مع انتشارها في أسواق حمص «البــالات » .. بدائل مقبولة لذوي الدخل المحدود

مع انتشارها في أسواق حمص «البــالات » .. بدائل مقبولة لذوي الدخل المحدود

أخبار سورية

الخميس، ١٩ أبريل ٢٠١٨

 في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار، الذي طغى على أسعار الملابس الجديدة، أصبحت البالة هي الملاذ الوحيد لذوي الدخل المحدود لما يوجد بها من ملابس رخيصة نسبياً، وتناسب جميع الأذواق، وتراعي جيوبهم مقارنة بأسعار المحال التي تعدت أسعارها متوسطي الدخل، ورغم ارتفاع أسعار الملابس المستعملة “البالات” بمختلف أشكالها وألوانها، إلا أنه لا يمكن مقارنتها بالأسعار الجنونية التي ضربت الأسواق، وتشهد محال البالة في حمص إقبالاً كبيراً من قبل المواطنين الفقراء لتلبية احتياجاتهم بأقل الأسعار ومن قبل الأغنياء كموضة لشراء الماركات العالمية.
“البعث” التقت شريحة من المواطنين الذين يتسوقون من هذه البالات وبعض أصحاب المحلات لتسليط الضوء عليها..
 
الحصول على البالة
أحد أصحاب البالات، قال: تأتي البالة على شكل مغلفات مرصصة، لا يعرف ما بداخلها، ولا يمكن أن نعاين البضاعة، ونكتفي بمعرفة تصنيفها، ولذلك يضع البائع في حسبانه أن 5 بالمئة من البضاعة قد يتلف، فقد يكون بعضها عليه رسومات غير مناسبة لمجتمعنا، أو بعض القطع تكون تالفة بسبب سوء التخزين، مضيفاً بأن المصدر الرئيسي لهذه البضائع دول أوروبا، وطريق شحنها الوحيد عبر البحار، ما يعني أن جميع البضائع (البالة) تدخل البلد من الدول المجاورة تهريباً، لأن استيرادها ممنوع كونها مواد مجهولة المصدر.
 
تعقيم البالة
سومر صاحب محل آخر، قال: تخضع جميع بضائع البالة في “محلي” لعملية التعقيم والغسيل والكي قبل عرضها على المستهلك، وغالباً يغسل المواطن القطعة قبل ارتدائها، كما يتم عرض القطع الجيدة والماركات بأسعار أعلى من أسعار القطع العادية، وهناك إقبال كبير من المواطنين لشراء حاجاتهم من البالات، لأنها أرخص بكثير من المحال الجاهزة، وأغلب أصحاب البالات يكونون زبائن من خلال بيعهم بأسعار مناسبة وقطع جيدة.
 
الأرخص
رشا، ربة منزل وأم لثلاثة أولاد، قالت: إن سبب الشراء من البالة لا يتعلق بالجودة فحسب، بل يكمن في ارتفاع ثمن الملابس الجديدة نسبياً، فأنا أستطيع شراء ثلاث قطع بسعر قطعة واحدة من محال الألبسة الجديدة، وأسعار الملابس الجديدة لا تناسب حالتي المادية، لأن أسعارها عالية جداً، وقالت أحلام، طالبة جامعية: إن وضعي المادي يدفعني لزيارة محال البالة والتسوق منها بشكل مستمر، لأنني لا أستطيع الشراء من المحال الجاهزة، لأن أرخص قطعة يتجاوز سعرها 15 ألف ليرة سورية، بينما توجد في بعض البالات القطع نفسها بسعر 3 آلاف ليرة سورية وبجودة ممتازة.
 
زبائن القطعة
فيما عبّرت بشرى عن البالات: بعيداً عن رخص ثمن ألبسة البالة فإنها تجذب الكثير من الزبائن محبي القطعة، وهي ترتاد البالة بحثاً عن الملابس المميزة ذات الجودة العالية.
 
بالة الأحذية
ولا تقتصر البالات على الملابس فحسب، بل انتشرت بالات الأحذية، ولكن معظمها يسجل أسعاراً مرتفعة، وخاصة الأحذية الرجالية الرياضية، ليصل سعر الحذاء في بعض البالات إلى 30 ألف ليرة سورية.
وقال ناجي، وهو أب لأربعة أطفال: ألجأ لشراء الأحذية من البالات ولو كان سعرها مرتفعاً نظراً لجودتها ومتانتها، كما انتشرت في الآونة الأخيرة بالات ما يسمى (العفش)، وتحتوي على البياضات، والستائر، والمناشف، والألبسة الداخلية، فهل تصبح محال البالات نوعاً من الأسواق موازية للألبسة الجديدة، بل تتفوق عليها باعتبارها تلبي احتياجات المواطنين، وتراعي جيوبهم، وأسعارها أقل بكثير من الألبسة الجاهزة؟!.
رنا منير محمد