درعا والقنيطرة خاليتان من «الإرهاب»

درعا والقنيطرة خاليتان من «الإرهاب»

أخبار سورية

الثلاثاء، ٣١ يوليو ٢٠١٨

مساء اليوم، أصبح بالإمكان، عملياً، إعلان محافظتي درعا والقنيطرة خاليتين من المجموعات المسلحة، على تنوعها. عقب سيطرته على قرية القصير، في أقصى ريف درعا الجنوبي الغربي، على الحدود مع الأردن، أصبحت كامل منطقة حوض اليرموك، والتي كان يتمركز فيها ما عرف بـ«جيش خالد ابن الوليد» الموالي لتنظيم «داعش»، تحت سيطرة القوات الحكومية. وبإخراج آخر دفعات المسلحين الرافضين للتسوية من بلدة جباثا الخشب، ينحسر وجود المسلحين الرافضين للتسوية في قريتي بئر عجم وبريقة، على أن يتم إخراجهم في الأيام القليلة المقبلة. 
في اليومين الأخيرين، تسارعت وتيرة تقدّم الجيش السوري في حوض اليرموك، بشكل لافت. وحوصرت مجموعات مسلحي التنظيم الإرهابي، في ثلاث قرى هي بيت آرة والقصير وكويا، التي دخلها الجيش اليوم، على أن يتم، بحسب ما تناقلته تنسيقيات المسلحين، تنفيذ اتفاق غير علني، بين الجيش السوري، وعناصر التنظيم، لنقلهم إلى ريف السويداء الشرقي، مقابل الإفراج عن مخطوفي ريف السويداء (36 مخطوفاً، 20 سيدة و16 طفلاً). الاتفاق غير المعلن، سبقته محاولات قام بها تنظيم «داعش»، لرفع سقف المطالب مقابل الإفراج عن المختطفين؛ ومن بين هذه المطالب، كان إطلاق سراح سجناء التنظيم لدى الحكومة السورية، إضافة إلى وقف الحملة العسكرية في حوض اليرموك جنوب غربي درعا. إلا أن المستجدات الميدانية، وتقدّم الجيش السريع، وسيطرته أمس على بلدة الشجرة، أهم البلدات التي كان يسيطر عليها التنظيم في حوض اليرموك، أجبر المفاوضين عن «داعش» على القبول بالإفراج عن المختطفين مقابل ترحيل عناصر التنظيم من ريف درعا الجنوبي الغربي، إلى الريف الشرقي للسويداء.
وانضمت بلدة جباثا الخشب في ريف القنيطرة إلى القرى والبلدات الخالية من المجموعات المسلحة، وذلك بعد تسليم المسلحين الرافضين للتسوية أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة وإخراجهم مع عائلاتهم إلى الشمال السوري. وأفاد مراسل الوكالة الرسمية السورية «سانا» في القنيطرة أنه «تم ظهر اليوم إخراج آخر دفعة من الإرهابيين الرافضين للتسوية مع عائلاتهم من بلدة جباثا الخشب والقرى التابعة لها ونقلهم بواسطة 6 حافلات عبر ممرّ أوفانيا إلى شمال سوريا». ولفت المراسل إلى أنه «من المقرّر أن تتم خلال الأيام القليلة المقبلة تسوية أوضاع المسلحين الذين فضّلوا البقاء في البلدة ودخول عناصر الجيش العربي السوري لتمشيطها وتطهيرها من مخلفات الإرهابيين». كما بيّن أن «بإخراج الإرهابيين تصبح بلدة جباثا الخشب وجميع القرى التابعة لها خالية بشكل كامل من الإرهابيين في حين لا تزال بعض المجموعات الإرهابية الرافضة للتسوية تنتشر في قريتي بريقة وبئر عجم حيث من المقرر أن يتم إخراجهم خلال الأيام المقبلة».
 
اختتام «أستانا ـــ 10»
اختتمت اليوم الجولة العاشرة من مفاوضات أستانا، التي عقدت في مدينة سوتشي الروسية، بغياب الوفد الأميركي الذي كان يحضر بصفة مراقب. وجاء في البيان الختامي للدول الضامنة الثلاث (تركيا، روسيا، وإيران)، نقاط عدة، أهمها: 
التأكيد على الالتزام بوحدة واستقلال وسيادة وسلامة الأراضي السورية ومواصلة مكافحة الإرهاب.
القضاء نهائياً على تنظيمي «داعش» وجبهة النصرة الإرهابيين وجميع الأفراد والجماعات والمشروعات والكيانات الأخرى المرتبطة بهما وبتنظيم القاعدة كما حددها مجلس الأمن الدولي.
استمرار التعاون من أجل تهيئة الظروف لتسهيل بدء عمل اللجنة الدستورية في جنيف في أقرب وقت ممكن بما يتماشى مع قرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي وقرار مجلس الأمن 2254.
ارتياح لإجراء مشاورات مع المبعوث الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا والاتفاق معه على عقد الجولة المقبلة من المشاورات في جنيف في أيلول/ سبتمبر المقبل.
العمل على تهيئة الظروف اللازمة للعودة الآمنة والطوعية للمهجرين داخلياً واللاجئين إلى أماكن إقامتهم الأصلية في سوريا.
مواصلة الجهود المشتركة الرامية إلى بناء الثقة بين جميع الأطراف السورية والعمل على معرفة مصير المختطفين والمفقودين والإفراج عنهم.
عقد اجتماع دولي رفيع المستوى في شأن سوريا في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
 
أما أبرز مواقف رئيس الوفد الروسي ألكسندر لافرنتييف:
محادثات الجولة الحالية أكدت فعالية مسار أستانا الذي يسهم في تحقيق التقدم نحو إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا.
بعض الدول لا تساعد على عودة السوريين إلى وطنهم وتربط ذلك بقضايا سياسية.
من الضروري وقف نشاط المجموعات الإرهابية في إدلب بكافة الطرق ووقف تهديداتهم في المنطقة.
ليس هناك أي حديث حول شن عملية واسعة في إدلب في الوقت القريب.
تهديدات كبيرة تبرز من منطقة إدلب، وقاعدة حميميم تعرضت لعدَّة هجمات من هناك.
 
