سيناريوهات الغوطة الشرقية ..لا مكان للمسلحين

سيناريوهات الغوطة الشرقية ..لا مكان للمسلحين

أخبار سورية

الخميس، ١ مارس ٢٠١٨

محمد كحيلة
وجود جيب إرهابي مسلح على تخوم العاصمة، بات غير مقبولٍ للدولة السورية، وهي التي جابهت تمدد الإرهابيين على كامل الجمهورية وأصبحت تتحكم بمعظم أراضيها، فالحشد العسكري الذي وصل تخوم دمشق لن يخرج إلا من طريق حرستا بلسان كبار القادة العسكريين السوريين.
عشرة آلاف شهيد وأضعاف أضعافهم من الجرحى الدمشقيين، سقطوا بهجمات إرهابية شنتها فصائل الغوطة الشرقية، القصف بالهاون والصواريخ سيغدو ذكرى غير مرحبٍ بها، وسيتحرر الغوطانيون هكذا يقول مراقبون.
سنسرد عدة سيناريوهات متوقعة لسير الأحداث في الغوطة الشرقية.
السيناريو الأول:
وهو الأقرب إلى الواقع حيث يخوض الجيش السوري معارك عنيفة مع المجموعات المسلحة في جبهات شرق وجنوب شرق الغوطة ومحور حرستا ومحيطها، وقد أحرز الجيش السوري تقدماً ملحوظاً في هذه المحاور خلال الأيام القليلة الماضية، وكان أهمها اجتياز ترعة المياه شرق حوش الضواهرة والتثبيت داخل البلدة، ومن المتوقع أن يكثف الجيش السوري عملياته الهجومية، بفتح محاور جديدة -لايمكن التكهن بمكانها وزمانها- بما يشتت المجموعات المسلحة، ويمنعها الاستفادة من تفريغ العدد والعتاد لمحور على حساب محور آخر، الأمر الذي يؤمن للجيش السوري سرعة في تحرير الغوطة الشرقية، بعد كسر أهم خطوط الدفاع للمسلحين، ويرجح أن تستمر هذه العمليات قرابة الـ60 يوماً بسبب اتخاذ أهالي الغوطة الشرقية كدروعٍ بشرية من قبل الجماعات المسلحة، مما يصعّب عمليات التمهيد الناري التي ينفذها الجيش السوري حرصاً على سلامة المدنيين.
السيناريو الثاني:
بعد فتح الدولة السورية والجيش الروسي لمعبر مخيم الوافدين الإنساني، ليتسنى للمدنيين المغادرة لمناطق الدولة السورية، وإعلان هدنة الـ5 ساعات اليومية، قد نرى أهالي الغوطة الشرقية أفواجاً يخرجون إلى المناطق الآمنة، كما حدث في مدينة حلب عام 2017، مما يعطي الجيش السوري أريحية كبيرة في القصف التمهيدي، بالتزامن مع عمليات برية موسعة تنهي التواجد المسلح في قطاعات الغوطة الشرقية، ويتوقع ألا تتجاوز العمليات العسكرية الـ30 يوماً بعد خروج المدنيين، ولكن هذا السيناريو ليس مرجحاً بسبب انقضاء يومين على الهدنة وفتح المعبر ولم يتمكن مدني واحد من المغادرة بضغط من الجماعات الإرهابية التي قصفت وقنصت من حاول الاقتراب منه.
السيناريو الثالث:
استسلام فوري وغير مشروط للمجموعات المسلحة وتسليم أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة للجيش السوري، الذي قد يسمح لهم بالاحتفاظ بالأسلحة الفردية والخفيفة، ويتم نقلهم بالباصات الخضراء إلى الشمال السوري، وهذا السيناريو قد يتحقق بعد عمليات عسكرية موسعة للجيش السوري، لذلك لا يمكن تحديد مدة زمنية لإنجازه، ولا يتوقع تنفيذه بالوقت الراهن.
جميع السيناريوهات الواردة أعلاه تنهي التواجد المسلح على تخوم العاصمة، وتؤمن الدمشقيين من الهجمات الإرهابية، وتلملم جراح المحاصرين والأسرى في الغوطة الشرقية.
دمشق الآن