تعديل موقفه رهن بتراجع المعارضة عن استفزازاتها.. والأخيرة متعنتة … وفد سورية لن يلتحق اليوم بـ«جنيف 8»

تعديل موقفه رهن بتراجع المعارضة عن استفزازاتها.. والأخيرة متعنتة … وفد سورية لن يلتحق اليوم بـ«جنيف 8»

أخبار سورية

الأربعاء، ٦ ديسمبر ٢٠١٧

لم تؤثر حملات التشويش الإعلامية على موقف دمشق المتريث حتى الآن فيما يتعلق بحضور المرحلة الثانية من الجولة الثامنة من محادثات جنيف ما لم تتراجع المعارضة عن بياناتها ومواقفها الاستفزازية، وهو ما لم تبديه الأخيرة لا بل أصرت على التمسك بشروطها المسبقة.
وأكدت مصادر غير رسمية في دمشق لـ«الوطن»، أمس، أن وفد الجمهورية العربية السورية لن يتوجه اليوم إلى جنيف، وذلك بعد أن زعمت تقارير تلفزيونية أنه سيتوجه اليوم إلى العاصمة السويسرية للمشاركة في المرحلة الثانية من «جنيف 8». وربطت المصادر بين سفر الوفد إلى جنيف وتغيير المعارضة من خطابها وبياناتها المستفزة لاسيما تكرار الحديث بالشروط المسبقة وعودتها إلى ما قبل القرار الأممي 2254. وكان المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا وجه رسالة دعوة إلى الوفود المشاركة في «جنيف 8» لاستئناف المرحلة الثانية من الجولة أمس الثلاثاء، ولغاية منتصف الشهر الجاري، إلا أن دعوته لا تزال قيد الدراسة لدى القيادة السورية.
ولم يغادر وفد المعارضة «الموحد» جنيف منذ اختتام المرحلة الأولى من الجولة الحالية يوم الجمعة الماضي.
في الأثناء، أفادت الناطقة باسم مكتب الأمم المتحدة في جنيف أليساندرا فيلوتشي، بأن دي ميستورا سيلتقي وفد المعارضة «الموحد» في جنيف، مساء الثلاثاء، في حين رجحت تقارير صحفية أن «يتركز اللقاء على سلتي الدستور والانتخابات». ورداً على سؤال حول وفد الحكومة السورية أشارت فيلوتشي إلى أن دي ميستورا لا يزال جاهزاً لجذبه للمباحثات فوراً بعد عودته إلى جنيف.
على خط مواز، وفي مؤتمر صحفي زعم رئيس وفد المعارضة نصر الحريري، أن وفده «مستمر في العملية السياسية من أجل تطبيق بيان جنيف 1 والقرار الأممي 2254»، لا بل اعتبر أن بيان «الرياض 2» ترجمة لهذه القرارات.
من جانبه ادعى المتحدث باسم وفد المعارضة، يحيى العريضي، أن قرار مفاوضي وفد سورية الانسحاب من محادثات جنيف الأسبوع الماضي، كان إحراجاً لروسيا، التي تسعى للتوصل سريعاً لحل القضية السورية، على حد قوله. واصطدمت المرحلة الأولى من الجولة، على غرار الجولات السابقة، بتمسك المعارضة بشرط «تنحي الرئيس (بشار) الأسد»، الأمر الذي اعتبره وفد سورية «استفزازياً» و«شرطاً مسبقاً»، فيما كانت الأمم المتحدة تأمل بإطلاق مفاوضات مباشرة بين الطرفين.
وكان رئيس وفد سورية بشار الجعفري، قال خلال مؤتمر صحفي عقده الجمعة في جنيف رداً على سؤال حول إعلان المبعوث الأممي تمديد المحادثات: «بالنسبة لنا كوفد حكومي فقد انتهت جولة المحادثات وسنغادر جنيف غداً (السبت) أما دي ميستورا بصفته مبعوثاً أممياً فهو يعلن ما يريد ونحن أبلغناه رسميا أننا سنغادر غداً إلى دمشق فأرسل لنا مذكرة الليلة الماضية يدعونا فيها إلى جولة جديدة في جنيف».
ونشر مكتب دي ميستورا الجمعة ورقة من 12 بنداً، قال إنه طرحها على وفدي الحكومة والمعارضة الخميس، وطلب منهما تزويده بردودهما عليها بعد عودتهما، تزامناً مع استكمال نقاش جدول الأعمال. وتتضمن الورقة مبادئ أساسية أبرزها «الاحترام والالتزام الكامل بسيادة سورية»، وأن «يقرر الشعب السوري وحده مستقبل بلده بالوسائل الديمقراطية وعن طريق صناديق الاقتراع» إضافة إلى «بناء جيش قوي وموحد».
وعقد وفد سورية خلال المرحلة الأولى من جولة «جنيف 8» التي بدأت الثلاثاء قبل الماضي ثلاث جلسات محادثات رسمية مع دي ميستورا في مقر الأمم المتحدة بجنيف، ركزت على مناقشة السبل الكفيلة بدفع الحوار السوري السوري قدماً والتأكيد على أهمية عدم وضع الشروط المسبقة التي من شأنها عرقلة الحوار وتقويضه وورقة المبادئ الأساسية التي كان الوفد قدمها سابقاً منذ عدة أشهر.