موقف «معارضة الرياض» لا يزال غير واضح بخصوص «سوتشي»

موقف «معارضة الرياض» لا يزال غير واضح بخصوص «سوتشي»

أخبار سورية

الأحد، ١٤ يناير ٢٠١٨

في وقت تكثف فيه من جهودها ومشاوراتها لعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في مدينة سوتشي أواخر الشهر الجاري، مازال موقف «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة، المنبثقة عن مؤتمر «الرياض 2»، غير واضح من مسألة المشاركة أو عدمها.
ولفتت عضو «العليا للمفاوضات»، بسمة قضماني، إلى أن الهيئة لم تجرِ بعد مشاورات مع روسيا بخصوص مؤتمر الحوار الوطني السوري المقرر عقده في سوتشي الروسية.
وذكرت قضماني، في مقابلة مع وكالة «نوفوستي» الروسية، أن «الهيئة الموحدة لم تحصل على معلومات مفصلة بشأن صيغة المؤتمر الذي سيعقد في 29 و30 كانون الثاني الجاري وأجندته وأهدافه».
وأشارت إلى أن «الانتقادات الكثيرة والدعوات وجهت إلى المعارضة للامتناع عن المشاركة في مؤتمر سوتشي وعدم التفاوض، لكن دور الهيئة يكمن في إجراء مشاورات وكشف ماهية المؤتمر المقبل».
وحذرت من أن عملية جنيف واتفاق مناطق «خفض التصعيد» يتآكل ويتعطل أكثر فأكثر في الوقت الراهن، مشددة على «ضرورة إحراز تقدم في جنيف من أجل إخراج التسوية من مأزق».
وأشارت قضماني إلى أن المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، أعلن عن عزمه إطلاق جولة جديدة وتاسعة من مفاوضات جنيف في 21 كانون الثاني، لكن الدعوات إلى المحادثات لم توجه بعد.
وطالبت المسؤولة في «الهيئة التفاوضية»، روسيا، بأن «ترى في «المعارضة السورية الموحدة والمعتدلة» قوة شريكة متمسكة بمحاربة الإرهاب وإعادة الاستقرار وتطوير الحكومة الشرعية والفعالة»، مشددة على أن المعارضة «ترغب في طرح جدول مفصل للانتقال السياسي لعام 2018 وانسحاب جميع القوات الأجنبية في البلاد، ولاسيما الفصائل الإيرانية التي يبلغ تعدادها اليوم نحو 85 ألف شخص»، حسب قولها.
من جانبه، أعرب عضو «الهيئة»، هادي البحرة، في حديث إلى الوكالة ذاتها عن «سعي وفد المعارضة إلى خوض مباحثات مباشرة مع وفد الحكومة في جنيف في أسرع وقت ممكن»، ودعا موسكو إلى «ممارسة الضغوط على الحكومة السورية لإجبارها على التفاوض» على حد تعبيره.
تجدر الإشارة إلى أن الجولة الأخيرة والثامنة من مفاوضات جنيف التي عقدت في كانون الأول المنصرم باءت بالفشل، ووصف المبعوث الأممي إخفاق المفاوضات بأنه «فرصة ذهبية ضائعة».
ومن جانب آخر، طالب رئيس وفد المعارضة، نصر الحريري، باستئناف برنامج أشرفت عليه الولايات المتحدة لدعم الميليشيات المسلحة، وذلك في حديث لوسائل إعلام أميركية، وفق ما نقلت مواقع الكترونية معارضة.
ورداً على سؤال حول موقف المعارضة السورية من المشاركة في مؤتمر «سوتشي» قال الحريري: إنه «لا توجد حتى هذه اللحظة أي معلومات واضحة عن سوتشي».
وأوضح أن «الرسائل التي صدرت من الشخصيات السياسية الروسية وهذا السلوك الذي نراه على الأرض من قصف مفتوح واستهداف للمدنيين جعل الشارع السوري يصدر عشرات البيانات الرافضة لمؤتمر سوتشي».
وفي وقت سابق، بحث الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي التطورات الأخيرة في سورية وإعداد مؤتمر الحوار الوطني السوري.
وقال المتحدث الرسمي باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في مؤتمر صحفي، بحسب «روسيا اليوم»: أن الاجتماع، الذي ترأسه بوتين، «تطرق إلى قضية التسوية السياسية في سورية بما في ذلك التحضير لمؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي».
وأشار بيسكوف إلى أن «بوتين أبلغ المشاركين في الاجتماع بمكالمته الهاتفية المفصلة التي أجراها مساء الجمعة مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان»، بينما أضاف: إن المباحثات في مجلس الأمن شملت أيضاً «مسألة عمل مناطق خفض التصعيد في سورية».
بدورها، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا وجود محاولات أميركية لعرقلة عقد مؤتمر سوتشي.
من جانبه، قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، ميروسلاف ينتشا، لوسائل إعلام كازاخية عبر الإنترنت من نيويورك الجمعة، وفق وكالة «سانا»: إن «محادثات أستانا لحل الأزمة في سورية تدعم العملية السياسية في جنيف بإشراف دي ميستورا».
وأشار ينتشا إلى أن محادثات أستانا لعبت دوراً مهماً في إقامة مناطق «خفض التصعيد» في سورية.