المقداد: واشنطن تريد إطالة أمد الحرب في سورية

المقداد: واشنطن تريد إطالة أمد الحرب في سورية

أخبار سورية

الأربعاء، ١٤ فبراير ٢٠١٨

أكد الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين أن واشنطن غير مرتاحة للإنجازات التي يحققها الجيش العربي السوري ولذلك تنشر أخباراً مضللة تدعي فيها أن القوات السورية تستخدم الأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية وفي إدلب ومناطق أخرى.
 
وفي بيان تلاه أمام الصحفيين في مقر الوزارة اليوم دعا نائب وزير الخارجية والمغتربين الأمم المتحدة والمجتمع الدولي الى التحقيق في أفعال الولايات المتحدة الأمريكية التي تهدد الوحدة الترابية لسورية واستقلالها السياسي والتي تهدف إلى النيل من سيادة بلد عضو في الأمم المتحدة وعملياً تصفية الشعب السوري وهذا يتناقض مباشرة مع الأهداف والمهام الأساسية للمنظمة الدولية التي تم إنشاؤها للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.
 
وشدد نائب وزير الخارجية والمغتربين على أنه لا توجد حتى الآن دلائل على استخدام الأسلحة الكيميائية من قبل سورية وكل الاتهامات مبنية على ادعاءات باطلة ومزيفة قدمتها ما تسمى منظمة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" التي ظهرت على حقيقتها من خلال نشر أخبار ومقاطع فيديو ثبت أنها مزورة.
 
ونبه الدكتور المقداد بشكل خاص الى حقيقة أنه بين الـ 15 من كانون الثاني 2018 والـ 17 من كانون الثاني 2018 استخدم الإرهابيون في إدلب الأسلحة الكيميائية مرتين ضد القوات السورية المتقدمة وقال تعرض جنودنا لهجوم بغاز الكلور بالقرب من بلدة حوين جنوب إدلب وبلدة سنجار ما أدى إلى احتياج جنودنا للعلاج الطبي.
 
وتساءل نائب وزير الخارجية والمغتربين ماذا بشأن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي تم تصميمها للتحكم بمنع انتشار واستخدام الأسلحة الكيميائية ولماذا لم تقم بعملها في هذه الحالة، معتبراً أن عدم قيامها بعملها وعدم وجود رغبة لدى الدول الغربية اتخاذ إجراءات عملية رداً على استخدام الإرهابيين السلاح الكيميائي يثير تساؤلات جدية بخصوص وجود تأثير مباشر على نشاطات المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة.
 
ورأى الدكتور المقداد أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية غير فاعلة عندما يتعلق الأمر بالتحقيق في الهجمات الكيميائية على الأراضي السورية والحقائق التي جمعتها المنظمة محصورة في أبحاث تم نشرها على مواقع الانترنت ومقابلة شهود في بلدان أخرى في الوقت الذي يجب أن يكون فيه التحقيق موثوقاً وجديا وأن يتم في المكان الذي وقع فيه الحادث المزعوم.
 
ورد الدكتور المقداد على إدعاءات وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية ريكس تيليرسون الشهر الماضي بخصوص بقاء قوات بلاده غير الشرعي في سورية بحجة قهر الإرهابيين بالقول نقول لتيليرسون وغيره اننا قادرون على القضاء على الإرهابيين عندما يتوقفون هم عن دعمهم وإن من قضى على الإرهابيين في سورية هم الجيش السوري وحلفاؤه.
 
وذكر نائب وزير الخارجية والمغتربين أنه خلال سنتين من إعلان ما يسمى "التحالف الدولي" بقيادة واشنطن لمحاربة "داعش" توسعت سيطرة التنظيم في سورية لتمتد من 20 بالمئة إلى 70 بالمئة  وهنا لا بد من السؤال لماذا قوى وجود الولايات المتحدة الأمريكية الإرهاب في بلدنا.
 
وكان نائب وزير الخارجية والمغتربين استهل البيان بعرض مقدمة تحليلية لآلية إدارة الولايات المتحدة للصراعات وخلق الأزمات لتحقيق مصالحها معرجاً على السلوك الأمريكي في كل من أفغانستان والعراق وليبيا وسورية وأوكرانيا وإيران مشيراً إلى أن هذا النوع من السلوك الأمريكي يخلق نمطاً من الأحداث المختلفة التي تقود في نهاية المطاف إلى عواقب لا يمكن تداركها بما في ذلك الخسائر في صفوف السكان المدنيين.
 
