السفير الصباغ: سورية ترفض فبركات واتهامات واشنطن وحلفائها بخصوص استخدام السلاح الكيميائي

السفير الصباغ: سورية ترفض فبركات واتهامات واشنطن وحلفائها بخصوص استخدام السلاح الكيميائي

أخبار سورية

الأربعاء، ١١ يوليو ٢٠١٨

أكد مندوب سورية الدائم لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية السفير بسام الصباغ أن سورية ترفض بشكل قاطع حملة المزاعم والاتهامات بخصوص استخدام السلاح الكيميائي المستندة إلى فبركات تشنها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وحلفاؤهم الغربيون ضدها منذ عدة أعوام وتستنكر استخدام هذه المنظمة منصة لاطلاق حملات مسيسة ضد الدول.
 
وجدد السفير الصباغ في بيان اليوم أمام الدورة الثامنة والثمانين للمجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إدانة سورية الشديدة لاستخدام الأسلحة الكيميائية من قبل أي كان وفي أي مكان وتحت أي ظرف من الظروف.
 
وقال الصباغ: إن التزام سورية بالتنفيذ المثالي لعملية إزالة الأسلحة الكيميائية السورية ضمن إطار زمني قصير وظروف أمنية معقدة مثل قصة نجاح حقيقية لسورية لكن المثير للاستهجان أن الولايات المتحدة الأمريكية الدولة الوحيدة التي لا تزال حائزة على ترسانة كيميائية ضخمة والتي يبدو أنها غير مستعجلة لإنهاء تدميرها والامتثال للمهلة الزمنية المحددة لا تكف عن انتقاد سورية لعدم تنفيذ التزاماتها.
 
وأضاف صباغ: “أما بشأن عملية فريق تقييم الإعلان الذي كلف بمساعدة سورية على توضيح بعض الجوانب الواردة في الإعلان السوري المقدم في أيلول 2013 فإنه وعلى الرغم من خروج هذا الفريق عن ولايته فإن الجانب السوري قد تعاون معه بحسن نية واستمر بتقديم المزيد من الوثائق والإجابة عن التساؤلات والاستفسارات التي يطرحها.. وعلى الرغم من الجهد الهائل الذي بذل في هذا المجال فإنه مع الأسف لم يتم إغلاق أي من المسائل التي تم توضيحها بشكل فني كاف وذلك تحت ذرائع شتى.. وللذين عبروا عن أسفهم لعدم إجابتنا عن التساؤلات التي تضمنتها رسالة المدير العام بهذا الشأن فإننا نود طمأنتهم بأن الجانب السوري قد أجاب الأمانة الفنية عن كل التساؤلات التي وردت في تلك الرسالة”.
 
وقال الصباغ فيما يخص تقارير فريق بعثة تقصي الحقائق فقد أصدرت الأمانة الفنية عددا من التقارير المتصلة بتحقيقاتها في عدة حوادث ورغم ضيق الوقت بين إصدار تلك التقارير ومناقشتها خلال هذه الدورة وعدم تقديم إحاطة بشأنها فإن وفد سورية سيدلي ببعض ملاحظاته وتساؤلاته بشأنها وسيناقشها في إطار البند /6/ز/ من جدول الأعمال المخصص لهذه المسألة..والوفد يعبر مجددا عن القلق الشديد إزاء استمرار الفريق بعدم التحلي بالشفافية وقيامه بعمله عن بعد وعدم التزامه بالحفاظ على سلسلة حضانة الأدلة واتباع فريقي البعثة طرائق عمل مختلفة وعدم توصلها إلى استنتاجات دامغة.
 
وأضاف: نرحب بانضمام دولة فلسطين الشقيقة الى اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية ونشدد على أن منطقة الشرق الأوسط لن تنعم بالأمن والسلام ما لم تنضم “اسرائيل” إلى كل الاتفاقيات الدولية المتعلقة بنزع كل أسلحة الدمار الشامل التي بحوزتها بما في ذلك اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية.
وأشار الصباغ إلى أن حصول المجموعات الإرهابية على أسلحة كيميائية ومواد كيميائية سامة واستخدامها في أماكن مختلفة يشكل خطرا متزايدا على أمن واستقرار الدول الأطراف والاستمرار بالاختباء وراء استخدام مصطلح الجهات الفاعلة من غير الدول بدلا من تسميتها بالمنظمات الإرهابية يسهم في افلاتها من توجيه الادانة المباشرة لها ومعاقبتها على أفعالها.
 
ولفت الصباغ الى ان الجمهورية العربية السورية “كانت قد نبهت مرارا الى وصول اسلحة كيميائية ومواد كيميائية سامة الى ايدي التنظيمات الارهابية في سورية لكن لم يتم الاصغاء لها واليوم ومع انهيار تلك التنظيمات الارهابية في سورية وانهزامها سيدفعها الى الهرب لاماكن اخرى او عودتها الى البلدان التي اتت منها مزودة بالخبرة والقدرات الفنية على استخدام الاسلحة الكيميائية مما يتطلب تعزيز التعاون الدولي الحقيقي لمواجهة خطر اتساع رقعة التهديدات الارهابية الكيميائية”.
 
وقال الصباغ: “وفد سورية يلفت هنا الى انتصارات الجيش السوري على الارهاب ويبشر بقرب انكشاف كل الاكاذيب والفبركات التي جرت بشأن ادعاءات استخدام الاسلحة الكيميائية في سورية وفضح كل المخططات الخبيثة التي تمت حياكتها من قبل تلك الدول وتنفيذها عبر ادواتها الارهابية المختلفة”.
 
وأكد “ان اعتماد مؤتمر الدول الاطراف قبل عدة ايام لقرار يخول منظمة حظر الاسلحة الكيميائية صلاحية تحديد المسؤولية عن حالات استخدام الاسلحة الكيميائية التي لا تنص عليها احكام الاتفاقية يبعث على القلق العميق ويشكل سابقة خطيرة في النظام الدولي لتجاوزه الواضح لاختصاص الهيئة الدولية المعنية بمسائل الحفاظ على الامن والسلم الدوليين”.
 
وشدد الصباغ على “ان اتباع حفنة من الدول لاساليب التهديد والابتزاز لتمرير هذا القرار يمثل تسييسا اضافيا لاعمال المنظمة ويتيح استخدامها مطية للقيام بالاعتداء على الدول المستقلة ذات السيادة” مشيرا الى ان “اعتماده الذي لم يحظ الا بدعم اقل من نصف عدد الدول الاعضاء في المنظمة يثير تساؤلا حقيقيا حول شرعيته القانونية ويجعله غير قابل للتطبيق” مضيفا: ” في هذا المجال تحذر سورية من ان تعمد الدول التي وقفت وراء تمرير هذا القرار الى استخدامه كغطاء قانوني لشن المزيد من أعمال العدوان ضد سورية واراقة دماء ابناء شعبها”.
 
وقال صباغ: “سورية ترى ان هذا القرار لن يفيد الا في اضافة تعقيدات جديدة على عمل المنظمة وقدرتها على اداء دورها واصابتها بالشلل وتعزيز حدة الانقسام بين الدول الاطراف فيها ودفعها نحو المزيد من الاستقطاب”.
 
ولفت الصباغ الى ان سورية تؤيد ما جاء في بيان مجموعة دول حركة عدم الانحياز والصين الاعضاء في الاتفاقية.
 
وتمنى الصباغ اعتبار هذا البيان وثيقة رسمية من وثائق الدورة الـ 88 للمجلس التنفيذي.