بين احتمالاتِ الاشتعالِ وتَسريباتِ النَّفي.. الجنوبُ السّوريُّ إلى أين..؟

بين احتمالاتِ الاشتعالِ وتَسريباتِ النَّفي.. الجنوبُ السّوريُّ إلى أين..؟

أخبار سورية

الخميس، ٢٢ مارس ٢٠١٨

تتواردُ الأنباءُ عن احتمالِ فتحِ المحور الأمريكيّ لمعركةٍ في الجنوبِ السّوريّ بهدفِ خلقِ مُعادل ميدانيّ يُوازي المُنجَز العسكريّ السوريّ في مناطقَ مُختلِفة، خاصّةً في غوطةِ دمشقَ الشّرقيّة، وتقولُ مصادرُ ميدانيّةٌ لـ"وكالة أنباء آسيا": إنَّ الحديثَ عن إشعالِ الجنوبِ يأتي من بابِ التّصعيدِ السياسيّ لا أكثر، إذْ إنَّ دائرةَ المصالحاتِ المحلّيّةِ ووقفِ الأعمالِ القتاليّة في درعا من خلالِ انضمامِ 18 منطقةً جديدةً إلى اتّفاقِ "خفض التصعيد"، وذلك من خلالِ اجتماعٍ عُقِدَ في صالةِ المجمّعِ الحكوميّ بدرعا يوم، الاثنين، بمشاركةِ أعضاءِ لجنةِ المصالحةِ ورؤساءِ مجالسِ المدنِ والبلداتِ وممثّلينَ عن مركزِ التنسيقِ الروسيّ في حميميم.
في الوقتِ نفسه، تقولُ مصادرُ محلّيّةٌ: إنَّ الفصائلَ المُنتشِرةَ في الجنوبِ السوريّ، عَمِلَت خلالَ المرحلةِ الماضيةِ على حشدِ قِواها العسكريّة في أكثرِ من منطقةٍ في ريفِ درعا الشّماليّ على محاور "الغرب والوسط والشّرق"، بهدفِ إطلاقِ المعركةِ التي تحدّثت عنها التنسيقياتُ تحتَ مسمّى "بركانُ الجنوب"، الأمرُ الذي يرفعُ من نسبةِ اشتعالِ الجنوبِ بدفعٍ أمريكيٍّ لخلقِ ما يُوازي خسارة الفصائلِ في الغوطةِ الشّرقيّة.
المصادرُ المحلّيّةُ في المنطقةِ الجنوبيّة، تُؤكّدُ في حديثِها لـ"وكالة أنباء آسيا"، أنَّ الجبهاتِ المُتوقّع فتحها من قِبَلِ فصائلِ الجنوبِ في حالِ تحرّكِها ضدّ الجيشِ بمناطقَ درعا، ستكونُ على أربعةِ محاورَ أساسيّة، فالمحور الأوّل؛ باتّجاه بلدةِ "الشّيخ مسكين" الواقعةِ في الريفِ الشّماليّ الأوسط، أمّا المحورُ الثاني؛ فسيكونُ باتّجاهِ بلدة "إزرع" وبلدة "خربة غزالة" الواقعتين بريفِ درعا الشّرقيّ والشّماليّ الشّرقيّ، أمّا المحورُ الثّالث؛ فقد يكونُ باتّجاهِ "كتيبة الدور" الواقعةِ بريفِ السويداء الغربيّ، في حين أنَّ المحورَ الرابع قد يكونُ باتّجاهِ "مطار الثعلة" الواقعِ بريفِ السويداء الغربيّ أيضاً، لكنَّ هذا المحورَ سيكونُ بمثابةِ "جبهةِ إشغال"، من دونِ زخمٍ ميدانيٍّ فاعل من قِبَلِ الفصائل.
