كريدي: يجري وضع اللبنة الأساسية لإطلاق مسار واضح يؤسس للحل

كريدي: يجري وضع اللبنة الأساسية لإطلاق مسار واضح يؤسس للحل

أخبار سورية

الأحد، ٢٧ مايو ٢٠١٨

أكدت نائب أمين عام «هيئة العمل الوطني الديمقراطي» وأمين سر مؤتمر الحوار الوطني في مدينة سوتشي ميس كريدي، أن هناك الكثير من التفاصيل تحتاج إلى البحث أيضاً حول اللجنة الدستورية المنبثقة عن «سوتشي» وعلى رأسها مكان عقد اللجنة لمناقشاتها، والمواد التي ستناقشها، ولا سيما أن الحديث يدور حتى الآن عن تطوير بعض المواد الدستورية في دستور 2012.
وفي تعليق لها على إعلان وزارة الخارجية والمغتربين تسليم سفيري روسيا وإيران لدى دمشق لائحة بأسماء أعضاء لجنة مناقشة الدستور الحالي، قالت كريدي في تصريح لـ«الوطن»: إن الأهم فيما يجري اليوم هو بدء وضع اللبنة الأساسية والبنيان الأساسي الذي سيؤسس لمسار سياسي واضح، كذلك الإعلان أمام كل العالم أن الحل في سورية هو حل سياسي من خلال الحوار السوري السوري.
ولفتت كريدي إلى وجود بعض التساؤلات المرتبطة بطبيعة عمل «اللجنة الدستورية»، فهناك تساؤلات عن مكان مناقشة الدستور، وتفاصيل لها علاقة بموقف السوريين والقلق من تعامل سابق مع «جنيف»، ومع الجهات الدولية التي تملك أجندات خاصة بها ليس للسوريين مصلحة بها، إضافة إلى أن القوى الوطنية في سورية تسعى إلى دستور أكثر «علمانية»، على حين إذا كان سيتم إشراك مجموعات كانت ممثلة في (اجتماعات) «أستانا» فهذه المجموعات توجهاتها «متشددة»، وبطبيعة الحال ينبغي ترك هذه الأمور لحين انعقاد هذه اللجنة، على حد قولها.
وعما يتعلق بالتصريحات الأخيرة لنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف التي ألمح فيها إلى احتمال أن يتم نقل «مسار أستانا» إلى «سوتشي»، بينت أمينة سر مؤتمر سوتشي، أنه ليس من المهم المكان وإنما استئناف المسار الذي هو استكمال لمسار «أستانا»، وأضافت: «من وجهة نظرنا كـ«معارضة وطنية»، لا بد من التعاطي مع «سوتشي» وتحويله إلى مسار بشكل جدي لأنه هو المسار الحقيقي والفعال الذي من الممكن له أن يحقق التوافقات السياسية من أجل إنجاز حل سياسي سوري سوري أولاً، ولأنه معنون بالحوار السوري وأيضاً اتخذ طابع حضور المكونات والأطياف السورية كافة، كذلك لأنه معبر أكثر عن إمكانية التفاهمات مع السلطات السياسية في سورية».
وكان بوغدانوف أشار في تصريحات سابقة له إلى أن عملاً حثيثاً يجري مع جميع الأطراف المعنية لاستئناف العملية السياسية، معرباً عن أمله في مشاركة المعارضة السورية، لأنه «بغيابهم من الصعب بحث قضايا بسط الاستقرار وتعزيز نظام وقف إطلاق النار».
وأشارت كريدي إلى أنه وبعد الإنجاز الميداني والنصر الكبير الذي حققته الدولة بتحريرها العاصمة دمشق وريفها من الإرهاب فإن شركاء كثراً كانوا في «أستانا» تمت إزاحتهم نتيجة انتهاء العمليات العسكرية، كما لم يعد ممكناً لقوى محضرة بأجندات خارجية أن تستقطب المجتمع السوري الذي أصبح لديه ردة فعل ناتجة عن ظروف الحرب، والأذية التي حصلت له نتيجة تدخلات خارجية، فالشعب السوري بالتالي رافض للتدخلات الخارجية، ومن هنا لا بد من إعطاء دور واقعي وأكبر لمعارضات لم تكن طرفاً في هذه المسائل.
وعن مصير مسار «جنيف» اعتبرت كريدي أنه لا يمكن الاعتماد على «جنيف» اليوم في البحث عن حل سياسي سوري، وينبغي الاعتماد على مسار أعم وأشمل، لأن «جنيف» تمثل في ذاكرة السوريين بتاريخ انحيازه نحو الإرهاب ضد الشعب السوري، والتحيز للقوى السياسية في هيئة الرياض وغيرها التي تعتبر شكلاً من أشكال الغطاء الشرعي للعمل الإرهابي المسلح في سورية، وما دام هناك تمسك بهذه القوى فهي تعكس رهانات سابقة لدى دي ميستورا ومن وراءه، من هنا لا بد من تغيير فكرة مسار «جنيف»، والذهاب نحو مسار يمكن أن يكون مقبولاً أكثر للسوريين.