«مداد»: قمة طهران كشفت عن تباين بين الدول الضامنة لـ«أستانا» حول إدلب

«مداد»: قمة طهران كشفت عن تباين بين الدول الضامنة لـ«أستانا» حول إدلب

أخبار سورية

الاثنين، ١٠ سبتمبر ٢٠١٨

اعتبر «مركز دمشق للأبحاث والدراسات- مداد» أن قمة طهران التي جمعت رؤساء الدول الضامنة لمسار أستانا كشفت عن «هُوَّة» أو «تبايُن» كبير في مواقف رؤساء البلدان المجتمعة حول إدلب، ورأى أن أخطر ما ظهر في الموقف التركي هو قول أردوغان، أن بلاده سوف تواصل وجودها في مناطق من شمال سورية.
وجاء في ورقة للمركز بعنوان: «سجال طهران: الموقف بين روسيا وإيران وتركيا إزاء إدلب» وتلقت «الوطن» نسخة منها: أن قمة طهران التي جمعت رؤساء إيران محمد حسن روحاني وروسيا فلاديمير بوتين وتركيا رجب طيب أردوغان يوم الجمعة الفائت «بدت صريحة وكاشفة عن «هُوَّة» أو «تبايُن» كبير في مواقف رؤساء البلدان المجتمعة حول إدلب، وقد انعقدت القمة وعلى أجندتها بند واحد تقريباً، وهو إدلب».
ووفق الورقة التي أعدها رئيس قسم الدراسات السياسية في المركز، عقيل محفوض، فقد «برزت توقعات بشأن إمكانية التوصل إلى «خريطة طريق» نهائية لحل مشكلة إدلب، بالسياسة وبأقل قدر ممكن من العمل العسكري، ربما على غرار ما جرى في المنطقة الجنوبية».
وفي هذا الإطار لفتت الورقة إلى ما قال أردوغان: إن «تركيا مصممة على حماية وجودها في المنطقة لحين ضمان وحدة سورية السياسية والجغرافية والاجتماعية بالمعنى الحقيقي».
وأضافت: «هذا يعني أن لا نية لدى تركيا بالمغادرة، وأن خروجها من إدلب لن يكون نهاية المطاف لسياساتها ورهاناتها في الشمال».
وبحسب الورقة فإن «أردوغان يلعب على الموازنة بين الرغبة الروسية والإيرانية من جهة، وبين الإكراهات الأميركية والغربية وضغوط الرأي العام والاعتبارات الإنسانية من جهة أخرى. ويحاول أردوغان أن «يمرر» خلال ذلك أموراً و«يُثَبِّتَ» أفكاراً قد يعني تنفيذُها «إجهاضَ» خطة استعادة إدلب برمتها».
وبحسب الورقة، فإن القمة كشفت عن مراوحة في تفاهمات أستانة، وفي المداولات حول إدلب، وأظهرت اختلافاً كبيراً في الرؤية والمقاربة للأزمة حول إدلب وللأزمة السورية ككل، إذ أظهر الحليفان الروسي والإيراني عزماً وثباتاً تاماً في موضوع إدلب، الأمر الذي وضع أردوغان في موقف مشوش ومرتبك بعض الشيء».
ورأت الورقة أنه ظهر فيما بثّته التلفزة مباشرة أن القمة بين الرؤساء شهدت لبعض الوقت «سجالاً منضبطاً» ولكنه «كاشفٌ» بين الرئيسين الروسي والتركي، سجال أعطى الانطباع بأن رؤساء إيران وروسيا وتركيا أقرب للافتراق منهم للالتقاء، على الرغم من الإعداد والتحضير المديدين للقمة».
واعتبرت، أن القمة منحت أردوغان فرصة أخرى لتدبر أموره في إدلب، ولكن لم يتضح في أي سياق سوف يتم ذلك، بمعنى كيف سيكون إلقاء السلاح، ومن هو الضامن: هل هو تركيا، وإلى أي حد يمكن أن يلتقي ذلك مع مقترح أردوغان الذي أوردته جريدة صباح التركية صباح يوم القمة؟
وأشارت إلى ما قاله أردوغان: إن بلاده سوف تواصل وجودها في مناطق من شمال سورية إلى أن يتأكد له عودة الاستقرار إلى سورية وزوال «التهديد الكردي»، لافتة إلى أن هذا يعني أن لا نية لدى تركيا بالمغادرة، وإن خروجها من إدلب لن يكون نهاية المطاف لسياساتها ورهاناتها في الشمال، معتبرة أن هذه الجزئية من كلام أردوغان هي أخطر ما ظهر في الموقف التركي خلال قمة طهران.
ورأت الورقة أن القمة أعطت انطباعاً بأنها ربما خففت بعض الشيء من الإقدام الذي اتسمت به المواقف السياسية والاستعدادات العسكرية لروسيا وإيران بشأن إدلب، وأظهرت تراجعاً في الإيقاع ونمط الخطاب، خلافاً للتوقعات بأن روسيا وإيران عازمتان على دعم سورية لإنهاء ملف إدلب بأسرع وقت.
واعتبرت الورقة أن الثابت في القمة هو التأكيد على محاربة الإرهاب وتفكيك إمارة «جبهة النصرة» في إدلب، والعمل ما أمكن على استعادة إدلب بالسياسة وبأقل قدر ممكن من الأعمال العسكرية، والمتحول وهو إبداء مرونة أمام الضغوط التركية والغربية، وأمام المخاوف من التداعيات الإنسانية للعملية، وإبداء الاستعداد لتعويض تركيا في موضوعات وقضايا أخرى.