مصدرٌ ميدانيٌّ قالَ لـ"وكالة أنباء آسيا": إنَّ الجيشَ السّوريّ استبقَ أيّ تصعيدٍ من قِبَلِ الفصائلِ في الجنوبِ، وقام بتوجيهِ ضرباتٍ مُركّزةٍ على خطوطِ الإمدادِ الرئيسةِ التابعةِ لها في ريفِ درعا، مشيراً إلى أنَّ الجيشَ يُحضّرُ في المنطقةِ لكاملِ السّيناريوهاتِ المُحتمَلةِ على اتّجاهِ الريفِ الشّماليّ لدرعا ومثلث الموت، أمّا في مناطقِ الشّريطِ الحدوديّ، فيُؤكّدُ المصدرُ أنَّ تحرّكاتِ الفصائل في ريفِ القنيطرةِ الشّماليّ الغربيّ مرصودةٌ مِن قِبَلِ وحداتِ الجيشِ السّوريّ، خاصّةً في "حرش الشحار - جباتا الخشب - تلّة الحمرية"، وهي المناطقُ التي شَهِدَت عمليّةَ تسليمِ "حركة أحرار الشام" كامل نُقاطِها في خطوطِ التماسِّ مع الجيشِ السوريّ لتنظيمِ "جبهة النصرة"، والأخيرة عَمِلَت على نشرِ قنّاصِيها في النقاطِ المُطلّةِ على مزارعِ بلدة "حضر".
في الجنوبِ الشّرقيّ من سورية، عَمِلَت الفصائلُ المُنتشِرةُ في الباديةِ السّوريّة خلالَ المرحلةِ الماضيةِ على تجنيدِ عددٍ إضافيّ من العناصرِ الجدد، خاصّةً فصائل "جيش مغاوير الثورة – قوّات أحمد العبدو – جيش أسود الشّرقيّة"، وغالبيّةُ العناصرِ الجدد هم من سكّانِ "مخيّم الركبان" الواقعِ بأقصى الجنوبِ الشّرقيّ لسورية، وهو واحدٌ من المُخيّماتِ العشوائيّة التي نشأت بفعلِ نزوحِ أعدادٍ ضخمةٍ من المنطقةِ الشّرقيّة من سورية، وفي حين أنَّ المصادرَ المحلّيّة في حديثِها لـ"وكالة أنباء أسيا"، تتخوّفُ من جعلِ المُخيّمِ مُنطلَقاً للعمليّاتِ العسكريّةِ للفصائلِ ضدّ نقاطِ الجيشِ السوريّ في ريفِ السويداء الشّرقيّ، وريفِ دمشقَ الجنوبيّ الشّرقيّ، فإنَّ أيّ تحرّكٍ في الجنوبِ السّوريّ سيكونُ مُرتبطاً بشكلٍ عضويٍّ بتحرّكاتٍ مُماثِلةٍ في الباديةِ السّوريّة، ففتحُ أكثر من جبهةٍ في المنطقةِ في آنٍ معاً هو سيناريو قد تجنحُ لهُ واشنطن، وفقاً لتقديراتِ صحفيّينَ سوريّينَ مُواكبينَ للملفّاتِ الميدانيّة.
وفي حين أنَّ "وكالة أنباء آسيا" لمْ تتمكّن من التحقّقِ من المعلوماتِ الواردةِ أعلاه من مصادرَ مستقلّة، فإنَّ التقاريرَ الإعلاميّةَ المُتعدِّدةَ كانت قد نَشرت ما وصفتهُ بـ"التسريباتِ" عن الاجتماعِ الأخيرِ لمسؤولينَ أمريكيّينَ مع قياداتِ الفصائلِ المُنتشِرةِ في الجنوبِ السّوريّ، ضمنَ غرفةِ عمليّاتِ الـ"موك" الاستخباريّة التي تُديرُ عمليّاتِ الجنوبِ السّوريّ من داخلِ الأراضي الأردنيّة، إذ قالت وسائلُ إعلامٍ عدّة: إنَّ الإدارةَ الأمريكيّةَ طالبت الفصائلَ في الجنوبِ السوريّ بضرورةِ ما أَسمتهُ بـ"ضبطِ النفس" وعدم التوجّهِ لقتالِ الجيشِ السوريّ خلالَ المرحلةِ الحاليّة، كيلا لا يقومُ الجيشُ بأيّة عمليّةٍ مُعاكِسةٍ، ويبدو أنَّ واشنطن التي تمتلكُ مشاريعَ مُستمرّة في سوريةَ ما زالت ترى أنَّ الوقتَ لإشعالِ أيّة جبهةٍ ضدَّ الدولةِ السّوريّةِ وحلفائها غير مُناسب بعد.