جسر الشغور.. الايغور أول الهالكين

جسر الشغور.. الايغور أول الهالكين

أخبار سورية

الأربعاء، ٢٢ أغسطس ٢٠١٨

بات التقدم البري الى ادلب ضمن عملية عسكرية منسقة مع الروس الخيار الوحيد وان العملية العسكرية المرتقبة أصبحت قاب قوسين او ادنى حسب ما اعلن مصدر عسكري سوري مطلع، غير ان انباء تحدثت عن مشاركة صينية محتملة ضد المسلحين الايغور القادمين من الصين الى ادلب شمالي سوريا وبالتحديد المتواجدين في جسر الشغور رغم نفي الصين لهذه الانباء.
في فبراير من العام الماضي 2017، أعلن السفير السوري لدى بكين عماد مصطفى، أن عدد المسلحين الصينيين الإيغور القادمين من منطقة شينجيانغ في شمال غرب الصين، ارتفع بشكل ملحوظ وبات يقدر بـ 5 آلاف مسلح، مشيرا إلى أن عددا كبيرا منهم تحولوا إلى سوريا بصحبة عائلاتهم، وأنهم جميعا دخلوا إلى سوريا عبر تركيا، فيما يقدر عددهم حاليا نحو 7 آلاف مسلح ينضوي جزء كبير منهم تحت جناح ما يسمى بـ”الحزب الاسلامي التركستاني”، ويتمركزون بشكل اساس في منطقة ​جسر الشغور​.
من هم الايغور؟
كلمة “الأويغور” تعنى “الاتحاد والتضامن” ويتكون شعب الايغور من مجموع شعوب من أصول تركية ويشكلون واحدة من 56 عرقية في جمهورية الصين الشعبية، ويتركز الايغور في منطقة تركستان الشرقية ذاتية الحكم على مساحة تعادل 1/6 مساحة الصين ويتواجدون في بعض مناطق جنوب وسط الصين و يدينون بالإسلام.
وتسيطر الصين على الإقليم الذي تسميه شنغيانغ (أي الحدود الجديدة) منذ العام 1949، وهو يشهد أعمال عنف دامية منذ العام 2009، حيث يطالب سكانه بالاستقلال عن الصين، فيما تعتبر بكين الإقليم منطقة ذات أهمية استراتيجية لها.
نجحت اعداد من الايغور بالهجرة إلى الدول المجاورة، وسافر الآلاف منهم سرا إلى تركيا عبر جنوب شرق آسيا، للفرار من الاضطرابات في “شينجيانغ”، فيما تدعم تركيا الحركة الايغورية وتعمل على دعم وقيادة الحركات التركية وحسب المعلومات المتوفرة دعم الحركة الايغورية من قبل تركيا في سوريا تأتي ضمن طموحات تركيا التوسعية داخل سوريا للاتراك.
الصين تتهم تركيا
وجهت الصين اتهامات لتركيا بمنح الإيغور، وثائق هوية ثم تسهيل سفرهم لسوريا والانضمام الى جماعة “داعش” الوهابية، وفي هذا السياق، أعلنت الحكومة التايلندية خلال شهر يوليو 2015، ان 100 شخص من الإيغور تم ترحيلهم الى الصين ورحلت 170 منهم إلى تركيا بعد التأكد من هوياتهم التركية، وشهدت مدن تركية في اعقاب ذلك تظاهرات للتضامن مع الإيغور، في حين تعهدت تركيا ترك أبوابها مفتوحة أمام المهاجرين الإيغور الفارين من الصين.
وكشفت تقارير حكومية عن وجود توجه لدى تركيا وجماعة “داعش” الارهابية لتنظيم عمليات سفر هذه الجماعات التي بدأت تدخل سوريا عبر تركيا ضمن ما عُرِف بـ”هجرة العوائل”، فيما اضافت التقارير بان هناك عمولة تدفع للوكلاء مقابل كل شخص من الايغور تقدر بـ(2000$).
