اقتتال داخلي.. واغتيال قيادات.. ووقف بعض الدعم الخارجي .. تزايد عوائق تحول «النصرة» إلى جهة «مدنية»

اقتتال داخلي.. واغتيال قيادات.. ووقف بعض الدعم الخارجي .. تزايد عوائق تحول «النصرة» إلى جهة «مدنية»

أخبار سورية

الثلاثاء، ٥ ديسمبر ٢٠١٧

لا يزال مشهد تحول تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابية إلى تنظيم «معتدل» أو «مدني» في محافظة إدلب يعترضه الكثير من العوائق، إن لناحية الاشتباكات بين التنظيم وحلفائه فيما يسمى «هيئة تحرير الشام»، أو استمرار تصفية قياداته على يد «مجهولين» من ناحية ثانية، عدا عن وقف الدعم من بعض الدول للتنظيم من جهة ثالثة.
وأكدت مصادر إعلامية معارضة، أن «القوة الأمنية» التابعة لـ«الإدارة العامة لـ(ميليشيا) جيش الفتح» الذي تقوده «النصرة»، أعادت هيكلة نفسها، لتعمل باسم «شرطة إدلب» وتتبع لـما يسمى «حكومة الإنقاذ» العاملة في المناطق الخاضعة لـ«النصرة» شمال غرب البلاد.
ونقلت المصادر عن رئيس «قسم شرطة إدلب»، المدعو أبو محمد السوري، أنهم أعادوا هيكلة عملهم ونظموه الشهر الفائت، حيث باتوا يتبعون لـما يسمى «وزارة الداخلية» ويعملون بالتنسيق مع «جهاز القضاء» في «وزارة العدل» التابعة لـ«الإنقاذ»، مشيراً إلى أنهم لم يباشروا عملهم بشكل كامل حتى الآن، حيث لا تزال إجراءات تجهيز المقر وتكليف المهام جارية.
وتتبع «القوة الأمنية» إلى غرفة عمليات «جيش الفتح» وشكلت بعد سيطرة الأخير على مدينة إدلب في آذار 2015.
ورغم أن الخطوات السابقة تأتي في إطار مساعي تعويم «حكومة الإنقاذ» كغطاء مدني جديد تعمل في ظله «النصرة» إلا أن هذه المحاولات يشوبها الكثير من العوائق، أولها اقتتال «النصرة» مع حلفائها.
وأكدت مصادر إعلامية، أن «النصرة» شنت هجوماً أمس على مقرات ميليشيا «جند الملاحم» المنتشر مسلحوها في بلدات وقرى إبلين وبليون ومشون، التي سبق أن شكلتها «النصرة»، وما زاد الوضع تأزماً اعتقال «النصرة» لأمير «الملاحم» السعودي «أبو عبد الرحمن مكي»، في إبلين.
وكانت «جند الملاحم» أول من استُهدف في «تحرير الشام»، بعد تشكيلها بأسبوع في كانون الثاني الماضي، حيث قتل حينها أكثر من 12 مسلحاً منها، إثر قصف «التحالف الدولي» مقرا عسكريا، في مدينة سرمين بريف إدلب، التي كانت تعتبر المقر الرئيسي لـميليشيا «جند الأقصى» سابقًا.
ولم يستبعد مراقبون أن يكون استهداف النصرة لـ«الملاحم» في إطار الصراع بين أبي محمد الجولاني زعيم النصرة وأيمن الظواهري زعيم تنظيم «القاعدة» أيضاً، حيث يواصل الجولاني اجتثاث «المهاجرين» من مناطق سيطرته.
العائق الثاني أمام «النصرة» يتجلى بتواصل اغتيال قياداتها على يد «مجهولين»، حيث قتل يوم أمس مسلح تابع لها بإطلاق نار شمال مدينة إدلب، في وقت تعرض قائد ما يسمى «الشرطة الإسلامية» التابعة لها لمحاولة قتل بقرية بسقلا جنوب المحافظة.
وذكرت مواقع معارضة أن «مجهولين أطلقوا النار على العنصر على الطريق الواصل بين مدينتي حارم وسلقين شمال مدينة إدلب، ما تسبب بمقتله، على حين انفجرت عبوة ناسفة في سيارة قائد «الشرطة الإسلامية» خالد أنيس الموسى في قرية بسقلا جنوب مدينة إدلب، من دون معرفة مصيره، بينما جرح مدير ما يسمى «مؤسسة الكهرباء» التابعة لـ«الإدارة المدنية للخدمات» وموظفان اثنان الأحد، بانفجار عبوة ناسفة بسيارتهم في مدينة خان شيخون جنوب إدلب أيضاً.
مواقع أخرى تحدثت عن مقتل أربعة أشخاص بينهم طفل، إثر انفجار سيارة تابعة لـ «النصرة» عند دوّار المحراب شرقي مدينة إدلب مساء الأحد.
في الأثناء أقدم «مجهولون» على اقتحام مقر «الفرقة 23» في أورم الكبرى في ريف حلب الغربي وسرقوا جميع محتوياته بما فيها سيارات تابعة للفرقة المتحالفة مع النصرة.
يأتي ذلك بعد يوم من توقف دعم بريطانيا لما يسمى «شرطة حلب الحرة» وذلك بعد إيقاف الحكومة البريطانية تمويل برنامج دعم برنامج «العدالة والأمان المجتمعي» (أجاكس) لها.
وكشفت صحيفة «التايمز» البريطانية، تعليق بريطانيا لتمويل البرنامج بعد وصول التمويل إلى أيدي «جماعات متطرفة» وتكشّف حقائق مثيرة للجدل حوله، من بينها تدخل «النصرة» في تعيين الضباط، على حد وصف الصحيفة.
وكشف أحدهم وفق مواقع معارضة أن الضابط كان يتقاضى 300 دولار أميركي شهريا في حين كان العنصر يتقاضى 125 دولاراً مع منحة قيمتها 25 دولاراً كل أربعة أشهر.