تحرير معبر «نصيب» إنجاز اقتصادي واستراتيجي مهم.. المنتجون يهللون: سيقلل التكلفة ويختصر الوقت وينشط حركة الصادرات

تحرير معبر «نصيب» إنجاز اقتصادي واستراتيجي مهم.. المنتجون يهللون: سيقلل التكلفة ويختصر الوقت وينشط حركة الصادرات

أخبار سورية

الأحد، ٨ يوليو ٢٠١٨

رحاب الإبراهيم:
لمجرد سماع توارد أخبار تحرير الجيش العربي السوري معبر نصيب الحدودي، المنتظر عودته منذ وقت طويل، ارتفع منسوب التفاؤل عند أهل التصدير والصناعة والتجارة ببدء التعافي الفعلي للاقتصاد المحلي وعودة الحياة إلى شرايينه، نظراً لأهمية هذا المعبر الاستراتيجي في تنشيط حركة الصادرات وزيادة معدلاتها، وخاصة في ظل الحاجة الماسة لمعبر بري يسهم في تخفيف التكاليف والوقت والجهد بشكل يعيد المنتج السوري إلى دائرة المنافسة، فهذه العودة الميمونة في حال تفعيلها بالسرعة المطلوبة ستعيد لسورية مكانتها الاقتصادية كنقطة توزيع مهمة للقارات الثلاث عبر جعلها بلد عبور «ترانزيت» للدول المجاورة، إضافة إلى كونه أيضاً نافذة لعبور الأشخاص، ما ينطوي على دلالات اقتصادية عديدة سيعم خيرها عاجلاً أم آجلاً على عموم البلاد بمن فيهم المواطن عبر تخفيض الأسعار وتقديم منتجات بمواصفات جيدة.
 