ونشرت صحيفة “لوس أنجلوس” في تقارير لها بأن مئات من الإيغور الناطقين بالتركية نجحوا بالفرار من الإقليم الصيني للمشاركة في القتال في مناطق النزاع في سوريا. ووفق تقارير إعلامية رسمية ومحللين صينيين، يتزايد عدد الإيغور الهاربين من الصين عبر منطقة جنوب شرق آسيا بهدف الوصول إلى تركيا.
الايغور الى سوريا.. والعراق..
في الشهر التاسع (سبتمبر) لعام 2015، كشفت تقارير الاستخبارات العراقية وجود ثلاثة كوادر قيادية صينية تنتمي لجماعة “داعش” الارهابية وسط السعدية شمال شرق بعقوبة، من بينهم أحد القيادات المقربة من زعيم هذه الجماعة اللوهابية “أبو بكر البغدادي”، وإعلانها عن قتل (تسعة) صينيين من عناصر “داعش” في منطقة بيجي، ما يكشف انتشار العناصر الصينية عبر الحدود بين سوريا والعراق، اما عددهم في العراق فكان يتراوح مابين 100 الى 120 ارهابيا، حسب ما كشف الخبير في شان الجماعات المتطرفة الدكتور هشام الهاشمي، خلال تعليق خاص به الى مجلة “المجلة”، ووفق مصادر معلومات موثوقة.
بعد أكثر من ثلاثة اشهر من ذلك التاريخ وتحديدا في الشهر الثاني عشر (ديسمبر) 2015 أعلن مسؤولون صينيون “حسب ما جاء في تقرير لصحيفة غلوبال تايمز التابعة للحزب الشيوعي الصيني الحاكم”، إن أكثر من 300 صيني من غرب البلاد سافروا إلى سوريا والعراق للانضمام إلى صفوف جماعة “داعش” الوهابية.
يُقال انهم.. مدربون ومؤهلون للقتال..
تفيد التقارير الواردة عن الايغور التركستانيين في سوريا انهم يعملون في صفوف “الحزب الإسلامي التركستاني” الذي أسسه أبو محمد التركستاني أواخر تسعينات القرن الماضي، وعام 2013 شكل الحزب فرعا طائفيا له سمي بـ”الحزب الإسلامي التركستاني لنصرة أهل السنة”، وتقول تقارير صحافية إن الحزب التركستاني خسر خلال معارك في ريف إدلب مع بداية عام 2016 أكثر من 230 قتيلا. رغم ما يشاع عن تأهل مسلحي الحزب التركستاني وتدريبهم ضمن ما جاء في تقارير محلية من داخل سوريا.
ويعتبر الايغور التركستانيون احد أبرز القوى المسلحة في ادلب وجسر الشغور، وقتل عدد كبير من مسلحيهم في جسر الشغور ومطار ابو الظهور بداية 2016، وباتت لهم ولعائلاتهم احياء كاملة وقرى صغيرة يسكنون فيها بإدلب، مكان السكان الذين رحل بعضهم الى أوروبا، وقد جلبت جماعة “داعش” الارهابية ما استطاعت من حلفاء التطرف وعائلاتهم من الصين واوروبا اضافة الى شمال افريقيا والشيشان القادمين من آسيا الوسطى، فيما قدمت تركيا الدعم لهم ما يؤكد طموحات أنقرة التوسعية وتغيير ديموغرافية سوريا.
حذر صيني روسي اوروبي من عودة الارهابيين الى بلدانهم..
لا يخفى التوجس الحذر الذي تخشاه روسيا والصين زازرزبا وحى شمال افريقيا من عودة جماعات التكفير والارهاب الى مواطنهم الام وبلدانهم التي هاجروا منها الى سوريا والعراق، مايجعل حكومات تلك الدول ابرزها الصين وروسيا من اتخاذ حالة التأهب من عودتهم باعتبار ذلك يمثل تهديدا لأمنها القومي.
