كيف قضى الأسرى ليلتهم الأخيرة في دوما داخل أروقة التعذيب

كيف قضى الأسرى ليلتهم الأخيرة في دوما داخل أروقة التعذيب

أخبار سورية

الخميس، ٣ مايو ٢٠١٨

من منا لم يسمعْ بسجن التوبة.. أكبرِ سجونِ "جيش الإسلام" في دوما، ذلك السجنُ الذي شهد تعذيبَ وقتلَ آلاف المخطوفينَ الذي قضوا في زنازينَ تحت الأرض لم يعرف إليها النور سبيلاً.
 
أقفاصٌ حديديةٌ هي أول ما نشاهدهُ قبل أن نُعاين سجن التوبة من الداخل.. لهذه الأقفاص حكايةٌ مؤلمةٌ لدى جميع الأسرى وعائلاتهم، ففيها كان يضعُ جيش الإسلام المخطوفين ويجولُ فيهم بحركةٍ استعراضيةٍ في أنحاء مدينة دوما بُغية إذلالهم والنيلِ من كرامتهم.
 
غرفٌ مظلمةٌ ازدحمت بعشرات الأسرى الذين ذاقوا أشد أنواع التعذيب والحرمان، وغرفٌ انفرادية سمعت جدرانُها أنين المعذبين حتى فاضت فيها أرواحُهم.
 
لا معنى للراحة في سجن التوبة.. فعناصر "جيش الإسلام" كانوا يستخدمون الأسرى في حفر الأنفاق والقيام بأي عمل يحتاج إلى جهد ومشقة، ومن يُتمّ منهم ساعاتِ الحفر المخصصة له، يستطيع أن يرى النور لبضع دقائق قبل أن يعود إلى ظلام زنزانته.
 
يشرح أحد الشبّان من مدينة دوما عن السجون التي كان يملكها "جيش الإسلام": "كان لديهم سجن "الباطون" وسجن "الكهف" وسجن "التوبة" كما كان لديهم مخفر للشرطة ومركز للجنايات".
 
وتابع كنّا نرى الأسرى ولكن كان الارهابييون يُخبئونهم ضمن سيارات خاصة، كانوا يأخذونهم لحفر الأنفاق والأعمال الشاقة، كان المسلحون يحيطون بهم من كل جانب ويجبرونهم على الحفر".
 
وحول مصير الأسرى والذي لم يُفرج إلا عن عدد قليل منهم؟.
 
نوه الشاب:  هؤلاء بالذات لم نعرف ما كان مصيرهم، وماذا فعل بهم الارهابيين، وإن كانوا قتلوهم أم لا".
 
أضحى اليومَ سجنُ التوبةِ خالياً من المسجونين، لم يبقَ فيه إلا الذكرياتُ والأمنياتُ التي نقشها الأسرى على الجدران، وبعضُ الآثار التي توثّق معاناتِهم وأوجاعَهم، وآخرُ وجبةٍ ذاقوا معها طعم الألمِ والقهر.
 
أما السجانُ فقد غادر هذه الأرضَ صاغراً تاركاً وراءهُ دفاتر نوباتِ الحراسة ومفاتيح السجن، بعد أن عذّب البشر ودمّر الحجر، لتسطُع الشمسُ على هذا المكان معلنةً انتهاء الليل المظلم.