أين يتواجد داعش في سورية وما هو حجم خطره؟

أين يتواجد داعش في سورية وما هو حجم خطره؟

أخبار سورية

السبت، ٥ مايو ٢٠١٨

يتّجه الجيش السوريّ نحو إنهاء وجود تنظيم داعش في الطّرف الجنوبيّ من دمشق، وهذا المنجز العسكريّ يفتح باب السؤال عن أماكن تواجد التنظيم الأكثر وحشيّةً في تاريخ التنظيمات الجهاديّة، وما هو حجم الخطر الذي يشكّل انتشار التنظيم في ما تبقّى له من مناطق.
يمتلك تنظيم داعش أربعة جيوب في مناطق منفصلةٍ من الأراضي السوريّة، الجيب الأوسع من حيث المساحة الجغرافيّة يقع في وسط البادية السوريّة، وهو يمتدّ بين جنوب شرق بلدة السخنة بريف حمص والريف الجنوبيّ لدير الزور، وصولاً إلى محيط منطقة التنف، وخطورة هذا الجيب تكمن في قربه من منطقة الـ"55 كم" المحيطة بقاعدة التنف، وانتشاره في أجزاء منها، ما يمنع الطيران الحربيّ السوريّ والروسيّ من استهداف هذه النقاط التي تعتبر أساسيّةً في حسابات الإدارة والتحكّم لقيادة داعش.
المصادر الميدانيّة السوريّة تتهم واشنطن بتسهيل هجمات داعش على نقاط الجيش في كلٍّ من ريف دير الزور الجنوبيّ وريف حمص الشرقيّ انطلاقاً من داخل منطقة الـ"55كم"، وهو الاختصار الإعلاميّ لمنطقة خفض التصعيد المتّفق عليها في محيط بلدة التنف التي تحتلّها القوّات الأمريكيّة، إلّا أنَّ المصادر نفسها تؤكّد قدرة الجيش على حسم المعركة في هذا الجيب سريعاً باعتبار أنّه بجزئه الأكبر يتشكّل من المساحات المكشوفة التي يمكن أنْ يسهّل تدخّل الطيران المروحيّ القتاليّ الروسيّ في المعركة من عمليّة السيطرة عليه، بما يُبقي أمام التنظيم خيار الانسحاب من كامل هذا الجيب باتّجاه منطقة الـ"55 كم"، وهذا سيورّط الإدارة الأمريكيّة علانيّةً بالتساهل مع التنظيم في حال لمْ تتحرّك نحو عمليّةٍ واسعةٍ ضدّه في هذه المنطقة، سواء بتدخّلٍ مباشر لمقاتليها، أو من خلال الفصائل الموالية لها في المنطقة كـ"جيش مغاوير الثورة".
الجيب الثاني الذي يمتلكه التنظيم يقع في منطقةٍ تمتدُّ بين ريف دير الزور وريف الحسكة الجنوبيّ شرق الفرات، هذا الجيب لا يمكن للتنظيم من خلاله مهاجمة مواقع الجيش السوريّ غرب الفرات "البوكمال – الميادين...إلخ"، إلّا إذا سهّلت الإدارة الأمريكيّة وقوّات سورية الديمقراطيّة مثل هذا الهجوم، وسمحت للتنظيم باجتياز النهر دون العمل على استهدافه تبعاً للتوافق الميدانيّ الذي تتقاسمه واشنطن مع موسكو حول خارطة التحليق للطيران الحربيّ التابع لكلٍّ منهما فوق سورية.
خطورة هذا الجيب تأتي من وجود قيادات الصفّ الأوّل لتنظيم داعش جنوب شرق محافظة الحسكة، إضافةً للعدد الكبير لمقاتليه، والذي يُقدّر بين 2500-4000 مقاتلٍ بحسب تقارير إعلاميّة أوروبيّة، وكانت "قسد" قد أعلنت عن إطلاقها لمرحلةٍ جديدةٍ من معركة "عاصفة الجزيرة" ضدّ وجود التنظيم في هذه المنطقة، ومن المتوقّع أنْ تُحسم هذه المعركة سريعاً في المناطق الواقعة بريف دير الزور، إلّا أنّها قد لا تتواصل نحو ريف الحسكة الجنوبيّ الشرقيّ لأهدافٍ سياسيّة، أبرزها الحفاظ على حجّة للإبقاء على الوجود العسكريّ الأمريكيّ في سورية.
ثالث جيوب التنظيم يقع في منطقة "حوض اليرموك" بريف درعا الغربيّ، وهذه المنطقة محاصرةٌ بالحدود الأردنيّة والفلسطينيّة من جهة، ووجود الفصائل المسلّحة المعادية لتنظيم داعش من جهةٍ أُخرى، وبرغم أنَّ التنظيم تمكّن من خلال هجومه في شباط من العام الماضي على الفصائل المسلّحة من الوصول إلى تخوم مدينة "نوى" من خلال سيطرته على تلّ الجموع، إلّا أنّه ما زال يفشل في الدخول إلى مناطق ما بعد بلدات "حيط – جلين"، والتي يحاول من خلالها أنْ يسيطر على طرق التجارة في المنطقة.
ظهور داعش في الجنوب السوريّ بشكلٍ علنيّ كان في الـ9 من نيسان للعام 2016، من خلال بيان اندماج كلّ من "لواء شهداء اليرموك – حركة المثنى الإسلامية – جيش المجاهدين" في فصيلٍ حمل اسم "جيش خالد بن الوليد"، وكان لنشر "وكالة أعماق" التابعة لداعش، الأثر الكبير في تبيان هويّة الفصيل الجديد من خلال إعلانِها ولائه لتنظيم أبو بكر البغدادي بشكلٍ علنيٍّ بعد أنْ كان وجود التنظيم في المنطقة يقتصر على بيعةٍ سرّيةٍ لـ"لواء شهداء اليرموك" لداعش.