تصعيد ميداني في محيط إدلب... ونقاشات «الضامنين» مستمرة

تصعيد ميداني في محيط إدلب... ونقاشات «الضامنين» مستمرة

أخبار سورية

الاثنين، ١٠ سبتمبر ٢٠١٨

حمل اليومان الماضيان اللذان أعقبا «قمة طهران» الثلاثية تصعيداً ميدانياً لافتاً على خطوط التماس بين الجيش السوري والفصائل المسلحة في أرياف حماة واللاذقية وإدلب، وسط تكثيف للغارات الجوية على مواقع عدة داخل منطقة «خفض التصعيد» هناك. ووفق ما كان متوقعاً، عقب انتهاء القمة من دون التوافق على خطوات عملية مباشرة عدا إعطاء الفرصة لمحاولة «نزع سلاح» الفصائل المصنفة إرهابية وعزلها عن «المعارضة المعتدلة»، استمرّ القصف المدفعي والصاروخي المتبادل، وسط زج تركيا بتعزيزات إضافية باتجاه نقاط المراقبة والمنطقة الحدودية بين لواء إسكندرون وإدلب.
فبينما استهدفت الفصائل المسلحة بلدات محردة والسقيلبية وسلحب وقرى أخرى في ريف حماة الشمالي، بقذائف هاون وصواريخ «غراد»، كثّف سلاحا الجو، السوري والروسي، استهدافهما مواقع في بلدات التمانعة واللطامنة والهبيط وكفرزيتا. ولم تمنع كثافة القصف الجوي وصول تعزيزات عسكرية تركية إلى نقاط المراقبة القريبة، كما في محيط بلدة مورك، في وقت أعلنت فيه «المجالس المحلية» في بلدات ريف حماة الشمالي وسهل الغاب أن هذه المناطق باتت «منكوبة»، مطالبة تركيا والمنظمات الإنسانية بالتدخل لوقف العمليات العسكرية.
هذا التوتر المتصاعد لم يغيّر لهجة تصريحات مسؤولي البلدان الضامنة الثلاثة، وبقي المشهد الذي كرّسته «قمة طهران» على حاله. ويمكن القول إن التصريحات الأبرز في هذا السياق جاءت من الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، الذي أكد في حديث إلى عدد من الصحافيين، أن بلاده «لا يجب أن تدفع الثمن» جراء أي عملية عسكرية قد تنطلق في إدلب «بذريعة وجود جبهة النصرة» وتتسبب في موجة جديدة من اللاجئين. لكن إردوغان لفت إلى أن أنقرة «تقف إلى جانب القضاء على التنظيمات الإرهابية وتحييد عناصرها... أي خطوة يجب أن تتم بتوافق بين الدول الثلاث الضامنة»، مضيفاً: «المباحثات بين الفرق التقنية... تتواصل، ونأمل أن نصل إلى نتيجة إيجابية».
بجانب ذلك، كشف الرئيس التركي عن وجود لقاء مرتقب في الرابع عشر من الشهر الجاري في تركيا، بين ممثلين عن روسيا وتركيا وفرنسا وألمانيا للتحضير لقمة على مستوى الرؤساء. كذلك أشار إلى نيته إجراء اجتماع ثنائي قريب مع نظيره الروسي، فلاديمير بوتين. واللافت في حديث إردوغان كان إصراره على «تمايز» موقف بلاده عن الموقف الأميركي بشأن ما يجري في إدلب، إذ ترهن الولايات المتحدة أي تحرك من جانبها بشرط استخدام أسلحة كيميائية، على حد تصريحات إردوغان التي نقلتها صحيفة «حرييت» التركية.
جاء هذا الحديث بالتوازي مع تصريحات لرئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، جوزيف دانفورد، قال فيها رداً على سؤال حول خطط بلاده للرد العسكري في حال استخدام سلاح كيميائي، إن «القرار باستخدام قوة عسكرية في الرد على الأسلحة الكيميائية لم يتخذ بعد، لكننا في حوار روتيني مع الرئيس (دونالد ترامب)» حول تلك الخيارات». وعن القمة الثلاثية التي عقدت في طهران، رأى دانفورد أن «من المخيب للآمال، ولكن غير المفاجئ، عجز الروس والأتراك والإيرانيين عن التوصل إلى حلّ» هناك. ونفى المسؤول العسكري أن يكون قد تواصل مع نظيره الروسي، فاليري غيراسيموف، منذ بدء التوتر في التصريحات بشأن المعركة المرتقبة في إدلب.