عشية قمة إيران.. الجيش يكثف تمهيده لـ«فجر إدلب» وروسيا تعلن مشاركة مقاتلاتها

عشية قمة إيران.. الجيش يكثف تمهيده لـ«فجر إدلب» وروسيا تعلن مشاركة مقاتلاتها

أخبار سورية

الخميس، ٦ سبتمبر ٢٠١٨

عشية قمة إيران التي ستجمع رؤساء الدول الضامنة لمسار أستانا، روسيا، إيران، تركيا التي ستعقد غداً الجمعة في إيران ويتوقع انطلاق معركة «فجر إدلب» الكبرى بعدها، واصل الجيش العربي السوري تكثيفه من استهداف الإرهابيين في ريفي حماة وإدلب، وتحشيده على خطوط التماس، على حين أعلنت روسيا أن 4 مقاتلات تابعة لها وجهت ضربات عالية الدقة لمواقع تابعة لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي هناك.
وفي التفاصيل، فقد كثَّف الجيش من استهدافه لمواقع وتحركات الإرهابيين التابعين لـ«النصرة» والميليشيات المسلحة المتحالفة معها في ريف حماة الغربي والشمالي، برمايات من دباباته ومدفعيته الثقيلة وصواريخه وصليات من رشاشاته الثقيلة، وذلك في الجنابرة واللطامنة بريف المحافظة الشمالي، وفي بلدات خربة الناقوس ومحيطها والزيارة وجسر بيت الراس والطريق الواصل بين قريتي الحويجة والحواش، وفي أطراف قرية التوينة أيضاً في سهل الغاب الغربي، ما أدى إلى مقتل العديد منهم وإصابة آخرين إصابات بالغة وتدمير عتادهم الحربي.
وكشف مصدر إعلامي لـ«الوطن»، أن استهداف الجيش للإرهابيين بشكل مكثف في ريفي حماة وإدلب، هو تمهيد ناري لمعركة «فجر إدلب» التي لن تقوم للإرهابيين فيها قائمة، وسيرون فيها ما لا يخطر لهم على بال.
وبيَّن أن ميليشيا «الجبهة الوطنية للتحرير» التابعة لتركيا، فجَّرت أمس وللمرة الثانية الجسرين الواصلين بين قريتي التوينة والحرة وقريتي جسر بيت الراس والجيد بسهل الغاب غربي حماة خوفاً من أن يستخدمهما الجيش في معركته الكبرى المرتقبة ضد الإرهابيين.
في الغضون، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف في بيان وفق موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني: إن «أربع قاذفات روسية أغارت يوم الثلاثاء من قاعدة حميميم الروسية في سورية، على مواقع لتنظيم «جبهة النصرة» في محافظة إدلب، مستخدمة ذخيرة فائقة الدقة».
وأضاف: إن «منظومة الدفاع الجوي في قاعدة حميميم دمرت أيضاً ليلاً طائرتين مسيرتين تابعتين للإرهابيين ليصل عدد الطائرات التي أسقطت خلال شهر إلى 47 طائرة».
وأوضح البيان، أن قاذفتين من طراز «سو 34» متعددة المهام استهدفتا ورشة كان مسلحو جبهة النصرة يعدون فيها طائرات من دون طيار محشوة بالمتفجرات لتنفيذ هجمات إرهابية، على حين دمرت طائرة من طراز «سو 35 إس» مستودعاً يحوي ذخيرة ووسائط دفاع جوي محمولة للإرهابيين.
وأكد البيان أن جميع الغارات نفذت بعد تحديد جميع الأهداف التابعة للجماعات الإرهابية بدقة عالية وعبر قنوات عديدة، وجميعها نفذت بعيداً عن المناطق المأهولة بالسكان.
بدورها، ذكرت مصادر إعلامية معارضة، أن خطوط التماس في محافظات إدلب واللاذقية وحماة، تشهد تصعيداً في الاستنفار من قبل قوات الجيش والقوى الرديفة له، حيث رفعت قوات الجيش من وتيرة استنفارها واستدعت كافة الضباط وقادة عمليات معركة إدلب للتحضُّر لعملية عسكرية واسعة.
