الموسيقا والغناء في المناطق المحررة انتصار آخر على الإرهاب

الموسيقا والغناء في المناطق المحررة انتصار آخر على الإرهاب

أخبار سورية

الخميس، ٣١ مايو ٢٠١٨

يقف الشاب محمد الرفاعي مشدوداً إلى مجموعة من أقرانه وهم يعزفون على آلاتهم الموسيقية أناشيد وأغاني وطنية في ببيلا، بينما كانت تحتفل البلدة برفع العلم الوطني وسط تجمع جماهيري من الأهالي بإعلان بلدات ببيلا ويلدا وبيت سحم جنوب دمشق خالية من الإرهاب.
الشاب الرفاعي الذي يبلغ من العمر سبعة عشر عاماً الذي يحلم بدراسة طب الأسنان قال لمراسلة (سانا): إن مشهد شباب وشابات وقفوا مع آلاتهم يعزفون الموسيقا في ساحة النجمة بالبلدة أثار مشاعره وحرك رغبة في داخله للعزف، مضيفاً: لم أر هذا المشهد منذ سبع سنوات، للحظات تمنيت لو كنت واحداً منهم.
يكشف محمد الذي حضر الاحتفال مع عشرات الشبان من البلدات الثلاث أنه رأى في السنوات الماضية العديد من الشباب في سنه وأصغر منه تركوا المدرسة وحملوا السلاح ويقول متأسفاً على حالهم: «ضيعوا أنفسهم ومستقبلهم».
الطفلة إيمان شحادة اثنا عشر عاماً تسمرت بالمكان قرب العازفين وهي تتأملهم بابتسامة تعلو وجهها تقول: ذكروني بنفسي قبل سبع سنين كنت أتعلم العزف على الطبل في بيتنا بمخيم اليرموك، وتضيف بحسرة: «أحب الموسيقا لأنها تشعرني بالأمان».
وعزف شباب وشابات من فرقة اتحاد شبيبة الثورة بعد أيام على اندحار تنظيم «داعش» الإرهابي ألحاناً لأغان وطنية في ساحة الشهداء ما بين الحجر الأسود ومخيم اليرموك، حيث حول إرهابيو «داعش» المدارس إلى مراكز تدريب لتجنيد الأطفال واستخدموهم في العمليات الإرهابية.
و«تحرم» التنظيمات الإرهابية الاستماع إلى الموسيقا وتعتبرها بدعة وسلوكاً يستوجب العقاب!.
الشاب رمال الحجلي الذي يعزف على آلتي العود والطبل يرى أن حضور الشباب بآلاتهم الموسيقية إلى المناطق المحررة هو رسالة بأن الشباب السوري سيظل حاملاً للعلم والمعرفة والموسيقا لأن السلاح يأخذنا إلى الخراب والدمار، معبّراً عن شعوره بالفخر لمشاركته الاحتفال بانتصارات الجيش ويضيف بحماسة: لحظة لا أنساها عندما عزفنا بينما العلم يرفرف في سماء الحجر الأسود بعد زوال إرهابيي «داعش».
أما العازفة آية رزق 13 عاماً فتقول وهي تحتضن آلة الترومبيت وعيناها تشعان بالفرح: إن حلمها العزف في كل مكان حاول الإرهابيون تدميره.
ويرى سماح جبر 17 عاماً يعزف على آلة الترومبيت أن صوت الموسيقا أعلى من صوت إرهابهم، مشيراً إلى أن شعوراً بالاعتزاز انتابه عندما عزف النشيد الوطني بينما العلم يرتفع عالياً وجنود وضباط من الجيش يؤدون له التحية.
ويعلق بسام الكردي صاحب محل حلويات في ببيلا على العازفين الشباب بأنه دليل قاطع على خلاصنا من الإرهاب… وعودة أجواء الأعياد.
وأشاع حضور الشباب العازفين مع آلاتهم النحاسية وعزفهم قرابة الساعة العديد من الأغاني الوطنية انطباعاً إيجابياً بأنه المشهد الطبيعي لحياة آمنة.