سورية انطلقت.. تركيا والغرب في ورطة..

سورية انطلقت.. تركيا والغرب في ورطة..

أخبار سورية

السبت، ١٨ أغسطس ٢٠١٨

آخر تطوارت ملف ادلب (شمال غرب سوريا) التعنت التركي الذي جاء على صيغة تهديد للجيش السوري على لسان ياسين أكتاي مستشار الرئيس رجب طيب أردوغان، مؤكدا عدم سماح تركيا لسوريا شن هجوم عسكري على إدلب، مشيرا الى جهود لتجنيب المحافظة الهجمات ضدها.
تهديدات أكتاي لسوريا جاءت مباشرة بعد تصريحات أدلى بها وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، قال فيها إن لقوات الجيش السوري “الحق في مهاجمة إدلب”، نظرا لوجود مسلحين من جماعة ما يسمى بـ”جبهة النصرة” (هيئة فتح الشام المنضوية في هيئة تحرير الشام).
التهديد التركي جاء ايضا في وقت أكد فيه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، أن سوريا عازمة على استعادة كل ذرة من ترابها إلى سيطرة الدولة السورية، وذلك استمرارا للنجاحات التي حققتها في حربها على الإرهاب وخاصة الإنجازات التي أحرزها الجيش العربي السوري في كل أنحاء سوريا وجنوب البلاد مؤخرا.
الامر نفسه اكده الرئيس السوري بشار الأسد لأكثر من مرة عبر خطاباته أو لقاءاته الصحفية، ما ضيق هامش المناورة أمام المسلحين ومشغليهم.
التحضير لقمة روسية تركية إيرانية..
الجهود التي لمح اليها اكتاي أفصح عنها الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف وتتجوهر حول استمرار المشاورات لعقد لقاء قمة حول سوريا يجمع رؤساء روسيا وتركيا وإيران مطلع سبتمبر/أيلول المقبل، مشيرا إلى إحراز “بعض النتائج الأولية” في هذا الاتجاه.
وأوضح بيسكوف للصحفيين الخميس انه “بعد أن يتم تنسيق جداول عمل الرؤساء الثلاثة عبر القنوات الدبلوماسية، سنحيطكم علما” بموعد القمة، وذلك ما يعتبر الفرضة الاخيرة للمسلحين ولتركيا معا للاصغاء الى لغة العقل وتجاوز منطق الزور والتهديدات والمغامرات الفارغة التي لن تؤدي سوى الى ايذاء المدنيين السوريين وزيادة معاناتهم من اجل تمرير المصلحة التركية على مصلحة السوريين.
تركيا اليوم في وضع لا تحسد عليه اقتصاديا داخليا واقليميا ودوليا، وليست بالمستوى الذي كانت عليه سابقا تجتاز الحدود وتحتل اراض سورية هنا وعراقية هناك، وليس من حل عقلاني امامها سوى الاستسلام للامر الواقع بحتمية هزيمة المسلحين في كل الارض السورية والكف عن تسريب الاسلحة والاعتدة اليهم والتنسيق مع الدولة السورية المنتصرة لبناء علاقات جديدة متزنة وامساك وتأمين حدودها مع سوريا مع مراعاة الاحترام المتبادل بين الدولتين.
تركيا والغرب في ورطة..
لا يختلف اثنان ان تركيا كانت ممرا للارهابيين القادمين من اكثر من 80 بلدا الى سوريا لتدميرها ثم كانت ممرا للارهابيين الى العراق، اليوم اصبحت محافظة ادلب ممتلئة بفائض كبير وكم هائل من المسلحين ما يشكلون تهديدا مباشرا لها وللدول الغربية التي جاء كثير من المسلحين منها إن أفلتت تركيا زمام حدودها واطلقت العنان لرجوعهم الى بلدانهم، ما يشكل تهديدا ارهابيا لن تتمكن انقرة ولا العواصم الغربية من تحمله واستيعابه.. لذا تلجأ تركيا للماطلة في حسم امر هؤلاء الارهابيين قبل الانفجار الكبير الذي يوشك ان يقع بتوسل سوريا بالحل العسكري الذي قد تكون احدى ثماره هروب المسلحين الى العمق التركي ثم الى اوروبا.
سوريا انطلقت ولن تتوقف الا عند حدودها المعترف بها دوليا..
أفادت مصادر لمواقع اخبارية، ان هناك زيادة ملحوظة للتحشيدات العسكرية بدت لافتة في اليومين الاخيرين على محاور بعينها، لا سيما في ريف حماة الشمالي. واستعادت الكثافة النارية زخمها في محيط جسر الشغور (ريف إدلب الغربي)، كما في ريف إدلب الجنوبي وريف اللاذقية الشمالي وريف حماة الشمالي الغربي.
مما لا شك فيه ان سوريا انطلقت ميدانيا للدفاع عن كافة اراضيها في كافة جبهات القتال وتمكنت من تحرير الغوطة الشرقية والجنوب وتنظيف البادية، ودحر المسلحين استسلاما بركوب الباصات الخضر او ترحيلا الى ادلب، واليوم لم يعد لهم خيار الانتقال واللجوء الى جهة اخرى غير البقاء في ادلب، فهم امام خيار الاستسلام او الانتحار خصوصا اذا ما اغلقت تركيا الحدود بوجه المسلحين كما فعل الاردن والكيان الاسرائيلي.
لقد ارتكبت تركيا اخطاء كبيرة بحق جيرانها في سوريا والعراق وعليها ان تعيد حساباتها قبل فوات الاوان فسوريا لا يحبط عزيمتها تهديد أكتاي ولا حتى اردوغان نفسه.. وهي حرة في بلدها ولها الحق الكامل في تحرير كل ذرة تراب من ارضها وهي (المنتصرة) على استعداد لفتح صفحة جديدة مع تركيا اذا ما انسحبت الى داخل اراضيها وتخلت عن مشاريعها التوسعية التي اصابتها في مقتل بعد تضييق الخناق الاميركي الاقتصادي عليها وانكفاء المسلحين الذين كانت تشغلهم وكان بقية المشغلين لهم يعتمدون عليهم في تفتيت هذا البلد وتدميره وتجزئته.
احمد الموسوي