كما استقدم الجيش بحسب المصادر المزيد من التعزيزات العسكرية من عناصر ومعدات وعتاد ومدرعات، إلى مواقع على طول خط الجبهة الممتد من جبال اللاذقية الشمالية إلى ريف حلب مروراً بسهل الغاب وريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي الشرقي، تزامناً مع مزيد من التحصينات والاستعدادات للمعركة الكبرى.
إلى ذلك، دوى انفجار عنيف في مدينة جرابلس الواقعة في القطاع الشمالي الشرقي من ريف حلب، بالقرب من الحدود السورية التركية ناجم عن انفجار عبوة ناسفة بدراجة نارية، ما تسبب بوقوع عدد من الجرحى.
كما سمع دوي انفجارين في ريف إدلب الغربي والقطاع الجنوبي من ريف المحافظة، ناجمين عن انفجار عبوتين ناسفتين إحداهما في حي الساقية بمدينة جسر الشغور، بينما الأخرى ناجمة عن عبوة ناسفة مزروعة بسيارة قرب أحد المساجد في مدينة أريحا، في استمرار للفلتان الأمني بمحافظة إدلب.
في الأثناء، تحدثت مصادر أهلية، عن وقوع اشتباكات بين مسلحي «قوات سورية الديمقراطية- قسد» من جهة، ومسلحين مجهولين من جهة أخرى، في مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، في حين انفجرت عبوة ناسفة غرب المدينة، دون ورود معلومات عن إصابات. كما، قتل أحد مسلحي «قسد» وأصيب آخرين، جراء انفجار عبوة ناسفة زرعها مسلحو داعش بآلية كانت تقلهم، عند المدخل الشرقي لمدينة منبج، وفق المصادر الأهلية.
من جانب آخر، ذكرت وكالات معارضة، أن عشرات العائلات غادرت منطقة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي وتوجهت نحو مناطق سيطرة «قسد» شرق نهر الفرات وذلك نتيجة الممارسات التعسفية من قبل مليشيا «الجيش الحر» المدعوم من تركيا، منها الاعتقالات المتكررة والامتناع عن الإفراج عن المعتقلين من المدنيين دون دفع «أتاوة» تصل أحياناً لملايين الليرات السورية. في سياق متصل، تداول نشطاء معارضون على مواقع التواصل الاجتماعي، تسجيلاً صوتياً للمدعو «أبو حسين» أحد القياديين المسلحين الموالين لتركيا، يدعو فيه إلى القيام بعملية تطهير عرقي بحق المكون الكردي في منطقة عفرين.
من جانب آخر، ذكرت وكالة «الأناضول» التركية، أن قوات الاحتلال التركي تواصل تعزيز نقاطها في محيط مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي، ونقلت عن مصادر محلية أن تعزيزات عسكرية تحتوي على عربات ومدرعات وصلت إلى المنطقة خلال اليومين الماضيين، وسط أجواء تشير إلى استعدادات تركية لسيناريو عسكري يتم الحديث عنه.
وفي هذا الصدد، أكد مصدر مسلح، وفق المصادر، أن قوات الاحتلال التركية تتحضر لعملية عسكرية هجومية انطلاقاً من تل رفعت، وذلك في حال بدأت معركة إدلب.
وحسبما أفصح المصدر، فإن تركيا أعطت تعليمات لمرتزقتها بمباشرة الهجوم على تل رفعت فور فتح الجيش العربي السوري معركة إدلب.
في المقابل، نفى ما يسمى «رئيس هيئة الأركان في الجيش الوطني» الذي شكلته تركيا بريف حلب، العقيد الفار هيثم العفيسي، هذه الأنباء.