حسب بيانات إحصائية قدرت قيمة الصادرات السورية عبر معبر نصيب خلال عام 2010 بأكثر من 35 مليار ليرة سورية، بينما بلغت قيمة المستوردات نحو 47 مليار ليرة سورية، في حين وصل حجم الصادرات خلال عام 2014 وحتى تاريخ إغلاق المعبر في نهاية شهر آذار من العام 2015 أكثر من 27 مليار ليرة سورية، بينما بلغت قيمة المستوردات 78 مليار ليرة.
فوائد اقتصادية جمة
حالة التفاؤل بزيادة حركة الصادرات وإرجاعها إلى سابق عهدها، عند سماع خبر تحرير معبر نصيب، عبر عنه رئيس غرفة صناعة دمشق وريفها سامر الدبس، الذي أكد أنه قبل الحديث عن أهمية الإنجاز اقتصادياً، يفترض شكر الجيش العربي السوري على هذا النصر الكبير، الذي ستكون فوائده جمة على المنتجين، لجهة تخفيض تكاليف الشحن واختصار الوقت، وعودة النشاط إلى حركة الترانزيت، كما أنه يعد خطوة مهمة لتصدير المنتجات السورية إلى سوقها الأهم العراق على نحو أسرع وأقل تكلفة، فلا يخفى على أحد حجم التكاليف المرتفعة التي يتعرض لها المصدرون السوريون عند التصدير بحراً، لذا سيكون استكمال هذا الإنجاز عند وضعه بالخدمة، خطوة مهمة للصادرات السورية.
الرئة الجنوبية
بدوره شدد رئيس اتحاد الغرف التجارية غسان القلاع على أن معبر نصيب يعد الرئة التي نتنفس منها جنوباً، فعند عودته إلى الخدمة سيكون هناك تحسن اقتصادي لجهة تسهيل عبور الصادرات وخاصة أن هذا المعبر يعد الموقع السوري الذي يطل على منطقة الأردن والجزيرة العربية، فمن المؤكد أنه عند استجابة الجانب الأردني لفتح المعبر وتبادل النقل مجدداً مروراً إلى الدول العربية، إضافة إلى تبادل البضائع القادمة من شرق آسيا إلى خليج العقبة وصولاً إلى سورية ولبنان سيسهم ذلك في تحسن الأوضاع الاقتصادية إجمالاً.
تخفيض التكاليف والوقت
ولم يخف رئيس قطاع النسيجي في غرفة صناعة دمشق وريفها المهندس مهندس دعدوش، فرحته بنصر تحرير معبر نصيب بوصفه بالإنجاز العظيم، وخاصة أنه سيسهم في تخفيض التكلفة والوقت والجهد على الصناعيين، بتأكيده على أن البضاعة تحتاج حتى تصل إلى الأردن عبر البحر قرابة 40 يوماً عبر اتباع طريق اللاذقية طرابلس اللبنانية وصولاً إلى العقبة ثم عمان، لكن المفارقة الأكبر تكمن أن المسافة بين العقبة إلى عمان تحتاج إلى 300 كم بينما تستلزم من دمشق إلى عمان 150 كم فقط، ما يعني إجمالاً تخفيض التكلفة والوقت على نحو مضاعف، وهذا ينطبق عند شحن البضاعة جواً، حيث تحتاج لتصل إلى الأردن بعد المرور من بيروت قرابة 4 أيام، في حين يتطلب فتح معبر نصيب يوماً واحداً فقط، لافتاً إلى أن إعادة فتح معبر نصيب قد يكون حلاً لإيصال البضائع السورية إلى العراق، فاليوم يستلزم شحن البضائع اتباع طريق طويل من دمشق إلى طرابلس إلى مرسين فأربيل وصولا ًإلى بغداد، لذا سيكون لوضع معبر نصيب في الخدمة فوائد جمة على الاقتصاد السوري.
وأكد دعدوش أن مكاتب الشحن والمنتجين وزبائن البضاعة السورية جاهزون للمباشرة بالعمل فور فتح المعبر، الذي يعد حاجة أردنية أكثر منه حاجة سورية، التي يعاني اقتصادها بسبب الحرب لكن الاقتصاد الأردني يعاني مشاكل عديدة.
تعطش للمنتجات السورية
بدوره سامر رباطة عضو غرفة تجارة دمشق اعتبر معبر نصيب بوابة العبور إلى دول العالم وتحديدا ًدول الخليج، فحينما كان المعبر مغلقاً كان الصناعيون والمصدرون مجبرين على المرور عبر طريق بيروت، لكن مع فتح المعبر ستكون هناك خيارات أخرى تسهل عمل المصدرين والأفراد العاديين، مشدداً على أهمية المعبر في تقليل التكلفة والوقت والجهد على المنتجات السورية والمستوردات أيضاً، لافتاً إلى تعطش الأسواق الأردنية إلى المنتجات السورية، وخاصة في ظل رغبة المواطن الأردني في اقتنائها وشرائها، مشيراً إلى فتح المعبر سيؤدي إلى حل مشكلة تسويق المنتجات إلى السوق العراقية عبر اختصار الوقت والتكلفة عند اتباع هذا المعبر.
تنشيط المبادلات
تعد الصادرات الزراعية من أهم الصادرات التي كانت تنفذ عبر معبر نصيب، الذي تسبب إغلاقه، كما يؤكد عبد الرحمن قرنقلة مستشار في اتحاد الغرف الزراعية، في خسائر كبيرة يومياً قدرت بـ10 ملايين دولار بالنسبة لسورية، في حين تقدر خسائر عمان بـ10 مليارات دولار وفقاً لغرفة تجارة الأردن، كما شكل إغلاق المعبر من قبل العصابات الإرهابية ضرراً كبيراً لمصالح الشركات السورية والأردنية التي استثمرت أموالها في المنطقة الحرة المشتركة المرتبطة بالمعبر أيضاً.
وبين قرنقلة أن معبر نصيب الحدودي من البوابات المهمة لتنشيط المبادلات الزراعية السورية في كل من الأردن من جهة وسورية ولبنان من جهة أخرى، علماً أنه قبل الأزمة كان يمر عبر معبر نصيب آلاف الشاحنات يومياً محملة بمختلف البضائع والمنتجات قاصدة الأردن ودول الخليج العربي، لذا يمكن اعتبار المعبر شرياناً اقتصادياً واستراتيجياً ليس للأردن وسورية فقط بل للعراق ودول الخليج والدول الأوروبية والآسيوية، التي تصدر منتجاتها إلى أسواق الخليج، كما أنه يعد من المعابر الحدودية الأكثر أهمية للمسافرين.
انفراج كبير
وشدد قرنقلة على أن إعادة فتح المعبر سيسهم في تحقيق انفراج كبير أمام أزمات تسويق كثير من المنتجات الزراعية لكل من سورية ولبنان والأردن، لذا المطلوب الإسراع بالتنسيق مع الحكومة الأردنية لوضع الترتيبات اللازمة من الجانبين السوري والأردني للعمل على وضع المعبر بالخدمة بأقصر وقت ممكن، مع قيام الجهات المعنية بالتصدير كاتحاد المصدرين واتحاد غرفة التجارة والصناعة واتحاد غرف الزراعة التنسيق الفوري مع الجهات المقابلة لها في الأردن وعقد اجتماعات عاجلة لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الأزمة.
انتصار اقتصادي
الخبير الاقتصادي د.سنان ديب بيّن أن عودة معبر نصيب يشكل أهمية اقتصادية كبيرة عبر تسهيل مرور عشرات آلاف السوريين بزيارات مؤقتة أو دائمة لسورية، ما يعني تدفق الملايين من العملة الصعبة وتسهيل تبادل البضائع مع الأردن وغيرها من الدول، بالتالي فتح أسواق تصديرية لسلعنا أو عودة هذه الأسواق، إضافة إلى عودة مرور البضائع كتزانزيت من لبنان إن كانت مستوردة، ما يدر ملايين الدولارات للخزينة العامة وكذلك البضائع إلى العراق، وكذلك توافد السياح لسورية أو لبنان عبر البر، مؤكداً أن المعبر سيعطي فوائد للاقتصاد السوري من حيث العوائد وخاصة تقوية الليرة، وقد يسهل استجرار واستيراد المواد والآليات لإعادة الإعمار.
وتحدث د.سنان عن الضرر الكبير الذي لحق بالاقتصاد السوري من جراء إغلاق معبر نصيب لكن الضرر الأكبر كان للأردن ولبنان، ما يعني أن عودته ستكون لها منافع لهذين البلدين كما سورية، وخاصة عند إعادة إحياء المنطقة الحرة المشتركة- السورية الأردنية بما يخدم الاقتصاد السوري.
وشدد على أن عودة معبر نصيب تعني عودة الثقة والأمان ورسالة انتعاش اقتصادي جديدة، كما أنه عنوان لعودة درعا كاملة بأراضيها ومحاصيلها، باختصار هو انتصار لسورية ولشعبها على الإرهابيين عسكريا ًواقتصادياً.
تشرين