عمالنا في عيدهم.. استنفار على مدار الساعة والتزام بالعمل في أحلك الظروف

عمالنا في عيدهم.. استنفار على مدار الساعة والتزام بالعمل في أحلك الظروف

أخبار سورية

الثلاثاء، ١ مايو ٢٠١٨

مئات الشهداء، والجرحى، والمخطوفين.. استنفار على مدار الساعة.. دخول إلى أخطر الأماكن رغم اليقين بأن الشهادة هي النتيجة الحتمية، وصفات أخرى لا تليق ولا يستقيم ذكرها إلا بوصف الجيوش والجنود.
هكذا كان عمال سورية خلال سنوات الحرب.. جيشاً شجاعاً خلف الجيش العربي السوري، وحاملي قضية لا يؤخرهم عن نصرتها ظرف ولا طارئ، التزموا العمل في أحلك الظروف، وظلوا في الشوارع عندما اختبأ الجميع، وأثبتوا للقاصي والداني أنهم أبناء سورية المخلصين. وفي عيد العمال، تضيء (تشرين) على عمال قطاعي الكهرباء والاتصالات، والتقت رئيس مكتب نقابة عمال الكهرباء في دمشق علي مرهج ومدير اتصالات دير الزور المهندس رمضان الضللي.
خبرات عالية وصمود مذهل
مرهج الذي وجه التحية لكل عمال الوطن لما قدموه في هذه الحرب من تضحيات، وما أثبتوه من وطنية عالية، قال: إن الجميع يشهد في هذه الحرب بصمود وتفاني عمال الكهرباء على امتداد مساحة الوطن، إذ إن ما تعرض له قطاع الكهرباء كان تخريباً ممنهجاً أدى إلى تدمير كبير في الشبكات والخطوط والمحطات، لكن عمالنا بخبراتهم الكبيرة وصمودهم المذهل أفشلوا المخطط، وكانوا يقومون بإصلاح أصعب الأعطال من دون الاستعانة بالخبرات الأجنبية وبتكلفة بسيطة لا تقارن أبداً بالمبالغ التي كانت تطلبها خبرات خارجية لإصلاح الأعطال ذاتها، وقاموا بإصلاح الخطوط والمحطات والشبكات تحت القصف والقنص وكانوا رديفاً أول للجيش العربي السوري.
370 شهيداً و180 جريحاً
وبيّن رئيس مكتب نقابة عمال الكهرباء أن قطاع الكهرباء قدم 370 شهيداً، و180 جريحاً، وأكثر من 50 مخطوفاً على امتداد سنوات الحرب، موضحاً أن هذه الأرقام الكبيرة لم تثنِ زملاءهم عن متابعة طريقهم والاستعداد للتضحية كما ضحى من سبقهم.
وذكر مرهج لـ (تشرين) حادثة وقعت عام 2013، حيث كانت إحدى ورش الكهرباء تقوم بإصلاح عطل في أحد الخطوط على طريق مطار دمشق الدولي، وحين كان العامل يقوم بعمله على البرج، تم قنصه من الإرهابيين، فسقط شهيداً على الفور، لكن الورشة لم تهرب، ولم ينتظر أفرادها أي تغطية، فقام أحد زملاء الشهيد بالصعود فوراً إلى ذات البرج، وقام بإصلاح العطل رغم معرفته بأنه قد يتم قنصه مثل زميله الشهيد الذي استشهد أمام عينيه.ومن شهداء القطاع أيضاً، مدير قسم كهرباء إحدى مناطق الغوطة الذي خُطف وقتل وتم التمثيل بجثته خلال قيامه بعمله، وهو الذي كان مشهوداً له أن نشاطه وتفانيه في العمل كانا السبب في تحسن الكهرباء بشكل كبير في تلك المنطقة.
خسائر بـ 400 مليار
وزودنا مرهج بمعلومات عن حجم الاعتداءات التي قام بها الإرهابيون على قطاع الكهرباء، وقامت ورش الوزارة بإصلاح قسم كبير منها:
-توقف 34 مجموعة توليد من أصل 54 مجموعة.
-استهداف أغلبية محطات توليد الكهرباء بالقذائف الصاروخية.
-اعتداءات متكررة على خطوط التوتر العالي البالغ عددها 150 خطاً، الأمر الذي أدى إلى خروج 75 خطاً من الخدمة.
-الاعتداء على 100 محطة تحويل 230/66 ك.ف من أصل 480 محطة.
-سرقة مكونات محطات التحويل والكابلات.
-تخريب مراكز التحويل وشبكات التوزيع التي تنقل الكهرباء إلى منازل المواطنين. وبلغت تكلفة التعديات التي تعرض لها قطاع الكهرباء من المجموعات الإرهابية منذ بداية الحرب على سورية حتى الآن 400 مليار ليرة.
مرافقون للجيش
من جهته، أكد مدير اتصالات دير الزور المهندس رمضان الضللي أن ورش المديرية كانت مرافقة للجيش العربي السوري طوال فترة الحرب، وأثبتت وجودها قبل وبعد كسر الحصار وتحرير المحافظة، وقامت بتخديم القطاعات العسكرية بالاتصالات الأرضية واللاسلكية حتى كسر الحصار، واستطاعت خلال الحصار وبعد قطع الكبل الضوئي بشكل نهائي تأمين الاتصالات المدنية والعسكرية عبر الاتصال الفضائي بعمل دؤوب ومتواصل على مدى أيام من قبل ورش المديرية.
وأضاف مدير الاتصالات أن الورش كانت مرافقة للجيش خلال عملية تحرير المدينة، وكانت أول من يدخل بعد التحرير للقيام بالإصلاحات المطلوبة لتعود الشبكة إلى سابق عهدها.
خطف وتعذيب
يضيف الضللي أنه خلال فترة احتلال التنظيمات الإرهابية لطريق دير الزور – دمشق، كانوا يقومون كل فترة بقطع الكبل الضوئي، وتقوم المديرية, بعد الاتصال بالعشائر والوجهاء, بتأمين وصول الورش إلى مكان العطل لإصلاحه رغم خطورة الوضع، ورغم معرفة الجميع أن الإرهابيين أهل غدر وليسوا أهل ذمة وعهود، وأن الورشات كانت تتعرض للضرب والتعذيب، ورغم هذا تعاود المحاولة وتعود إلى المكان ذاته لإصلاح الكبل وتتعرض مرة أخرى لكل ما تعرضت له سابقاً، كما تعرضوا أكثر من مرة لحالات خطف، ومع هذا لم يزرع الإرهابيون الخوف في قلوب العمال، وأدوا واجبهم في كل مكان تطلَّب وجودهم.