وبالفعل قام بعض الارهابيين العائدين بعمليات هجومية واخرى انتحارية استهدفت بعض مدن اوروبا، وفي الصين أعلنت الشرطة في 23 نوفمبر 2015 أنها قتلت بالرصاص 28 شخصا في إقليم “شنغيانغ”، بتهمة الانتماء إلى تنظيم إرهابي، وفق ما أفادت به وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الرسمية، وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية، فقد استهدفت العملية الأمنية مجموعة تتهمها بكين بالوقوف خلف الهجوم الذي استهدف في 18 سبتمبر2015 منجما للفحم نائيا في منطقة أكسو (جنوب غرب شنغيانغ) قرب مقاطعة بيشينغ، وأوقع 16 قتيلا هم خمسة شرطيين و11 شخصا.
بشكل قاطع.. الصين تنفي التدخل العسكري في سوريا ولكن!!..
دخلت روسيا الحرب في سوريا للقضاء على الارهابيين القادمين من اواسط اسيا الى سوريا لما قد يشكلونه من تهديد مباشر لبلدانهم اذا رجعوا اليها، وفي المعركة القادمة في إدلب، فقد نسق الروس مع القوات السورية للتقدم البري ضمن عملية عسكرية واسعة، حسب مصدر عسكري سوري مطلع.
أما المبعوث الصيني الخاص إلى سوريا “شيه شياو يان”، فقد أكد بشكل قاطع اليوم الاثنين، نفي ما اسماها بـ”التكهنات” التي ظهرت في الآونة الأخيرة في وسائل الإعلام حول موضوع مشاركة بلاده في الحرب على الارهاب في سوريا، غير انه اشار الى أن الصين تعارض بشدة جميع أشكال الإرهاب، وتدعم تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب، وكذلك الحفاظ على الأمن الإقليمي والدولي.
بغض النظر عن التصريح السياسي الصيني، فقد كشفت معلومات خبراء عسكريين روس، انه رغم نفي بكين مؤخرا للانباء التي تحدثت عن دور صيني مرتقب في معركة تحرير ادلب، الا ان مقاتلاتها ستدخل على خط تسديد ضربات جوية مركزة على مواقع وتحصينات “الإيغور” الصّينيين المتمركزين بشكل اساس في منطقة ​جسر الشغور​، الذين تحرص بكين على ضرورة التخلص منهم لمنع عودتهم الى البلاد وتهديد أمنها القومي.
الايغور التركستانيون.. اول الهالكين..
بدأت تركيا شراء الوقت من اجل انتشال ما يمكنها من رؤوس قادة الارهاب (الكبيرة) في ادلب بحجج وذرائع شتى منها السفر الى الديار المقدسة لادائهم مناسك الحج في الحجاز، والحقيقة ان الوضع الداخي الاقتصادي التركي المتردي ووضع أنقرة الاقليمي والدولي اضافة الى عدم امكانيتها استقبال المزيد من اللاجئين على اراضيها. كل ذلك يحتم عليها الانصياع للرغبات الدولية ومنها الروسية والصينية وعدم ازعاج هؤلاء في تسريب المسلحين المحاصرين في ادلب الى بلدانهم الاصلية.
وبالفعل فقد انتشرت تقارير اعلامية أكدت ان “تركيا باشرت فعليا نشر قوات كبيرة على حدودها مع سوريا، مستهدفة عشرات المسلحين الذين حاولوا الفرار باتجاهها، حيث ثمة اوامر بحصر عمليات التهريب من سوريا برؤوس تم تحديدها، اما جحافل المرتزقة الباقين، فأنقرة لن تُغضب الحليف الروسي لأجل الدفاع عنهم”.
بغض النظر عن مشاركة الصين بضربات جوية مفاجئة للايغور في جسر الشغور او عدمه فان المسلحين الايغور سيكونون لقمة سائغة في حرب تحرير ادلب لكونهم الاقرب الى الزاحفين في التقدم البري للجيش السوري وحلفائه الى جسر الشغور، وبدعم قوات روسية خاصة تم انزالها على حدود ادلب، وبتغطية نارية جوية من نخبة المقاتلات الروسية.
احمد الموسوي