندساً مثله ليس كرغبة ابنه الذي يحلم بدراسة الكيمياء.
يدونون رغباتهم ولكن..
يبدو أن نقاش الطالب سعيد بدور مع أهله في المنزل لم يكن كافياً ليكتمل أثناء التسجيل للمفاضلة، حيث لم يستطع أن يقنع والديه بأنه يفضل دراسة الكيمياء وليس الهندسة كما يريدون.
(هاد فرع بحبه خليني حطه أول رغبة وبعدين بحط الهندسة متل مابدك) هذا ما قاله الطالب مصطفى لوالده الذي رافقه في التسجيل ليأتي الجواب من الوالد: ألا تريد أن تكون مهندساً مثلي ويفتخر بك الناس.
لا تزال هبة شكوحي مترددة في أن تضع الحقوق أولى الرغبات التي تريدها أو أن تستجيب لرأي والدها الذي يفضل أن تدرس ابنته الهندسة الزراعية.
وقال الطالبان علي سطوف ووسيم الشمالي إنهما يحترمان آراء أهلهما، ولكن لا يستطيعان أن يسجلا الرغبات التي يريدها الأهل, فبعد نقاش استمرَّ يومين بين علي وأهله، استطاع أن يقنعهم بوضع الرغبات التي يريد وأن يأتي بمفرده إلى مركز التسجيل.
لتقتنع الطالبة (حلا.ع) بكلام والديها بأن دراسة الأدب الإنكليزي أفضل لها من دراسة التاريخ، لأنّ مجالات العمل بشهادتها لاحقاً أفضل في القطاعين العام والخاص ولاسيّما التدريس وتقول حلا: استطاع والداي أن يقنعاني بدراسة الأدب الإنكليزي بالرغم من أنني كنت أفضّل أن أدرس التاريخ، لأنني أجد في دراسته المتعة، ولكنني أحترم خبرة أهلي فهم أكثر دراية مني.
غير قادرين على الاختيار الصحيح
بينما قالت والدة إحدى الطالبات إنها لا تتدخل باختيار الفرع الذي ستختاره ابنتها وأنها تثق باختيار ابنتها وستكون مسؤولة عن اختيارها.
وتقول والدة الطالب سعيد بدور التي رافقته إلى مركز التسجيل في الجامعة: إن الأبناء لا يقتنعون بسهولة بأن مساعدتهم في اختيار رغباتهم في مصلحتهم، ويجب أن يتطلع الطالب للفرع الذي له مكانته في المجتمع.
ويضيف السيد أحمد. ع والد الطالبة (حلا .ع): من الضروري أن يتدخل الأهل في اختيار رغبات أبنائهم، لأن الأبناء في هذه المرحلة غير قادرين على اتخاذ القرار السليم، بل يجب مناقشتهم ومحاورتهم لإقناعهم بما يناسبهم كي لا تضيع فرصهم.
أعطهم الثقة
أسباب عديدة تدفع الآباء والأمهات للتدخل في اختيار رغبات أبنائهم الدراسية كما يقول الدكتور أسامة محمد رئيس قسم علم الاجتماع في جامعة تشرين، ولهم الدور الكبير في مساعدتهم لتحديد مستقبلهم ورغباتهم في اختيار الأفضل بالنسبة إليهم، ورؤيتهم أفضل منهم وفي أعلى المناصب العلمية، لهذا نجدهم يتدخلون في تحديد التخصّص الذي سيلتحق به أبناؤهم من دون النظر إذا ما كان هذا التخصص يناسب ميول الطالب العلمية أو يتناسب مع قدراته العقلية.
مشيراً إلى أن تدخل الأهل في رغبات أبنائهم ليس حديثاً، فمنذ عشرات السنين هذا الأمر موجود، فالكثير من الأهل يعتقدون أن أبناءهم غير قادرين على اختيار الفرع المناسب، كما أن التدخل قد يكون من المحيط كالأقارب والإخوة الأكبر للطالب، وهذا طبعاً له تأثير على مستقبل الطالب وحياته الجامعية وعلى حياته العملية فيما بعد.
وتابع قوله: قد تكون رؤية الأهل صحيحة وقد يكونون محقّين في تحديد رغبات أبنائهم، لأن بعض الطلبة يضع رغباته بطريقة غير مدروسة أو نتيجة الاندهاش والفرح بالدرجات التي حصل عليها لهذا يكون غير قادر على الاختيار، ولأسباب أخرى، وقد يكون كلام ورأي الأهل صحيحاً ولكن ليس دائماً، لذا يجب على الطالب أن يقنع أهله أنه قادر على الحضور بمفرده وأنه قادر على تحمل مسؤولية اختياره، وفي المقابل يجب أن يترك الأهل لهم حرية الاختيار والاعتماد على الذات وعدم التحكُّم في القرارات وإعطاءهم هامش الاختيار ليشعر الطالب أن أمامه مسؤوليات كثيرة ويجب عليه أن يحسن اختياره. وختم قوله: لابد من إعطاء الثقة للأبناء فالشاب في عمر الـ 18سنة لديه من الوعي ما يكفي لتحديد مستقبله واختيار الفرع الذي يريد، لذا يجب على الأهل ألا يرهقوا أنفسهم بالتواجد مع الطالب أثناء التسجيل للمفاضلة، فهناك لجان إشراف ولجان تنظيم موجودة في مراكز التسجيل للمفاضلة لمساعدة الطالب.