واشنطن تعيد حشد الأكراد... بعد «غصن الزيتون»

واشنطن تعيد حشد الأكراد... بعد «غصن الزيتون»

أخبار سورية

الجمعة، ٢٧ أبريل ٢٠١٨

يؤكد مسؤولو واشنطن العسكريون أنهم بصدد إعادة تنشيط الجبهات ضد «داعش» في وادي الفرات ومنطقة الحدود السورية ــ العراقية، وسط عودة لبعض العناصر الكردية في «قوات سوريا الديموقراطية» إلى جبهات الشرق، قادمين من منبج ومحيطها
بعد فترة طويلة من التوتر الذي ولّده التدخل العسكري التركي في منطقة عفرين، يعيد «التحالف الدولي» حشد صفوف الأكراد ضمن «قوات سوريا الديموقراطية» لتنشيط الجبهات ضد «داعش» في منطقتي وادي الفرات والحدود السورية ــ العراقية. هذا التوجه الذي تُرجم عبر تحركات الميدان منذ أيام، ظهر بوضوح، أمس، في حديث وزير الدفاع جايمس ماتيس أمام لجنة القوات المسلحة في «الكونغرس». وبينما ينتظر أن يتبيّن مآل التعويل الأميركي على حضور قوات «من المنطقة» في مناطق شرق الفرات، تبدو الولايات المتحدة مطمئنّة تجاه حليفتها تركيا. إذ أكد مسؤولون أميركيون أن العديد من المقاتلين في مناطق منبج وغيرها من الجبهات البعيدة عن وادي الفرات، بدأوا بالعودة خلال الفترة الماضية. وهو ما قد يشير إلى أن التفاهمات «الأولية» الأميركية ــ التركية حول مدينة منبج ومحيطها أولاً، وحول شرق الفرات ثانياً، باتت مرشحة للترجمة على أرض الواقع. ومع تأكيد «الكونغرس» تعيين مايك بومبيو في منصب وزير الخارجية الجديد، يفترض أن يعود الحديث عن «صفقة منبج» إلى الواجهة مجدداً، خصوصاً أن أنقرة أكدت أنها تنتظر استلام بومبيو منصبه، لعودة التفاوض إلى نصابه. ولم يرشح خلال الفترة التي تولى فيها نائب وزير الخارجية جون سوليفان، تسيير أمور الوزارة بالوكالة بعد إقالة ريكس تيلرسون، أي مستجدات حول مسار التعاون المفترض بين تركيا والولايات المتحدة، على رغم أن سوليفان نفسه، ساهم في اللقاءات التي مهّدت لاجتراح اتفاق «أولي» حول الشمال السوري.
ماتيس أشار أمس إلى أن قوات بلاده «لا تعمل حالياً على الانسحاب من سوريا»، موضحاً أن «مكافحتنا لداعش مستمرّة، وسوف نعمل على حشد المزيد من الدعم من المنطقة». وأكد أن العمليات العسكرية سوف تتكثف بالتوازي في الجانب العراقي قرب الحدود مع سوريا، لافتاً إلى وجود قوات فرنسية خاصة إلى جانب وحدات بلاده العسكرية، في الشرق والشمال السوري. وترافق الحديث عن القوات الفرنسية مع استضافة باريس لاجتماعين معنيين بالوضع في سوريا. إذ التقى عشرات الوزراء ومئات الخبراء من أكثر من 70 بلداً، لبحث «تجفيف مصادر تمويل الإرهاب»، من دون أن يتم الحديث عن أي نتيجة واضحة لهذا اللقاء، سوى التأكيد على مزيد من التنسيق الاستخباري بين الدول الحاضرة. وبالتوازي، عقد ممثلون عن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والسعودية والأردن، اجتماعاً ضمن ما أطلق عليه «المجموعة المصغّرة»، والتي سبق وأنتجت «ورقة مبادئ» قبيل «مؤتمر سوتشي»، اعتمدتها «هيئة التفاوض» المعارضة حينها، لدعم موقفها الرافض لحضور المؤتمر. ولم يرشح عن الاجتماع أمس أي معلومات، غير أن تصريحات وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الذي يفترض أن يحضر الاجتماع، أكدت أن الاجتماع مناسبة جديدة للتحشيد ضد روسيا في الملف السوري. وذلك قبل زيارة مرتقبة للوزير لودريان إلى مصر، الاثنين المقبل، والتي سوف تتطرق إلى مقاربة البلدين للوضع في سوريا.
الجهد الأوروبي ضد موسكو وحلفائها، قوبل أمس بتحرك روسي ــ سوري مشترك في «منظمة حظر الأسلحة الكيميائية»، إذ قدم وفدا البلدين «17 شاهداً» من أبناء مدينة دوما، لدحض الرواية الغربية عن الهجوم الكيميائي المفترض في المدينة. واجتمع كلام الشهود على نفي الوقائع التي تم الترويج لها من قبل واشنطن وباريس ولندن، بما في ذلك إصابة أي شخص في دوما جراء استخدام غازات سامة. وجاء الرد الغربي وفق المتوقع إذ قاطعت وفود بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، جلسة الإفادة، واعتبر مبعوث بريطانيا إلى المنظمة بيتر ويلسون في بيان أن «المنظمة ليست مسرحاً... وقرار روسيا إساءة استغلال المنظمة محاولة أخرى لتقويض عملها».
وعلى الأرض، استمرت عمليات الجيش في محيط مخيم اليرموك والحجر الأسود، بالتوازي مع تجدد المفاوضات مع ممثلين عن الفصائل المسلحة والفعاليات الشعبية في بلدتي ببيلا وبيت سحم ومحيطهما، بغية التوصل إلى بنود نهائية لاتفاق التسوية الخاص بالمنطقة. وبالتوازي شنّت عدة جماعات مسلحة هجوماً أمس على عدد من بلدات ريف حماة الشمالي. وتركز الهجوم الذي قادته بشكل رئيس ــ وفق مصادر معارضة ــ «جماعة أنصار الدين»، على محاور بلدتي الحماميات وكرناز، حيث استمرت الاشتباكات حتى وقت متأخر من ليل أمس، وسط استهداف واسع لسلاحي الجو والمدفعية، طاول مواقع المسلحين في بلدات اللطامنة وكفرزيتا والهبيط وكفرنبودة.