أبرز مواقف رئيس وفد الحكومة السورية بشار الجعفري:
الإرهابيون الذين هاجموا مدينة السويداء أتوا من منطقة التنف التي تسيطر عليها القوات الأميركية.
نطالب الولايات المتحدة وحلفاءها بالانسحاب من الأراضي السورية.
السلطات التركية تنقض للمرة العاشرة تعهداتها التي توافق عليها في البيان الختامي، ولم تلتزم بتعهداتها في شأن مناطق خفض التوتر في إدلب.
تركيا هي الطرف الوحيد الذي ينتهك التزاماته بموجب البيانات الختامية لاجتماعات أستانا وينتهك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
تركيا أرسلت قوات عسكرية مجهزة بأسلحة ثقيلة إلى إدلب خلافاً لاتفاق أستانا حول مناطق خفض التصعيد ثم احتلت مدينة عفرين وطردت أبناءها.
الاحتلال التركي استبدل الهوية السورية بالهوية التركية في المناطق التي احتلتها، وهو بذلك كرّر ما قام به الاحتلال في الجولان.
فرضت تركيا التعامل بالليرة التركية ورفع الأعلام التركية في المناطق التي احتلتها.
لن نسمح للأتراك بالبقاء في أراضينا وسنطردهم وفق القانون الدولي، ولا يمكن لتركيا أو واشنطن تبرير احتلالهما للأراضي السورية.
عودة إدلب بالمصالحات الوطنية هو مطلب الحكومة السورية، وإذا لم تعد فللجيش السوري الحق باستعادتها بالقوة.
في ما يتعلق باللجنة الدستورية، قدمت الدولة السورية منذ ثلاثة أشهر قائمة بالأسماء التي تدعمهم وإن كان هناك عرقلة فهي من الطرف الآخر.
عملية تهريب «الخوذ البيضاء» عبر خط الفصل بإشراف إسرائيل ورعاية واشنطن هو إهانة للأمم المتحدة.
«الخوذ البيضاء» التي أسّستها الاستخبارات البريطانية كانت وراء فبركة كل ما يتعلّق بجرائم استخدام الكيميائي في سوريا.
 
«المعارضة راضية»
أعرب رئيس وفد المعارضة السورية في سوتشي، أحمد طعمة، عن شكره للجانب الروسي الذي أظهر رغبته في تحسين الأوضاع والتقدم بشكل أفضل نحو العملية السياسية.
ووصف طعمة عقب انتهاء محادثات «أستانا ـــ 10» حول الأزمة السورية في مدينة سوتشي الروسية، التطمينات التي حصلت عليها المعارضة بخصوص إدلب بـ«المرضية»، وقال: «كانت الحوارات مستفيضة والخلاصات مطمئنة ونريد أن ندعم هذا الموقف للوصول إلى وضع أفضل، حيث تنتقل إدلب من منطقة خفض تصعيد إلى منطقة وقف إطلاق نار دائم».
وفي ما يتعلق باللجنة الدستورية، شكر طعمة الأمم المتحدة «على إصرارها على تثبيت المبادئ الـ12 للسيد دي ميستورا... والبدء بالسير قدماً بتشكيل اللجنة الدستورية والتي ستباشر عملها كما أخبرنا في شهر أيلول».
وفي ما يخص التطورات العسكرية المحتملة في محافظة إدلب، حذّرت المعارضة السورية، على لسان الناطق باسم وفدها في سوتشي، أيمن العاسمي، دمشق من تبعات هذه العملية. وذكر العاسمي أن الهجوم على إدلب، في حال حدوثه، سيقوّض التسوية السياسية للأزمة في سوريا، داعياً روسيا إلى عدم تقديم دعمها للهجوم.
 
الجيش يتسلّم 44 جثماناً لشهداء مطار الطبقة
سلّم مجلس سوريا الديموقراطية، يوم أمس، جثامين 44 من شهداء الجيش السوري الذين عثر على جثثهم قبل أيام في مقبرة جماعية في محيط بلدة عين عيسى شمال الرقة، إلى الجيش السوري. وبعد التأكد من هوية الجثث، تم التأكد أنهم عناصر من الجيش قضوا في شهر آب/ أغسطس عام 2014 على أيدي تنظيم «داعش» بعد سيطرته على اللواء 93 في عين عيسى. وتوجّه وفد من مجلس سوريا الديموقراطية برئاسة سوزان علوش، عضو الرئاسة المشتركة لمكتب التنمية والشؤون الإنسانية، وليلى مصطفى عضو الرئاسة المشتركة لمجلس الرقة المدني، وقيادات عسكرية، من ساحة الطبقة إلى معبر الطبقة مع قوات الجيش السوري، حيث كان في استقبالهم قيادات مدنية وعسكرية، وتم تسلّم الجثامين مع الأوراق الثبوتية والأغراض الشخصية العائدة إليهم. وذكرت القيادية في «المجلس»، سوزان علوش، أنّ «هذا العمل يأتي كمبادرة إنسانية من جانب مجلس سوريا الديموقراطية لتسليم هذه الجثث لذويهم، كما تم تسليم رفات جثة أخرى تعود إلى أحد أبناء ريف الرقة لأهله»، ويُتوقّع وجود مقابر جماعية أخرى في محيط بلدة عين عيسى يجري البحث للكشف عنها.