حي المزة 86 خدمات تعاني الشيخوخة ورقابة غائبة عن التعديات!.. قاطنون: أين الملايين التي ترصد على الجانب الخدمي

حي المزة 86 خدمات تعاني الشيخوخة ورقابة غائبة عن التعديات!.. قاطنون: أين الملايين التي ترصد على الجانب الخدمي

أخبار سورية

الجمعة، ٢٤ أغسطس ٢٠١٨

منال صافي ـ ديمة صابر:
منطقة الـ 86 شعبية بامتياز، أغلب القاطنين فيها من خارج محافظة دمشق كما نزحت إليها مئات الأسر بسبب غلاء أسعار العقارات في مركز مدينة دمشق، وشهدت ثورة عمرانية عشوائية لم تقدر الجهات الحكومية على لجمها رغم كل الإجراءات المتخذة بمنع إدخال مواد البناء والتوجيهات بإزالة المخالفات.
وتقسم المزة 86 إلى مزة 86 مدرسة ومزة 86 خزان وهي تسميات محلية، نزح إليها خلال الأحداث عدد كبير من المواطنين من كل المحافظات، نظراً لقربها من مركز المدينة والأمان الذي تتمتع به، هذا الأمر أدى لارتفاع كبير في أسعار إيجار العقارات فيها، فالمنزل الذي كان يؤجر قبل الأزمة بـ 5000 ليرة وصل اليوم إلى ما يزيد على 100 ألف ليرة، وسعر أفضل عقار قبيل الأزمة لم يتجاوز بين 3 -6 ملايين ليرة وصل اليوم إلى 45 مليون ليرة.
لا يوجد إحصاء دقيق لتعداد السكان في المنطقة، وترجح مصادر أهلية أن العدد يفوق المليون نسمة، أما مختار الحي فيؤكد أن هذا العدد مهول به ولايتجاوز الـ100 ألف نسمة مستنداً بمعلوماته إلى عدد عدادات الكهرباء المسجلة لدى وزارة الكهرباء.
ضمن هذه المؤشرات تبدو الإجابة ملحة على سؤال واقع الخدمات في المنطقة، خاصة مع الازدياد السكاني الذي فرضته ظروف الأزمة.
 
دعم مركز النظافة 
رغم كل الجهود المبذولة على مدار الساعة من قبل مركز النظافة الموجود في الحي والتابع لمحافظة دمشق، يبقى واقع النظافة متردياً جداً ولهذا أسباب تتعلق بقلة الكادر والآليات قياساً بعدد السكان، إضافة لقلة الوعي والتعاون من قبل الأهالي.
يقول أيمن جديد رئيس المركز: جمع القمامة في المنطقة يتم على ورديتين بوساطة /3/ قلابات و/3/ ضواغط و/3/ هوندايات صغيرة في الفترة الصباحية، وفي فترة بعد الظهر يوجد أيضا /3/ قلابات و/3/ هوندايات وضاغط واحد وسيارة كبيرة، أما عدد عمال النظافة فيتراوح من 12-14عاملاً يومياً وعدد الحاويات لايتجاوز الـ120 حاوية.
ويضيف: في الواقع يحتاج الحي لحوالي /100/ عامل وإلى 500- 600 حاوية لكن المشكلة حتى إن توفر هذا العدد من الحاويات فلا توجد أماكن مناسبة لوضع تلك الحاويات، لأنه أثناء تشييد المنطقة لم يؤخذ بعين الاعتبار الواقع الخدمي، فالحاوية من القياس الكبير يمكن لها أن تخدم من 2-3 أبنية في المناطق النظامية بينما في منطقة الـ/86/عليها تخديم 2-3 حارات وكلما ضاق الشارع يتم تصغير حجم الحاويات التي من المفترض أن تخدم بناء واحد أما في المنطقة فتخدم 200 منزل تقريباً.
ويتابع جديد أن مازاد الطين بلة أنه بين الأعوام 2011-2018 ازداد عدد السكان إلى الضعف تقريباً وكتلة البناء ازدادت أكثر من الضعف وضيق المكان وعدم وجود مجال لتوزيع تلك الحاويات في الشوارع والأدراج يحولان دون زيادة عدد الحاويات، مبيناً أن الدور الملقى على عاتق المركز كبير والإمكانات محدودة، لذلك فإن تعاون القاطنين في المنطقة أمر مهم. فالأغلبية يخرجون القمامة بعد مرور آلية المركز وخاصة محلات الخضر والفروج التي ترمي نفاياتها بعد مرور آلياتنا.
ولفت إلى أهمية وضع خطط متكاملة من قبل الجهات المعنية تتلخص في زيادة آليات وعمال النظافة والتشديد على محلات الخضر والجملة والفروج بالالتزام بالتقييد بوقت رمي النفايات بالتزامن مع مرور سيارة النظافة.
مازالت ملوثة!
لايزال الشغل الشاغل للقاطنين في الحي مسألة المياه ومدى صلاحيتها للشرب وخاصة بعد تسرب مياه الصرف الصحي مؤخراً إلى مياه الشرب وظهور حالات تسمم، ولايزال البعض يؤكد أنها لاتزال عكرة ورائحتها وطعمها على غير المعتاد بينما آخرون أنه لم يلحظوا أي مشكلة فيها، يأتي ذلك وسط تعتيم من قبل الجهات المعنية وتكتم على حقيقة ما جرى لقطع الشك باليقين.
وهنا يلوم الأهالي المعنيين، إذ لم يخرج عنهم أي تصريح بهذا الشأن حول مدى صلاحية مياه الشرب حتى يتسنى للأهالي اتخاذ التدابير المناسبة.
تقول أم عبدو صاحبة بقالية لايزال لون المياه عكراً مائلاً للأصفر والرائحة سيئة جداً لذلك نشتري المياه المعبأة، ونحن على هذه الحالة منذ ما يقارب الشهر، مبينة أن المختار وشركة المياه قاما بتوزيع المعقمات وحبوب الكلور على السكان وتعزي أم عبدو سبب التلوث إلى أن شركة الكهرباء التي قامت بالحفر منذ فترة هي المسؤولة لأنها ضربت خطوط الصرف الصحي وأحدثت التسرب، ومؤسسة المياه لم تكلف نفسها بالحديث عن الأمر.
أما سامر علي فأوضح أن التلوث حدث لفترة بسيطة ثم لم يلحظ شيئاً فيما بعد، بينما أشار عماد الراعي إلى أنه بعد ظهور التلوث فإن تغير شبكة الصرف الصحي اقتصر على منطقة صغيرة فقط وتم استبدال قسطل واحد للصرف الصحي يقدر بطول 100 متر فقط في شارع المدرسة جانب المستوصف وتالياً ينفي زعم المؤسسة باستبدالها شبكات كاملة من الأنابيب والقساطل لحل مشكلة ثلوث المياه، وأن الحفر الذي قامت به المؤسسة هو حفر عشوائي ومضيعة للوقت.
تجاوز الحدود
في مستوصف الحي أشار الكادر الطبي والتمريضي إلى أن عدد الإصابات التي راجعت المركز نتيجة تلوث المياه تجاوزت الحدود الطبيعية لمراجعي المركز يومياً وأن الزيادة تقدر بـ10% زيادة على نسبة المراجعين يومياً وأن الأعراض تجلت بمغص حاد وإسهال شديد وارتفاع بالحرارة لدى الأطفال وغثيان، مؤكدين أن التلوث طال عدداً كبيراً من الحارات في المنطقة. وأصيب عدد كبير من الأطفال، موضحين أنه وبع%