أهالي الغوطة الشرقية ينتَفضُون في وجه الإرهابيين

أهالي الغوطة الشرقية ينتَفضُون في وجه الإرهابيين

أخبار سورية

الجمعة، ٩ مارس ٢٠١٨

قبل عامين تقريبًا حين دخل الجيش السوري إلى الأحياء الشرقية لمدينة حلب، خرج الأهالي مُستقبلين له مُهلِّلين لعودته، واليوم يتكرر المشهد نفسه في الغوطة الشرقية لدمشق، إذ خرج أهالي بلدات سقبا وحمورية وكفربطنا في عُمق الغوطة الشرقية بمظاهرات عديدة رفعوا فيها العلم السوري، وصدحت حناجرهم للدولة مؤيدةً لرئيسها وجيشها، ومطالبةً التنظيمات التكفيرية التي تخدم المشروع الصهيو-أمريكي بالخروج من مناطقهم.
 
وفي مشهد استثنائي لم تألَفه الغوطة الشرقية لدمشق منذ سبع سنوات، رفع أهالي بلدة حموريّة العلم السوري وسط ساحة البلدة الرئيسة قبيل وصول الجيش السوري إليها، مُرحبِين بالقوات السورية، ومعلنين عن استعدادهم لفتح طريق البلدة أمامها نحو معاقل الإرهابيين في عُمق الغوطة.
وفي هذا السياق، قالت مصادرُ أهلية من بلدات حموريّة وسقبا وكفربطنا لموقع "العهد" الإخباري أنّ "العوائل والمدنيين الذين خرجوا بالمظاهرات المطالبة بخروج المسلحين و دخول الجيش السوري كانوا ينتظرون هذه اللحظة منذ سنوات، وخبّؤوا أعلام الدولة السورية طيلة تلك السنوات الماضية في بيوتهم خوفاً من التنظيمات التكفيرية وإرهابها وإجرامها"، مشيرةً إلى أنّ "هذه التنظيمات كانت تحتجز أهالي بلدات الغوطة الشرقية وتمنعهم من الخروج من المنطقة عبر الممرات الإنسانية التي افتتحها الجيش السوري و تتهمه بذلك مُدّعيةً أنها من تدافع عن هؤلاء المدنيين".
 
مشهد المظاهرات التي نفذها أهالي بلدات الغوطة الشرقية التي طالبت المسلحين بالخروج منها، يُذكَّر بما حدث قبل فترة في بلدات التل وقدسيا والهامة بريف دمشق، حين نجح صوت الأهالي بالتغلب على صوت السلاح وتمّت عمليات إخراج المسلحين وإجلائهم من هذه البلدات.
 
وفي هذا الإطار، قال مصدر مطلع على الوضع الميداني في الغوطة الشرقية لـ"العهد" إنّ "مسلحي التنظيمات الإرهابية التكفيرية يتخذون من أهالي الغوطة الشرقية دروعاً بشرية، وهذه المظاهرات التي تطالبهم بالخروج أكبر دليل على زيف ادعاءات المسلحين وتُهَمهِم للجيش السوري بقصف المدنيين وقتلهم"، لافتاً إلى أنّ "الأهالي يرفضون وجود المسلحين منذ مدة طويلة حيث خرج أهالي مدينة دوما بمظاهرة كبيرة في عام 2014 واجهها المسلحون بالرصاص الحي واستُشهد أكثر من خمسة عشر شخصاً وجرح أكثر من مئة آخرين، الأمر الذي أدى لخوفهم من تكرار المشهد مرة أخرى، بمعنى أن أهالي الغوطة لم يعودوا يجرؤون على مطالبة المسلحين بالخروج بعد تلك المجزرة التي ارتكبوها بأهالي مدينة دوما، و لكن اقتراب الجيش السوري و افتتاحه لعملياته العسكرية نحو معاقل الإرهابيين في الغوطة قد فرّغ قيادات تلك التنظيمات المدن من مسلحيها الذين اتجهوا إلى جبهات القتال ما سمح للمدنيين بالحركة أكثر و التعبير عن رأيهم المؤيد للدولة السورية"، مشدداً على أنّ "أهل الغوطة يساهمون مع الجيش في صناعة النصر على الإرهابيين بتعاونهم معه عبر إعطاء كافة المعلومات عن مواقع التنظيمات التكفيرية وتحركات مسلحيها".
التنظيمات الإرهابية التكفيرية تُسيطر على مراكز المدن الكبرى في الغوطة فقط مثل دوما وحرستا، إذ لم يعُد هناك عُمق استراتيجي لها في البساتين والمزارع بعد سيطرة الجيش السوري على مزارع العب والريحان والشيفونية والنشابية وباقي المناطق، حسب حديث المصدر المطلع.
 
وأكد أنّ "خطوط دفاع الإرهابيين في دوما و حرستا و غيرها ستبدأ بالانهيار التدريجي واحدةً تلو الأخرى خلال الأيام القادمة، وكما أنّ الأهالي سيُساهمون بشكل كبير في تحرير هذه البلدات  من الإرهابيين"، مشيراً إلى أنّ " هذا التقدم الكبير و السيطرة التي قامت بها قوات الجيش السوري سريعة وغير متوقعةً أبداً لا من التنظيمات الإرهابية التكفيرية و لا من داعميها من الدول الغربية، حيث بات أكثر من أربعين بالمئة من مساحة مناطق تواجد الإرهابيين تحت سيطرة الجيش و هذا إنجازٌ استراتيجي كبير، عكس ما كانت تخطط له تلك التنظيمات التي ظنّت أنها ستُدخل الجيش في معارك استنزاف تستمر لأشهر لكنها انهارت أمام تقدم الجيش الذي سيتوازى مع تحرك شعبي من قبل أهالي الغوطة الذين يثِقون بحكومتهم و دولتهم و جيشهم الذي سيُحررهم من الإرهابيين".