حظر جوي وبري.. الكشف عن تفاصيل السياسة الامريكية الجديدة في سورية

حظر جوي وبري.. الكشف عن تفاصيل السياسة الامريكية الجديدة في سورية

أخبار سورية

الأربعاء، ٢٢ أغسطس ٢٠١٨

أعد خبراء أمريكيون، بينهم المبعوث الجديد لسوريا، جيمس جيفري، ورقة رفعت إلى الإدارة الأمريكية تتضمن السياسة الجديدة التي يجب تطبيقها مستقبلًا في سوريا.
ونشرت صحيفة “الشرق الأوسط” امس، الثلاثاء 21 من آب، مضمون الورقة، وأوصت بالحيلولة دون عودة ظهور تنظيم “الدولة الإسلامية”، ومنع إيران من بناء هيكل عسكري واستخباراتي دائم في سوريا ومنطقة الهلال الخصيب بوجه عام.
ونصت على منع القوات الإيرانية والأخرى التابعة للجيش السوري من الدخول إلى شمال شرقي سوريا بعد هزيمة التنظيم، وفرض منطقة حظر جوي وبري في شمال وشرق نهر الفرات باستخدام القوة الجوية ووجود عسكري صغير على الأرض.
وتحدد الإبقاء على منطقة الحظر الجوي حتى التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة “2254” الساعي لإقرار حكومة سورية مستقلة.
وبعد عام على وصول ترامب إلى البيت الأبيض وضعت الإدارة الأمريكية استراتيجيتها في سوريا خلال المرحلة المقبلة، ولخصها وزير الخارجية السابق، ريكس تيلرسون، بالبقاء في سوريا للقضاء على الإرهاب والنفوذ الإيراني، والتوصل إلى حل سياسي دون الرئيس السوري بشار الأسد.
لكن ومنذ مطلع العام الحالي لم تكن السياسة التي تتبعها أمريكا في سوريا واضحة، بل وسمت استراتيجيتها بالغامضة والمبهمة، ولا سيما فيما يخص المناطق التي تسيطر عليها القوى المحلية التي تدعمها كـ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وفصائل “الجيش الحر”.
 
أولويات المرحلة المقبلة
الصحيفة أشارت، نقلًا عن مصادر غربية، إلى أن موقف واشنطن بات أكثر وضوحًا حول سوريا، ويتلخص في تحقيق ثلاث أولويات هي هزيمة التنظيم ومنع عودة ظهوره شمال شرقي سوريا، وتقليص النفوذ الإيراني، والعمل مع موسكو بالحوار والضغط للوصول إلى حل سياسي وفق القرار “2254”.
وإلى جانب الأولويات المذكورة أوصت الورقة الأمريكية بدعم الجهود الإسرائيلية لخلق شقاق بين إيران وروسيا و سوريا بما في ذلك الهجمات الإسرائيلية ضد مواقع عسكرية إيرانية.
وأكدت على تشديد العقوبات ضد البنوك التي تصدر اعتمادات للحكومة السورية، ومن يوفرون الموارد لوكلاء إيران داخل سوريا و لجميع الاشخاص و المؤسسات الذين ييسرون الاستثمارات الإيرانية في سوريا.
وبحسب الورقة، التي كانت أحد أسباب اختيار جيفري كمبعوث جديد إلى سوريا، تمت الإشارة إلى معاونة حلفاء الولايات المتحدة داخل شمال شرقي سوريا على إيجاد أسواق بديلة للنفط والصادرات الزراعية التي يبيعونها حاليًا للحكومة السورية.
بالإضافة إلى العمل مع تركيا في منبج وغيرها من المناطق لخلق نفوذ ضد الروس.
وتأتي هذه التطورات قبيل اجتماع بين مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، ونظيره الروسي، نيكولاي باتروشيف، في جنيف الخميس المقبل بعد عودة بولتون من إسرائيل.
وكان بولتون وصل إلى إسرائيل، 19 من آب الحالي، لبحث القضية السورية ومسألة خروج القوات الإيرانية من سوريا بشكل كامل، الأمر الذي يتقاطع مع ما أوصت به الورقة الأمريكية.
جيفري يعادي إيران
وقال محللون عارفون بالمبعوث الأمريكي الجديد للصحيفة، إن جيفري معروف بمعاداته لإيران، وإن موقفه كان واضحًا من ذلك، عندما كان سفيرًا في بغداد بين 2007 و2008، وعبر بوضوح عن رفضه الانسحاب الأمريكي من العراق، ما يجعله يقف على الضفة الأخرى من المبعوث الأمريكي في التحالف الدولي ضد التنظيم، بريت ماغورك.
وشغل جيفري (72 عامًا) مناصب مهمة في إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، إذ شغل منصب سفير الولايات المتحدة لدى العراق في عامي 2004 و2005، ليشغل بعدها منصب مستشار كبير لوزير الدولة في شؤون العراق حتى عام 2006، وسبق أن عمل سفيرًا لبلاده في ألبانيا بين عامي 2002 و2004.
وتغيب التصريحات السابقة لجيفري بشأن النزاع في سوريا عن الإعلام، إلا أنه يعتبر خبيرًا في القضايا الاستراتيجية في مناطق الشرق الأوسط والبلقان وألمانيا.
ومن المتوقع أن يبحث جيفري مع الأمم المتحدة مسألة الانتقال السياسي في سوريا، خاصة مع التصريحات الأمريكية الأخيرة التي اشترطت حصول انتقال للسلطة في سوريا مقابل مشاركة واشنطن في إعادة الإعمار.