وأكد نائب وزير الخارجية والمغتربين أن الخبرات المكتسبة من الصراعات الحديثة المختلفة تسمح باعتبار ما تسمى "الثورات الملونة" جزءاً لا يتجزأ من أشكال الحروب الحديثة.
 
وحدد الدكتور المقداد المقاربات التي تعتمدها الولايات المتحدة وحلفاؤها في حلف الناتو في تنفيذ خططها وطموحاتها الجيوسياسية بمجموعة عناوين رئيسية بينها تنظيم حركات احتجاجية واسعة ضد الحكومة وتضخيم عدد الضحايا الذين يسقطون ثم اختيار قضية أو قضيتين والعمل على تفاقمهما بشكل مصطنع لمدة طويلة وتالياً توجيه الاتهامات ضد نظام الحكم والمبالغة في ردود الفعل على المظاهرات وما يسمونه "المطالب السلمية للشعب".
 
وتابع المقداد بعد ذلك يجري تنظيم المواجهة المسلحة وتشكيل تدفقات اللاجئين والانتقال إلى عمليات إرهابية تحدث أضراراً وتدمر أهم البنى التحتية مشيراً إلى أنه في النهاية يكون المستفيد هي التنظيمات الإرهابية وفي سورية كان المستفيد من ذلك تنظيم "داعش" لكن في النهاية لا أحد يحاسب المسؤول عن كل ذلك لأنه في الحقيقة المستفيد الأكبر هي الولايات المتحدة التي تعمل لتحقيق مصالحها الجيوسياسية وتحارب من أجل الإطاحة بما تسمى "الأنظمة القمعية والديكتاتورية" وهي في الحقيقة الأنظمة التي تعارض مصالح واشنطن.
 
وخلص نائب وزير الخارجية والمغتربين إلى القول إن مصطلح الشبكات ذات الطبيعة المركزية يعني أن هناك شبكات ومركزاً وجميع التنظيمات الإرهابية مثل "داعش" و"هيئة تحرير الشام" وغيرهما من التنظيمات المسلحة للمعارضة التي تنتشر في جميع أنحاء العالم هي شبكات ولكن السؤال أين هي المراكز التي تتحكم بها.
 
وبالأرقام بين المقداد كيف أن هذه الشبكات المركزية تدار من مراكز كبرى على رأسها واشنطن مشيراً في هذا الصدد إلى الفارق الكبير بين الأرقام الرسمية للقوات الامريكية وأرقام المتعاملين معها حيث قال مدير إدارة المعلومات في وزارة الدفاع الأمريكية الجنرال آلان لين في أحد خطاباته وهو يدلل على قوة الجهاز الدفاعي الذي أنشأه  إنه يبلغ عدد المشتركين في شبكة وزارة الدفاع الأمريكية 3 ملايين و200 ألف فرد في حين أن الأرقام الرسمية تقول إن هناك 1 مليون و296 ألف فرد فقط في الخدمة العسكرية الأمريكية أواخر العام 2017 والفارق الكبير بين الرقمين يشير إلى وجود شبكات متعددة غير مدرجة على اللوائح الرسمية الأمريكية.
 
وأكد المقداد أنه حسب المعطيات المتوافرة في أجهزة المخابرات يقيم في المعسكرات الأمريكية على الأقل 1000 إرهابي من تنظيم "داعش" الذين تم إخلاؤهم من الرقة وجنوب غرب محافظة دير الزور وجرى توثيق بعض عمليات الإخلاء بالصورة الحية وفق ما أفادت وسائل الإعلام العربية والإيرانية مراراً وتكراراً بأن الولايات المتحدة قامت بعمليات إخلاء لقادة تنظيم "داعش" إلى شمال شرق سورية بواسطة الطيران الأمريكي والمركبات المختلفة.
 
ولفت المقداد إلى أن الولايات المتحدة تستخدم كل الذرائع بما فيها ذريعة "السلاح الكيميائي" لاستهداف الدولة السورية بالرغم من أن الجيش العربي السوري يحقق انتصارات على مسلحي تنظيم "داعش" ويوشك على هزيمتهم وتصفيتهم من خلال عمليات متتابعة وناجحة لقواتنا بدعم من حلفائنا لكن واشنطن التي تدعي محاربة التنظيم تتابع محاولاتها لإسقاط حكومتنا مستخدمة لذلك كل الوسائل المتاحة.